المحتوى الرئيسى

إدلب وأبناء ريف دمشق: فتور.. قتال واقتتال

12/17 00:57

وجد كثر من حَمَلَة أولى شعارات «الثورة» في داريا وخان الشيح والمعضمية وقدسيا، الحياة في منازلهم تحت الحصار أفضل من التهجير في إدلب التي لم تعُد لأبنائها.

كل موجات التعاطف والترحيب والحفاوة التي حصدها أهالي داريا في إدلب، فَتَرت، بعد توالي أرتال المرحلين من بلدات التسويات في محيط دمشق.

في البداية، تمّ تأمين جميع أهالي داريا في منازل في بنش وجرجناز وجبل الزاوية ودركوش، لكن الأمر ما لبث أن تغيّر، وانتهت مرحلة إيوائهم بالمجان عندما وقّع الأهالي بعد شهرين فقط على عقود إيجار، أما الدفعات التالية من المنسحبين من ريف دمشق، فقد نزلوا في خيم دون أن يكون لهم نصيب في المنازل التي وزّعت بادئ الأمر على مسلّحي داريا وعوائلهم.

في إحدى الفيديوهات التي نشرت مؤخراً، يظهر عدد من مسلحي خان الشيح وهم يشحنون هواتفهم من مولّدة، فيما يمنعهم القائمون على المخيم الذي نزلوا فيه في معرّة الإخوان من نقلها إلى تحت سقف يقيهم الأمطار وبرد الشتاء في إدلب، يتذمّر أحد المسلحين الملثمين بالقول: هذا حال المجاهدين!

يعاني كل أبناء البلدات المهجّرة على السواء من المعاملة السيئة واحتكار كل شيء بذريعة عدم كفاية الموارد والمساعدات. ومع نفاد مدّخراتهم لا يجد كثير من الشبان والرجال سبيلاً إلى إيجاد فرصة عمل، لكون المنطقة فقيرة اقتصادياً، في الأساس.

وليس التنقل بين قرى ريف إدلب بالنسبة لأهالي المنطقة أكثر سهولة، لاسيما مع انتشار الكثير من حواجز التفتيش واستمرار الاقتتال بين الفصائل التي تتوازع السيطرة على القرى الإدلبية، فيما لا يملك كثيرون وثائق شخصية وثبوتية، هي أبرز المشاكل التي واجهت مسؤولي اللجان والمجالس المحلية التي ووفق المعلومات تحمل كامل مسؤولية الأوضاع المزرية إلى ما يسمّونها الحكومة المؤقتة التي تتولى إدارة المناطق «المحرّرة»، ما دفع هذه المجالس إلى البدء باستخراج إخراجات قيد غير نظامية للأهالي وبطاقات تمكّن المسلحين من التنقل، لا يُعترف بها في غالب الأوقات.

عسكرياً عملت الكثير من الفصائل والألوية في إدلب على إعادة هيكلة نفسها قبل العودة إلى ميادين القتال، فصائل حلّت نفسها وانضمّت إلى «جيش الفتح» بعد إلزام هذا الأخير كل المقاتلين بالالتحاق بالجبهات، وأخرى اندمجت كبعض ألوية «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، «لواء سعد بن أبي وقاص» من داريا، وكل من لواءي «الفتح المبين» و «سرايا المرابطين» من المعضمية، كما أنشأت معظم الفصائل معسكرات تدريبية لتأهيل كوادرها على التكيّف مع ظروف المعارك الواسعة في الشمال السوري والتعامل مع أنواع الأسلحة المتطورة والثقيلة، التي لم يخبروها في ريف دمشق.

فيما انخرطت بعض الفصائل على الفور في القتال في البداية، لا سيما مسلحي داريا، حيث كان «لواء المقداد بن عمرو» أول الألوية التي أعلنت عن مشاركتها في معركة حلب إلى جانب «جيش الفتح» بعد التنسيق مع قيادات هذا الأخير، كما اتجه بعض عناصره للمرابطة حتى اليوم على جبهات بلدتَيْ كفريا والفوعة شمال مدينة إدلب.

وبالنظر إلى القدرات العسكرية والبشرية الموجودة لدى فصائل الشمال ينظر مسلحو ريف دمشق إلى هذه الفصائل وهي تستنفد بالاقتتال الحاصل، يقول أحد الذين تحدثت إليهم «السفير» إلكترونياً: «هنا لا قتال من أجل الثورة، الصراع هنا على النفوذ والسلطة المتسترة غالباً بغطاء الدين، شح القدرات والكوادر التي كنا نعاني منها سابقاً في ريف دمشق لا تنطبق على الوضع هنا، كل شيء متوفر، لكن الكل يُغنّي على ليلاه».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل