الحدود بين العلم واللاعلم.. أزمة المجتمعات في العالم الثالث

من القضايا الإشكالية التي شغلت أذهان العديد من المفكرين والفلاسفة والعلماء قضية "التفكير العلمي" وخصائصه، وأدوات التمييز بين ما هو "علمي" وما "غير علمي"، لهذا فقد أفرد الفيلسوف البريطاني الشهير السير كارل بوبر لهذا الموضوع حيزاً كبيراً من اهتماماته وكتاباته، وخص مسألة الحدود بين العلم واللاعلم بكتابة مستقلة.

عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وضمن إصدارات مكتبة الأسرة، صدر كتاب "التمييز بين العلم واللاعلم - دراسة في مشكلات المنهج العلمي" للدكتور محمد أحمد السيد، الذي أفرد فصلاً بكامله لأطروحات واجتهادات كارل بوبر في التمييز بين العلم واللا علم.. ويوضح أنه منذُ خريف 1919 بدأت تَشغل كارل بوبر بعض المَسائل الهامّة المُتعلقة بفلسفة العُلوم، مثل ما الذي يجب أن تكون عليه النّظرية المُصنّفة عِلمياً؟ وهل هُناك معيار للطابع العلمي لوضع النّظرية؟

المُشكلة التي أزعجت بوبر في هذا التوقيت لم تكن متى تكون هذه النظرية صحيحة، ولا متى تكون مقبولة، كانت مُشكلته مُختلفَة تماماً: لقد أراد أن يميز بين العُلوم الحقيقية والعلوم الزائفة أو الميتافيزيقيا. كان يعرف بالطّبع الجواب الأكثر شُيوعاً لمُشكلته، وهي أن العلوم الحقيقية تَتميز عن العُلوم الأخرى - أو الميتافيزيقا- بالمَنهج التجريبيّ والذي يُمثّل بطريقة أساسية مَنهجاً استقرائياً يَنبُع من المُلاحظة أو التّجربة.

ويوضح المؤلف، أنه على العكس من ذلك، كثيراً ما وضع بوبر مُشكلته في التمييز بين المنهج التجريبيّ الحقيقي وغير التجريبي أو حتّى شِبه التجريبي، الجو الذي أثار هذا الاهتمام لديه هو التّوقيت الذي ارتفعت فيه الأفكار الثَورية بعد انهيار الإمبراطورية النِمساوية. من بين هذه الأفكار كانت نظرية النّسبية لأينشتاين والتي كانت ثوريةً بلا شك في هذا التّوقيت إلى جانب ثلاث نظريات أخرى: نظرية ماركس في التاريخ، والتّحليل النّفسي لفرويد، إلى جانب علم النفس الفردي لآلفريد أدلر.

الكتاب الذي يقع في 223 صفحة من القطع الكبير، يحتوي على أربعة فصول أساسية؛ هي:

الفصل الأول عن الجذور التاريخية لفكرة التمييز بين العلم Science واللاعلم Pseudoscience.

والفصل الثاني عن التمييز بين العلم واللاعلم عند كارل بوبر Karl Popper.

والفصل الثالث: اضمحلال دور القابلية التحقق والقابلية للتكذيب (فيرابند Paul Feyerabend - كون Thomas Kuhn - لاكاتوش Imre Lakatos) والفصل الرابع يعالج مستويات التمييز- معيار جديد للتمييز بين العلم واللاعلم.

كما يحتوي الكتاب على عدد ضخم من أسماء المراجع الأجنبية بالإضافة إلى المراجع العربية، وكشاف بأسماء الأعلام.

وفي نهاية الكتاب بيان باللغة الإنجليزية وقعه 186 من العلماء المرموقين يبدون اعتراضهم على الانتشار الواسع لـ"علم" التنجيم Astrology، والبيان بعنوان: Objections to Astrology