المحتوى الرئيسى

ظاهرة الطبيب الدرويش والحكيمباشى الفاشى

12/15 22:00

زعيم خلية تفجير الكنيسة البطرسية، وماسح دماغ محمود شفيق، الذى أقنعه بارتداء الحزام الناسف وتقديم أشلائه قرباناً لخدمة الإسلام، هذا الزعيم اسمه الدكتور، هو طبيب اسمه مهاب، واحد من عصابة طبيب آخر هو محمد كمال، أستاذ الأنف والأذن وزعيم التنظيم السرى الإخوانى!!، إيه حكاية الدكاترة؟!، لماذا أصبح بعض الأطباء للأسف هم قادة المنظمات والعصابات الإرهابية وتجار الفكر الفاشى فى مصر؟، لماذا صار هؤلاء مروجى وضحايا الدجل والخرافة بدلاً من ترويج العلم ومنهجه؟، لماذا كلما قلّبنا فى ملفات معظم التنظيمات الإرهابية نجد وراء التخطيط والترتيب والعنف يقف بالطو أبيض؟!، سؤال بات يفرض نفسه كلما استمعنا إلى بيان من زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهرى، الحاصل على دكتوراه الجراحة من قصر العينى، وابن العائلة الثرية التى يمتد نسبها من ناحية الأب لعائلة الظواهرى، التى أنجبت نجوم الطب فى جميع التخصصات، ومن ناحية الأم لعائلة عزام، أول أمين للجامعة العربية؟، نتعجب عندما نعرف أن أكبر منظّر لفكر التكفير الجهادى هو د. سيد إمام، الذى كان نائباً متفوقاً فى قسم الجراحة بقصر العينى أيضاً؟، نندهش عندما كنا أسرى وهم أن حمائم الإخوان هم الأطباء فاكتشفنا أنهم الصقور الجارحة مثل البلتاجى والعريان.. إلخ، منهم أيضاً ثعالب تلعب سياسة وتحاول إيهامنا بأنها ليبرالية مثل أبوالفتوح، ومنهم من ضحك على لجنة الدستور ووضع مادة تمكن السلفيين من رقبة الدولة مثل طبيب الأطفال برهامى، الذى أفتى بزواج بنت التاسعة وحرّم تهنئة المسيحى، أصبحت مانشيتات الصحف التى تتحدث عن أعمال إرهابية غالباً ما تحتوى على اسم طبيب بداية من أستاذة فى طب أسيوط تهرّب الشماريخ داخل الكلية، إلى طبيب يضع قنبلة فى كفر الزيات، مروراً بعميد كلية طب إقليمية وأستاذ كبد شهير وكادر إخوانى قيادى يحرّض على الإرهاب.. إلخ، علامات استفهام كثيرة تفرض نفسها؛ كيف يُمسح دماغ طبيب بهذا الشكل وكأنها فرمتة كمبيوتر مسحت منه الويندوز فيضرب مريضاً بأسطوانة أوكسجين فى المنيا لأنه ضابط شرطة، أو يشرف على تعذيب أسرى الاتحادية، أو يقبض على مريضة تطلب التحويل الجنسى ويطلب سجنها بدلاً من علاجها، أو يرفع قضية ضد وزير الصحة مطالباً بختان البنات، وهو للأسف أستاذ نساء وولادة، مضحياً بكل الكتب الطبية التى قرأها والمراجع التى تعلّم منها التى لا تذكر شيئاً اسمه ختان البنات إلا كجريمة بربرية، ماذا حدث لهؤلاء الأطباء الذين أقسموا على احترام إنسانية المرضى وخصوصياتهم وتعلموا أن العلم له قواعد أهمها نسبية الحقيقة وأهمية التجريب وطرح الأسئلة وتجاوز الخطوط الحمراء؟، هل هى طريقة التعليم؟، هل هى المدن الجامعية التى صارت مفرخة للإرهاب؟، هل هى كمية المواد الصعبة وعدم وجود وقت للأنشطة بسبب ساقية الامتحانات الرهيبة التى تفرم أى إبداع وتقتل أى ابتكار؟، كلها أسئلة مطروحة والإجابة ليست واضحة وضوح الشمس لكنها ضبابية تحتاج إلى بحث وتحليل واستقصاء، لكن يظل السؤال قائماً: هل ما نتعلمه فى كلية الطب ينمى فينا التفكير العلمى ويوقظ فينا الإنسانية؟، لو أجبنا عن هذا السؤال سنستطيع تفسير كيف يتخرج فى كلية الطب طبيب بدرجة إرهابى؟، للأسف كليات الطب تعلمنا كيف نصبح ميكانيكية تصليح ماكينات البشر ولا تعلمنا كيف نعالج البشر؟، كيف نعالج الإنسان؟، كيف نتعامل معه ككل متكامل لا كقطع غيار بشرية، طحال وكلية وكبد وقلب، نتقابل مع المريض فى نهاية الكلية حين تهمنا درجات الامتحان أكثر من آلام البنى آدم، نتكالب عليه كطلبة لنسمع لغط القلب الذى سينجحنا فى الامتحان أو لنلمس بروز الكبد الذى سيعرفنا التليف ويمررنا من الشفوى، هذا هو كل ما يهمنا كطلبة، نتخرج لنتعامل مع المرض لا المريض وهذه هى المشكلة، نحفظ ونصم ونتقيأ ما حفظناه على الورق بدون تسرب المنهج العلمى إلى خلايانا ووجداننا ونخاعنا ودماغنا، لذلك من السهل أن تجد طبيباً يقتنع بالزار والكودية وقراءة الفنجان والحجامة وختان البنات وأيضاً يصبح صيداً سهلاً لجماعات الإرهاب والتطرف وتجارة الدين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل