المحتوى الرئيسى

أسئلة منطقية إلى من زعموا تحرير حلب

12/15 21:24

عدة أسئلة منطقية يحتاج كل من هلل لسقوط حلب أن يطرحها على نفسه.. لا يحتاج المرء لمتابعة قناة تلفزيونية بعينها ولا السماع لمحلل سياسى دون غيره.. دعنا نتفق أن ليس ثمة إعلام محايد فى عالمنا هذا بمشرقه ومغربه، وأن الغالبية العظمى من وسائل الإعلام إنما تنطلق فى سياستها التحريرية بداية من تقديم الخبر _ وربما اختلاقه_ وانتهاء بتحليله والتعقيب عليه؛ من فكرة مسبقة تخدم أهداف ومصالح أربابها ومموليها.. لا بأس بكل هذا.. بل وأنا أفترض رغم مفاجأتى أن كثيرا ممن هللوا لسقوط حلب إنما قد تم تضليلهم أو على الأقل إثارة شكوكهم بشأن المجازر التى ترتكبها عصابات الأسد فى حلب هذه الأيام.. إلى هؤلاء أتوجه بهذه الأسئلة.

أى وجهة يقصدها عشرات الألوف من السوريين النازحين من شرق حلب وفق الرويات الرسمية للنظام نفسه؟ أليست (إدلب) الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة على تنوعها؟ لماذا لم يتوجه هؤلاء إلى مناطق تخضع لجيش نظام الأسد إذا كانوا بالفعل فرحين بتخليصهم من قبضة الميليشيات المسلحة؟ دع عنك هذا.. ما الذى دفع ملايين السوريين للجوء القسرى إلى تركيا ومصر والأردن وبعض دول أوروبا سوى القصف المتواصل ليل نهار؟ هل فر الملايين خوفا من داعش؟ أين كانت داعش هذه قبل منتصف العام ٢٠١٤؟ أين كانت وربع المليون سورى يُقتل بالبراميل المتفجرة والقصف الجوى والسلاح الكيماوى؟ ثم لم يلبث الرقم أن ناهز النصف مليون فى العامين الأخيرين.. إذا أردنا أن نحسب الحسبة بهذه الطريقة فلا بأس.. الأسد قتل ربع المليون وشرد الملايين وتكفلت داعش بالربع مليون الآخر وتشريد بقية السوريين.. فلنعامل الاثنين إذن _داعش والأسد_ نفس المعاملة.. كلاهما إرهابى ٌمجرم.

مشاهد قصف البيوت على ساكنيها تُبث مباشرة من قلب الحدث فمن الذى قصف هذه البيوت؟ الإرهابيون أيضا؟ هل يملك الإرهابيون سلاحا جويا؟ هذا إن تغاضينا عن كونهم يقصفون أنفسهم بأنفسهم! من الذى اعترف باستخدام السلاح الكميائى ضد شعبه ثم سارع بتسليم مخزونه من ذاك السلاح لما شعر بتجاوزه الخطوط الحمراء الدولية؟ من الذى يصرح رسميا أن قوات دولتين أجنبيتين على الأقل تقاتل إلى جوار جنوده؟ بل من صرح بنفسه وفى اللقاءات المتلفزة أن ميليشيا حزب الله اللبنانى تقاتل على أرضه وبالتنسيق مع جيشه؟ ألم يكن ذلك بشار الأسد أم كانت فصائل المعارضة؟ ابحث عن الإجابات بنفسك تفهم حقيقة المأساة!

وبالمناسبة فقد انتشر أخيرا تسجيل تلفزيونى للرئيس المصرى الراحل أنور السادات يهاجم فيه الأسد الأب، موبخا إياه أن استقدم ( السوڤييت) وفتح لهم بلاده يقتلون فى شعبه ليحافظ على رقبته هو وأخيه.. فيديو السادات يمكن البحث عنه على اليوتيوب بسهولة.. استعن به فى الإجابة على سؤال كهذا.

عن أى جيش وطنى نتحدث؟ المهمة الرئيسية لأى جيش وطنى فى الدنيا أن يحمى شعبه ويحرس أرضه ويدافع عن مقدراته.. هل تجد شيئا من هذا لم ينتهكه جيش بشار؟ مئات الألوف قتلهم وأضعافعهم قد عذبهم أو شردهم.. أباح أرضه لجنود وإيران وسماءه لطائرات روسيا وسواحله لقواعدها العسكرية الدائمة.. فتح الحدود لميليشيات طائفية جمعت طهران أشتاتها من لبنان واليمن وباكستان وأفغانستان.. فأى جيش وطنى هذا الذى نحرص على بقائه أو نفرح لانتصاره على مساكين شعبه؟

هناك جماعات إجرامية تقتل الناس وتضيق عليهم باسم الدين، نعم.. لكن هذه الجماعات لم تكن لتعرف طريقها إلى ترويع الآمنين لولا أنها وجدت من يغذيها ويستفيد من نموها وتعاظمها.. فتش دائما عن المستفيد.. هل ثار السوريون ليفروا من رمضاء الأسد إلى نار داعش؟

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل