بالصور.. ترميم قصر «ملايين السنين» بالكرنك

تشهد معابد الكرنك واحدة من أكبر عمليات الترميم داخل أروقة المعبد الخاص بـ"الأخ منو" الذي كانت تقام به الطقوس الملكية المقترنة بمراسيم عبادة "آمون"، وذلك بإزالة الأسمنت الأسود الذي تم استخدامه بعمليات ترميمه خلال فترة الستينات من القرن الماضي. 

وقال عبد الناصر أحمد عبد العزيز، مدير ترميم آثار الكرنك وطريق الكباش، إن معبد "الأخ منو" هو معبد مستقل يستند إلى الناحية الشرقية للمعبد الرئيسي، وشيده الملك تحتمس الثالث في العام الثالث والعشرين من حكمه، وكان مدخله الوحيد في الطرف الشرقي لموكب الطواف المحاذي للضلع الجنوبي لمعبد آمون، وإلى الغرب تمتد قاعة كبيرة معروفة باسم "حرت ايب" تحتوي على 32 أسطوانة على هيئة أوتاد خيمة لا تزال نقوشها البارزة تحتفظ بألوانها، وتؤدي شمالًا إلى قاعات خاصة بعبادة الشمس، وجنوبا إلى قاعات مخصصة للإله "سوكريس الجهنمي"، وفي الناحية الشمالية يوجد ممر مائل يتيح الصعود أعلى السطح، حيث كانت تقام طقوس خاصة بالعقيدة "الهليوبوليتانية". 

وأضاف "عبد العزيز" - في تصريحات للتحيرير اليوم الخميس - أن هناك قاعات في مؤخرة مقصورة آمون، عرفت باسم حديقة النباتات؛ نظرًا لنقوشها الطريفة التي تتكون من حيوانات ونباتات غير مألوفة، لافتا بأنه منذ اعتلاء تحتمس الثالث عرش البلاد عُرف "الأخ منو" بـ"قصر ملايين السنين"، أي مكان إقامة الطقوس الملكية المقترنة بمراسيم عبادة آمون. 

وأشار مدير ترميم آثار الكرنك وطريق الكباش، إلى أن هذا المعبد تم ترميمه في الستينات من القرن الماضي، واستخدم فيها الطوب الأحمر والأسمنت الأسود، مما جعلها غير مناسبة تمامًا مع لون المعبد، إضافة إلى أنها كانت توضع على حواف الأثر، مشيرًا إلى أن الفترة الحالية تشهد أسلوب ترميم حديث يتماشى مع لون الأثر. 

وأوضح أن العمل بدأ في ترميم "قصر ملايين السنين" بتنسيق المعبد بالصور الفوتوغرافية على برامج الفوتوشوب، وإزالة الأسمنت القديم، وتقوية الأجزاء الضعيفة بالأعمدة والأسقف، وعمل طبقة بطانة داخلية بسد الفجوات بمونة ترميم حديثة مكونة من جير ورمال بنسبة واحد إلى ثلاثة ومخلوطة بالماء المقطر، علاوة على عمل بطانة خارجية بنفس مكونات الداخلية مضاف إليها بعض الأكاسيد؛ لتعطي لون الحجر المكون منه المعبد؛ لبدء عملية تثبيت النقوش الجدارية، واستخدام مواد بتركيز 3% لتثبيتها، على أيدي فنيين تابعين لقطاع آثار الأقصر.