المحتوى الرئيسى

تقرير بريطاني: تنظيم "داعش" ينتج أسلحة وذخيرة متطورة

12/15 09:45

في شهر نوفمبر رافقت فرق تابعة للمنظمة البريطانية غير الحكومية، أبحاث النزاعات المسلحة، الوحدات العراقية أثناء حملتها العسكرية ضد ميليشيا "داعش" الإرهابية في الموصل. وتمكن خبراء هذه المنظمة من تفتيش ستة مصانع أسلحة تابعة للتنظيم الإرهابي، حيث قام أخصائيون أيضا بفحص أسلحة وذخيرة تركها التنظيم في ساحة القتال وأصدروا بيانا شاملا حول هذا الموضوع. DW  أجرت الحوار التالي مع جيمس فيفان:

ما هي الأسلحة التي تم إنتاجها داخل مصانع الأسلحة والذخيرة التابعة لتنظيم "داعش"، بأي كمية؟ وبأي جودة؟

جيمس فيفان: تنظيم "داعش" أنتج بالدرجة الأولى قذائف هاون ذات عيار متنوع، لاسيما قذائف 120 مليمتر إضافة إلى نوعين من الصواريخ على الأقل. ويستنتج مما عايناه في تلك المصانع، وما ضبطناه في ساحة القتال أن عشرات آلاف القطع تم إنتاجها. وفيما يخص الجودة، فإن "داعش" يعمل بإجراءات مراقبة عادية. الوثائق التي عثرنا عليها تعكس هذه المواصفات. وعندما قمنا بقياسها وجدنا أن الذخيرة الموجودة تُطابق تماما البيانات الخاصة بها. كانت عالية الدقة، كما إن جودة الإنتاج جيدة.

إلى أي مدى يعتمد "داعش" على إنتاجه الخاص من الأسلحة؟ وأي دور يلعب ذلك في تخطيطه الحربي؟

تنظيم "داعش" يستخدم أسلحة مرتجلة، فالإنتاج يتم بأسلوب تقليدي. غالبية قادة "داعش" هم ضباط سابقون في الجيش العراقي أو أجهزة الاستخبارات، ولذلك يميلون إلى الاستخدام التقليدي. وبإنتاج قذائف الهاون مثلا يتم تغطية الحاجة إلى المدفعية المحلية، وهذا ينطبق أيضا على الصواريخ التي يتم استخدامها بكثافة ـ حتى أثناء وجود فرق منظمة أبحاث النزاعات المسلحة في الموصل.

مدفعية تقليدية مستخدمة في الموصل

كيف هي الجودة  في إنتاج الأسلحة؟

نتحدث هنا عن أسلحة مرتجلة الصنع، بمعنى أنه لم يتم تصنيع مواد عادية أو متفجرات صناعية أو وقود للصواريخ. ولكن حتى ولو أن مواقع الإنتاج تبدو بسيطة جدا، إلا أن الإنتاج كان موزعا بشكل يسمح بإنتاج عدد كبير من القطع وبجودة لابأس بها، يفوق في جودتها كل ما سبق لنا أن وجدناه عند وحدات غير حكومية. كما قمنا بتفتيش مصانع أسلحة في الرمادي والفلوجة وتكريت تابعة لتنظيم "داعش".غير أن حجم الإنتاج في الموصل كان أكبر بكثير، علما أن الموصل هي المركز الاقتصادي "لداعش"، وهي ثاني أكبر مدينة عراقية، حيث كانت تتوفر على إمكانيات الابتكار والإنتاج. وتنظيم "داعش" استغل تلك المعطيات.

طبقا لتقرير منظمة أبحاث النزاعات المسلحة تمكن تنظيم "داعش" من ضمان التزويد بالمواد الكيميائية الأولية لوقود الصواريخ والمتفجرات بكميات كبيرة، اعتمادا على نظام تمويني يتم جزء كبير منه في تركيا. كيف نجح "داعش" في إدارة شبكة التموين هذه لفترة طويلة دون أن تكشف أجهزة الاستخبارات ذلك؟

الحكومة التركية تعلم بوجود هذه المشكلة لديها. وهي تقوم بخطوات مثلا لضبط بيع مواد  نترات بوتاسيوم ـ أو حمض نتريك ـ في السوق المحلية. ويتم استخدامه كسماد في الزراعة، لكن يمكن استخدامه أيضا لإنتاج متفجرات. لكن الحقيقة هي أن "داعش" تمكن من تأمين مواد أولية وكيميائية لفترة طويلة في السوق التجارية بجنوب تركيا. سلسلة التموين تبين الأمر بوضوح. فالحدود بين المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم "داعش" وجنوب تركيا كانت لفترة طويلة مفتوحة. وكانت تسود هناك تجارة عبر الحدود. على عكس الحدود بين تركيا والمناطق التي تسيطر عليها ميليشيا حماية الشعب الكردية التي هي مغلقة تماما.

بغض النظر عن إنتاج الأسلحة. ما هي المعلومات حول أسلحة تنظيم "داعش" التي تمكنت منظمة أبحاث النزاعات المسلحة من جمعها؟

في البداية ـ وهذا تم نشره ـ استولى تنظيم "داعش" على كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة للجيش العراقي. وإلى يومنا هذا مازلنا نجد لدى "داعش" أسلحة تعود لترسانة الجيش العراقي. كما استحوذ على أسلحة من الجيش السوري. وفي الآونة الأخيرة يتم استخدام أسلحة وذخيرة من شمال سوريا بكثرة، حيث إن وحدات المتمردين السوريين  تلقت تمويلا دوليا لها قبل أن يستحوذ عليها "داعش".

ماذا تعني الفحوصات التي قامت بها منظمة أبحاث النزاعات المسلحة بالنظر للحملة العسكرية المستمرة ضد "داعش" في الموصل وتموين الميليشيا الإرهابية بالأسلحة والذخيرة؟

لا أريد هنا التكهن بأي شيء، لكن ما نشاهد هو أن "داعش" يقوم الآن بتفجير ذخيرة تم إنتاجها مؤخرا خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وهناك استهلاك كبير للذخيرة، لكن يبدو أن التموين مضمون. وأتوقع أن لدى "داعش" تموين جيد بالأسلحة والذخيرة.

أجرى المقابلة ماتياس فون هاين/ م.أ.م

أثناء تقدم الجيش العراقي لاستعادة السيطرة على الموصل من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي، تم العثور على مقبرة جماعية فيها حوالي 100 جثة، العديد منها مقطوعة الرأس. وتظهر صوراً عرضتها وكالة "الاسوشيتد برس" عظاماً وجثثاً متحللة أخرجت بواسطة جرافة، وفي الصورة ضابط من الشرطة العراقية يحمل لعبة أطفال على شكل حيوان محشو وجدت بين الجثث.

المقبرة الجماعية وجدت قرب "حمام العليل" البلدة التابعة للموصل، وتبرهن على وحشية تنظيم "الدولة الإسلامية". حيث لا تعد هذه أول مجزرة يرتكبها التنظيم إذ نفذ سلسلة مجازر منذ استيلائه على مناطق واسعة من جنوب ووسط العراق في عام 2014. وتظهر هذه الصورة عنصر من قوات الأمن العراقية يتفقد مبنى كان يستخدم كسجن من قبل مسلحي "تنظيم الدولة الإسلامية" في حمام العليل.

رجال عراقيون من منطقة حمام العليل يحتفلون عند عودتهم إلى منازلهم التي نزحوا منها بعد استعادة السيطرة على القرية من قبل القوات العراقية وتحريرها من "تنظيم الدولة الإسلامية".

قام "تنظيم الدولة الإسلامية" بإحراق حقول النفط كرد فعل على الهجوم العسكري العراقي لطرد التنظيم من شمال العراق. وقال قائد عسكري إنه تم إجلاء أكثر من 5000 مدني من مناطق شرق الموصل حيث نقلوا إلى مخيمات. ويتبين من الهجوم المفاجئ أن تنظيم الدولة لا يزال يزرع الفوضى في مناطق حتى بعيدة عن قاعدته في الموصل كرد فعل على الحصار المضروب عليه من قبل القوات العراقية.

في بداية الأمر حاول "داعش" السيطرة على الموصل لإقامة "الخلافة"، فيما بعد أصبحت المنطقة رمزاً لقوة وسيطرة التنظيم ومصدراً للموارد، وتقول الأمم المتحدة ان التنظيم الإرهابي يستخدم المنطقة كمركز لتصنيع أسلحة كيميائية. كما شكلت المدينة الآشورية القديمة مصدرا حيويا لعائدات الضرائب وأعمال السخرة التي يقوم بها التنظيم. في الصورة دخان جراء اشتباكات عنيفة بين البيشمركة وداعش في بلدة بعشيقة شرق الموصل.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل