المحتوى الرئيسى

"أبواق الشيطان".. الصور المفبركة تحول معركة تحرير "حلب" إلي مجزرة.. الحلفاء تقود "حرب الصور" ضد "الأسد".. وضربات إعلام الغرب ضد موسكو لا تهدأ

12/15 13:52

أربع أعوام ونصف العام هي عمر واحده من أشرس المواجهات العسكرية التي لازالت تشهدها أحياء حلب أكبر مدن سوريا علي الاطلاق، بين المعارضة السورية بما فيها الجيش السوري الحر، الميليشيات السنية بما فيها الجبهة الشامية ضد القوات المسلحة السورية التابعة للحكومة السورية، بدعم من حزب الله و‌روسيا، وضد وحدات حماية الشعب الكردية.

بيد أن قوات الجيش السوري، المدعومة بغطاء جوي روسي مكثف، حققت مؤخرًا تقدما كبيرًا في المدينة وريفها، واقتربت من مدينة ادلب، وقطعت خطوط امداد المعارضة المسلحة بإستيلائها على طريق الكستيلو، واغلاقها بمساعدة قوات سورية الديمقراطية الكردية التي تسيطر على ثلاثة ارباع مدينة منبج في اغلاق معظم المعابر على الحدود السورية التركية.

التفاهمات الروسية الامريكية السرية تميل الى اعطاء الضوء الاخضر لاعادة سيطرة الجيش السوري على مدينة حلب مجددا، والقضاء عل جيوب المعارضة المسلحة فيها، ويتضح هذا من خلال الموقف الامريكي الصامت، واكتفاء جون كيري وزير الخارجية الامريكية بمناشدة الجانبين السوري والروسي بضبط النفس، وانشغال تركيا، التي كانت تعتبر حلب خطا احمر، بإزالة آثار الانقلاب العسكري الفاشل، وتماهيها مع سياسة الحليف الروسي الجديد في سورية، ولكنها حرب لن تكون سهلة وقد تطول.

لكن مع تصاعد العمليات العسكرية في مواقع القتال كانت معركة أخري تدور رحاها بشده علي الشبكات الإجتماعية ومنابر الإعلام الغربي والخليجي، الذي أغرقت المشاهد الدامية للقتلي والمصابين ، يستخدمون فيها الأطفال كإحدى وسائل التشهير بالقوات السورية الحكومية ويتهمونها باستهداف المدنيين في حلب.

وفي إطار ذلك، عزم الجناح المناهض لتحركات القوات النظامية السورية، في تحرير مدينة حلب، من أيدي التنظيمات المسلحة إلي استخدام صورا قديمة في سوريا، وكذلك صورا لأطفال من قطاع غزة الفلسطيني، على أنها صورا حديثة لمدينة حلب السورية، بعد سيطرة الجيش السوري عليها بشكل شبه كامل.

إلا أن إعلان الجيش السوري حديثًا إن معركة السيطرة على حلب دخلت مرحلتها النهائية، بعد أن حققت قواته تقدما كبيرا في جنوب المدينة، وبات مسلحو المعارضة، الذين لم يعد أمامهم سوى وقت قصير وعليهم "إما الاستسلام أو الموت"، جاء ليزكي الحرب الإعلامية بين الطرفين.

وحازت تلك الصور علي تعاطفا كثيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ حصلت بعد ساعات من نشرها على آلاف الإعجابات، ومئات المشاركات بين رواد تلك المواقع التي يتم استغلالها أيضا لإظهار وحشية القوات السورية.

بين عشرات الصور، أثارت تقريرًا نشره موقع قناة "العربية" التابع للمملكة السعودية،تحت عنوان عنوانه "تغطية مستمرة.. آخر المستجدات في حلب بالتفصيل، مصحوبًا بصورة يظهر فيها طفل مصاب وسط مجموعة من المسعفين، باعتبار أنه أحد ضحايا العملية العسكرية في حلب، غضب الرأي العام العربي ضد القوات السورية.

في المقابل، كشف أخرون مطابقة الصورة لأخري قديمة تعود إلى شهر نوفمبر الماضي، بالإضافة إلى أن الأشخاص الذين يحاولون إسعاف الطفل يحملون شارات "الدفاع المدني السوري".

من بين الصور التي يتم استغلالها مؤخرًا، صورة ألتقطت لعدد كبير من جثث أطفال تتوسطهم سيدة تبكي، هي نفسها صورة نشرت قبل عاميين باعتبارهم ضحايا إحدى الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني.

صورة أخرى لاقت تعاطفا كثيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، قيل أنها لسوريين وعليها تعليق يقول "إلهي لقد انقطع الرجاء إلا منك وخاب الظن إلا فيك وقل الاعتماد إلا عليك! نسألك أن تفرج عن أهل حلب"، وكانت المفاجأة أن الصورة تعود إلى عام 2014، أثناء توزيع الأمم المتحدة حصص غذائية، للاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك بالعاصمة دمشق.

مشهد رابع تضمنته صورة لمقتل طفلين ادعى نشطاء تويتر أنهما قتلا في مجزرة حلب، وكتب أحدهم تغريدة قائلاً: "عندما يعانق الأخ أخاه ليرحلا سويًا عند عزيزٍ مقتدر... ما يحدث في حلب عار كبير على جبين الإنسانية، أغيثوا حلب".

لكن المفارقة أن الصورة تم استخدامها سابقا من قبل أنصار الحوثي، مدعين أنها وقعت في إحدى غارات طائرات "عاصفة الحزم"، أما حقيقة الصورة فكانت لطفلين فلسطينيين، ضحايا إحدى الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، وتم تداولها عبر الإنترنت منذ عام 2014.

"أم المعارك"، "معركة التحرير"، "ستالينغراد سوريا"، مسميات عدة أطلقت علي المواجهات المسلحة بين القوات النظامية مدعومة من روسيا من جهه، وكتائب المعارضة المسلحة من جهة ثانية، والقوات الدولية بزعامة الولايات المتحدة من جهة ثالثة، بدأت في 19 يوليو 2012، حيث تميزت بالاستخدام العشوئي للبراميل المتفجرة التي تُسقط من المروحيات، مما أسفر عن مصرع آلاف الأشخاص،والاستهداف المتعمد للمدنيين، بما في ذلك المستشفيات والمدارس، ما أجبر مئات الآلاف على الإخلاء.

في 6 أكتوبر 2016، عرض الرئيس بشار الأسد العفو للمسلحين في المدينة، حيث عرض إجلاءهم هم وأسرهم إلى مناطق آمنة؛ تحقق مثل هذه الاتفاقات وتم إتمامها في مناطق أخرى متنازع عليها في سوريا، ورفض المسلحين هذا الاقتراح.

وفي أواخر سبتمبر 2016، بدأت روسيا وسوريا القيام بغارات جوية ليلية على الأجزاء التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة. كما اتهمت القوات الروسية والسورية بشن غارات جوية "مزدوجة" استهدفت عمال الإنقاذ وأول المستجيبين في المستشفيات والهياكل المدنية الأخرى التي قصفوها بالفعل، بيد أن الحكومة والمصادر الروسية اعترضت علي ذلك.

للحيلولة دون وقوع إصابات بين المدنيين، فتحت القوات السورية والروسية ممرات إنسانية للسماح للسكان المدنيين في حلب الإجلاء بعيدًا عن القتال.

وحذر مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان خلال هجوم الحكومة السورية عام 2016، أن "جرائم ذات أبعاد تاريخية" ترتكب في حلب.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل