المحتوى الرئيسى

"توابع حلب" .. المعارضة السورية المسلحة تقترب من الفخ

12/14 22:43

يوميًا ومنذ أسابيع، بل وحتى أشهر، نكتب عن حلب، الوضع هناك يحتمل الكثير من الكتابات، لا يوجد عمل واحد يحصر الواقع، ولا يوجد واقع ثابت يمكن حصره، ففي خلال دقائق معدودات يتغير الوضع، وربما يصبح ما سبق نشره خاطئًا، ليس لأننا أردنا تضليل القارئ، ولكن لأن الأمور تتغير سريعًا.

آخر ما حدث في حلب، هو سيطرة القوات الحكومية السورية التابعة للرئيس بشار الأسد علي شرق العاصمة الاقتصادية السورية"حلب"، وإن كان هناك تواجد ضعيف في مساحات محدودة للغاية لقوات المعارضة المسلحة هناك، إلا أن الأمر بات محسومًا، خصوصًا إذا أخذنا في الاعتبار طائرات الروس القابعة في الأجواء تنتظر الاشارة لإعادة القصف، والقضاء علي الأخضر واليابس.

وحسب المعلومات المتوفرة، فإن المدنيين ليسوا فرحين ولا نادمين، الوضع لديهم سيان، الجميع يرغب في الخروج أو البقاء سالم، فقوات الأسد ترتكب فظائع في حق المدنيين، وهو ما أشارت له الأمم المتحدة، بأن هناك تقارير تتحدث عن مقتل 82 من المدنيين واعدامات ميدانية تنفذ هناك من قبل قوات الأسد، والمليشيات الموالية له.

ويتجه الحديث في كافة وسائل الإعلام والأخبار الواردة عن خروج 100 ألف مدني عالق هناك في بقعة صغيرة في شرق حلب إلي أماكن أخري، من بينها غرب حلب التي تقع تحت سيطرة النظام السوري، علي أن تتجه المعارضة لمدينة "إدلب" التي تقع غربي حلب.

وفي خلال الساعات الماضية تم الاتفاق بين الجانب الروسي والتركي علي السماح للمسلحين بالخروج من شرق حلب نحو مدينة إدلب، بالأسلحة الخفيفة فقط، ودون تعرضهم للايذاء.

ولكن ما الذي يدفع بوتين لتركهم يرحلوا إذا كان لا يريدهم أحياء علي كل حال، بالتأكيد ليس لأسباب "إنسانية" فسجل أعماله السابق ينفي تمامًا ذلك، إذا فهناك أسباب أخري.

مدينة إدلب وقعت في يد قوات المعارضة مع أعمال الاقتتال التي تقع هناك، وتسيطر جبهة فتح الشام (النصرة سابقًا) علي أغلب المدينة، وللقوات الحكومية جزء منها، وحسب التقارير فإن إدلب هي تجمع للمعارضة المتشددة، التي يحسبها الجميع "إرهابية".

مدينة إدلب وفق أحدث خرائط توزيع النفوذ، ستكون بمثابة "مصيدة الفئران" أو الفخ الذي سيتجه له المعارضون المسلحون، لأسباب متعددة، أولها أن المعارضة هناك لن تستقبل تلك الفصائل الخارجة من حلب استقبال الأبطال، كما أنه ليس لها مكان بينهم، فإما أن تنطوي تحت لواء أحدهم، أو لا شئ، ومع دخولهم لإدلب، بالتأكيد ستبدأ النزاعات بين فصائل المعارضة المختلفة علي النفوذ والقيادة، كما أن الامكانيات المادية للقوي المسيطرة هناك لا تسمح لهم برعاية المزيد من البشر.

هناك ايضًا تفاهم حاصل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول الأزمة السورية في الجزء الشمالي منها، وإدلب من الشمال ستكون مواجهتها الأولي مع قوات "سوريا الديموقراطية" والتي يمثل أغلبها "وحدات حماية الشعب الكردي" والتي شكلتها الولابات المتحدة الامريكية لمكافحة الإرهاب، والذي سيكون تحديدًا في إدلب.

وفي الجنوب ستجد المعارضة سيطرة النظام الحكومي، والغرب سيطرة حكومية، وايضًا قرب قواعد اللاذقية، وطرطوس، وانتشار لسلاح الجو الروسي، واما شرق إدلب ستكون مدينة حلب، والتي باتت ايضًا بيد النظام.

من المتوقع أن تصبح إدلب هي عاصمة "الإرهاب" بأعين الجميع، ومحاصرة من كافة الاتجاهات، ومع الأخذ في الاعتبار أن المعارضة فقدت مصدر تمويلها الرئيس بالسلاح عن طريق سوري بفقدانها لحلب، وهو ما يعني أن ما لديها من أسلحة وذخائر، هو فقط ما ستحارب به في حال وقع هجوم من الجانب السوري النظامي مدعومًا بالطيران الروسي، وبالتالي ستكون المعركة محسومة لصالح الأخيرين، وهنا يشير المراقبون لاحتمال وقوع مجزرة في ادلب، مطلع العام المقبل، وسيكون المدنيين أيضًا ضحايا فيها.

حتي اللحظة، مازال هناك دماء تراق في شرق حلب، ومازال هناك صراع، ولكن يبدو أنه في الرمق الأخير، وهناك أخبار تتحدث عن قيام بعض فصائل المعارضة بعمل عسكري مضاد، ولكن الأمر لن يجدي علي كل حال.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل