المحتوى الرئيسى

امتحان الثقة

12/14 22:07

هل من قبيل الصدفة أن تبث قناة الجزيرة القطرية على موقعها الإلكترونى مقالاً يتساءل عن انتهاء الود بين أقباط مصر والسيسى؟ وقبلها بيومين تفرد مجلة «فورين بولسى» تقريراً مطولاً حول العلاقة بين الأقباط والرئيس، وكلا الموضوعين يلتقيان فى نقطة واحدة وهى التشكيك فى ثقة الأقباط بالسيسى، وأن الأقباط فى مصر بدأوا يشعرون بالخذلان وأن أوضاعهم لم تتغير، خاصة أنهم اعتبروا الرئيس السيسى المنقذ وتوسموا فيه خيراً وإنصافاً من بعد اضطهاد كانوا يعيشونه فى عهد الأنظمة السابقة.

«الجزيرة» كعادتها حاولت بث سمومها بطريقتها الحرفية الخاصة لتؤكد أن أقباطاً كثراً اعتقدوا بادئ الأمر أن السيسى أرسلته السماء لهم لكنهم أصيبوا بخيبة أمل بعد فشله فى التصدى للظلم الذى يتعرضون له أمداً طويلاً، وأن موجة الاحتجاجات تصاعدت وسط الطائفة المسيحية فى الشهور الأخيرة إلى درجة غير مسبوقة! هذا التركيز على ملف الأقباط فى مصر والعودة لتأجيجه من جديد ومن جهات مختلفة يدعو للتوقف أمام جملة واحدة «ابحث عن المستفيد»، ومن ثم المحرك للأحداث لتأليب الرأى العام من بعد سكون، فلم يكن مطلوباً أن يتجاوز المصريون أزمات عاصفة مرت عليهم ويعبروا بها عبوراً آمناً وألا يعترضوا مسيرة الإصلاح القاسية التى يعايشونها وتمنى لها المتربصون التعثر والانهيار.

«السيسى» وعد شعبه بأنه سيحقق له الاستقرار والأمن، واختير لأنه يمثل تحدياً فى مرحلة شديدة الخطورة، فهو الرجل الأقوى الذى يمكن الرهان عليه فى إعادة الأمن إلى الشارع، لكن الحرب المستمرة فى سيناء ضد داعش والأضرار المتكررة بالمدنيين وقوات الجيش والحرب المفتوحة على جبهات عدة خارجية وداخلية، تقوض إنجازاته وتعطل مسيرة الاستقرار، وليس أسهل من فتح جبهة الطائفية من جديد بعد أن منيت جماعة الإخوان بالفشل الذريع فى تحقيق أهدافها لضرب الاستقرار بالثبات الذى أظهره الشعب فى مواجهة تحديات الأزمة الاقتصادية الطاحنة، فكان الهدف من تفجير الكنيسة البطرسية هو فتح جبهة داخلية جديدة للأقباط ضد المسلمين لتأجيج النفوس وإشعال التوتر الطائفى وزرع الفتن وتكريس عقدة الاضطهاد، على اعتبار أنها الحلقة الأضعف فى دائرة التماسك المجتمعى، أملاً فى أن تحقق ورقتهم الأخيرة فى لعبة التدمير والحرق الهدف المنشود بزيادة الاحتقان وتراجع الثقة بالرئيس فى قدرته على حمايتهم وتنفيذ وعوده لهم.

أهم أخبار توك شو

Comments

عاجل