المحتوى الرئيسى

16 توجٌّها في السياسة الخارجية الروسية

12/14 21:02

فيما جدَّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد بلاده للتعاون مع الإدارة الأمريكية، مشدِّدًا على ضرورة تطبيع العلاقات الثنائية والشروع في تطويرها على أساس التكافؤ والمنفعة المتبادلة، وقع في نفس اليوم على وثيقة "رؤية السياسة الخارجية الروسية" في الأول من ديسمبر الحالي.

تطرَّقت "السياسة الخارجية" إلى مسألة العلاقات بين روسيا والناتو، وأكَّدت نية موسكو بناء هذه العلاقات، آخذةً بعين الاعتبار مدى جاهزية الحلف للشراكة المتكافئة معها، ولكنَّها في الوقت نفسه، أشارت إلى أنَّ روسيا تنظر نظرة سلبية إلى "توسُّع الناتو واقتراب بنيته التحتية العسكرية من الحدود الروسية وتفعيل نشاطاته العسكرية في مناطق متاخمة لروسيا، واعتبرت الوثيقة أنَّ موسكو ترى في هذه التصرفات انتهاكًا لمبدأ الأمن المتكافئ غير المجزأ وأمرًا يقود إلى تعميق الخطوط الفاصلة القديمة وظهور خطوط جديدة منها في أوروبا.

وفيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة، رأت الوثيقة أنَّ روسيا مهتمةٌ ببناء علاقات متبادلة المنفعة معها، مع الأخذ بعين الاعتبار المسؤولية الخاصة التي تتحملها الدولتان عن الاستقرار الاستراتيجي العالمي وحالة الأمن الدولي عامة، وكذلك امتلاكهما قدرات كبيرة على التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والعلوم والتقنيات وغيرها من أنواع التعاون، وأنَّ "روسيا تنطلق من أنَّ التطور المتنامي والقابل للتنبؤ في الحوار مع الولايات المتحدة ممكن فقط على أساس المساواة واحترام المصالح المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

وتتوافق هذه الرؤية مع ما ذكره بوتين في رسالته السنوية للجمعية الفيدرالية، حيث حذر من أن محاولات الإخلال بالتكافؤ الاستراتيجي خطيرة للغاية وقد تؤدي لكارثة عالمية، وكرَّر مشدِّدًا بالقول: "لا يجوز أن ننسى ذلك أبدًا ولو للحظة واحدة"، وأعرب عن أمله في إقامة تعاون مع واشنطن في محاربة الإرهاب في سوريا، وأضاف: "نأمل في توحيد جهودنا مع جهود الولايات المتحدة في محاربة خطر واقعي وغير وهمي وهو خطر الإرهاب الدولي". 

وذكَّرَ بأنَّ العسكريين الروس يعملون حاليًّا على تحقيق هذا الهدف، مؤكِّدًا أنَّ القوات الروسية كبَّدت الإرهابيين "خسائر ملموسة"، كما جدَّد استعداد روسيا للتعاون مع الإدارة الأمريكية في المجالات الأخرى، مشدِّدًا على ضرورة تطبيع العلاقات الثنائية والشروع في تطويرها على أساس التكافؤ والمنفعة المتبادلة، وأكَّد أنَّ التعاون بين البلدين في حل القضايا العالمية والإقليمية يصب في مصلحة العالم برمته، وأوضَّح أنَّ روسيا والولايات المتحدة تتحملان المسؤولية المشتركة عن ضمان الأمن والاستقرار العالميين.

وأوضَّحت الوثيقة موقف موسكو من التسوية في أفغانستان، حيث أكَّدت أنَّ الوضع غير المستقر هناك يشكِّل خطرًا على روسيا والدول الأخرى في رابطة الدول المستقلة وبخاصةً على خلفية انسحاب الجزء الأكبر من القوات العسكرية الدولية التي سبق أن كانت منتشرة في أفغانستان، وتعهَّدت بمواصلة بذل الجهود من أجل حل مشكلات أفغانستان في أقرب وقت ممكن، مع احترام حقوق كافة المجموعات الإثنية ومصالحها المشروعة وبغية إعادة إعمار أفغانستان في مرحلة ما بعد الصراع، كدولة محايدة ذات سيادة محبة للسلام تتميز باقتصاد ونظام سياسي مستقرين.

ولفتت الوثيقة إلى أنَّ تنفيذ حزمة إجراءات متكاملة لمواجهة الخطر الإرهابي، يجب أن يصبح جزءًا من هذه الجهود، علمًا بأنَّ هذا الخطر موجه ضد دول أخرى، بما فيها جيران أفغانستان، ومن بين حزمة الإجراءات هذه خطوات للقضاء على الإنتاج غير الشرعي للمخدرات في أفغانستان والاتجار بها.

أهم المبادئ التي تشملها العقيدة الجديدة للسياسة الخارجية الروسية:

- أهم توجه في محاربة الإرهاب يجب أن يكون عبر إنشاء تحالف دولي واسع.

- المنافسة من أجل الهيمنة على العالم أصبحت الصفة الأساسية للمرحلة الراهنة من التطور العالمي، وبالتالي فمبادئ السياسة الخارجية الروسية تشير إلى "عدم وجود بديل للأمم المتحدة كمركز لتنظيم العلاقات الدولية وتنسيق السياسة".

- روسيا تعتبر العمل على تعزيز الشرعية الدولية أمرًا أولويًّا، وانعدام الاستقرار في أفغانستان يحمل تهديدًا لروسيا ورابطة الدول المستقلة وموسكو ستبذل جهودا للحل.

- روسيا مستمرة ببناء علاقات جوار حسنة مع اليابان.

- روسيا تتبع بثبات توجه تعزيز نظام عدم انتشار الأسلحة النووية.

- الاتحاد الأوروبي سيبقى شريكا هاما لروسيا، روسيا تتطلع إلى تعاون مستقر.

- روسيا ستواصل نهج التسوية السياسية.

- الدبلوماسية للنزاعات في الشرق الأوسط دون تدخل خارجي.

- روسيا ستعارض بشدة أي محاولة لنقل المواجهة والنزاع العسكري إلى القطب الشمالي.

- روسيا مستعدة لمناقشة تقليص القدرات النووية.

- روسيا ستعمل على توسيع وجودها في القارة القطبية الجنوبية.

- روسيا تنظر إلى تعزيز مكانتها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ كاستراتيجية مهمة في سياستها الخارجية.

- روسيا تهتم في إقامة علاقات متبادلة المنفعة مع الولايات المتحدة، مع الأخذ بعين الاعتبار مسؤولية الدولتين الخاصة عن الأمن الدولي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل