المحتوى الرئيسى

لهذه الشخصيات نحزن على وفاة أحمد راتب - نجومية لافتة بـ"عيسوي" و"سااامح" و"الكحيت".. و جائزة خاصة لدقيقة ونصف في "الإرهاب والكباب"

12/14 15:57

فقد الفن العربي صباح اليوم الفنان أحمد راتب الذي رحل عن عالمنا بعد إصابته بأزمة قلبية مفاجئة، عقب مشوار فني حافل سواء في السينما أو التليفزيون أو المسرح، لتسود حالة شديدة من الحزن داخل الوسط الفني.

وربما لا يدرك البعض أن أحمد راتب شارك في أكثر من 400 عمل فني على مدار مشواره الفني، لكن قيمة ما قدم راتب لا تقدر فقط بعدد أعماله، بل بالشخصيات التي صبغ عليها طابعا خاصا، حتى أنها باتت من العلامات المميزة في تاريخ الفن المصري، رغم أن بعضها كانت شخصيات بسيطة ليس بها أبعاد درامية أو تفاصيل معقدة تجعل من بقائها في ذهن الجمهور أمرا سهلا.

شخصية "سامح" التي جسدها أحمد راتب في مسرحية "سك على بناتك" عام 1980، التي لا نكون مبالغين إذا قولنا أنه يتذكرها كل من شاهد المسرحية، فهذا الشاب الجامعي الذي يحضر للدراسات العليا مع دكتوره بالجامعة الذي يشرف على رسالة الدكتوراه "فؤاد المهندس" ويريد أن يزوجه بإحدى بناته.

تفاصيل شخصية سامح بسيطة فهو شاب ضعيف الشخصية ومجتهد في دراسته، وهو ما حافظ عليه أحمد راتب في المسرحية، ليستطيع بدون استظراف يذكر أو خروج عن النص في أن يحفرها في ذهن المشاهد، وليس أدل على ذلك من أن جملة بسيطة مثل "يا دكتور رأفت" تصبح بعد ذلك واحدة من الجمل الشهيرة بالعمل الفني.

لا ننسى "عيسوي" ذلك الشخص البوهيمي الذي يعتقد أنه فنان كبير ويعيش الحياة كما تحلو له، والتي قدمها في فيلم "يا رب ولد" عام 1984 مع فريد شوقي وسمير غانم وكريمة مختار وغيرهم، هذه الشخصية التي استغلها مستخدمو Facebook لتحويل مشهد صغير منها إلى الكثير من الـCOMICS بوسائل مختلفة خصوصا جملته التي يقول فيها "أنا كائن بوهيمي.. أي يفعل ما يحلو له".

تفاصيل شخصية أحمد راتب في فيلم "يارب ولد" كانت بسيطة أيضا، فهو شخص عادي يشتهر بين المحيطين به بأنه لا يستحم، وهذا التعبير أو الوصف يطلقه الكثير منا حاليا على أي شخص يبدو عليه أنه غير مهتم بنظافته الشخصية.

لم يقدم أحمد راتب كثيرا في فترة شبابه دور رجل الأعمال صاحب الشركات، ويبدو أن المنتجين رأوا أنه من الصعب أن يقدم فنان نحيل تلك الشخصية، لكن أحمد راتب نجح في ذلك من خلال الفيلم الكوميدي "واحدة بواحدة" مع عادل إمام، ليجسد شخصية "علي" صاحب شركة الدعاية الذي يترك مسؤولية كل شيء في يد "صلاح فؤاد" ليدير الشركة، ويجد نفسه متورطا في الدعاية لمنتج غير موجود من الأساس.

مشاهد أحمد راتب في ذلك الفيلم لم تكن كثيرة على الشاشة لكنها علقت في ذهن المشاهد، ومنها مشهد احتراق وجهه عندما يتلصص على مخترع "الفنكوش" وأيضا عندما يعالجه عادل إمام ليكتشف أن لون وجهه أصبح أحمر وأخضر.

"أنا مش معفن" تلك الجملة الشهيرة التي أطلقها أحمد راتب في فيلم "علي بيه مظهر والـ40 حرامي" مع محمد صبحي، تعد أيضا واحدة من جمل أحمد راتب في السينما والتي لا تنسى، فهو في الفيلم يجسد دور "شحاتة" الطالب الجامعي المكافح الذي يعيش بجنيهات معدودة ويعمل في محل للمخللات من أجل أن يوفر جنيهات قليلة يعيش بها ولا يأكل سوى "المش".

هنا يخرج أحمد راتب عن نطاق تجسيد أدوار الشاب المكافح، ليجسد دور "بيبرس" الذي يريد استثمار أمواله من أجل أن يصبح أكثر ثراء في فيلم "جزيرة الشيطان" مع عادل إمام ويسرا، ويظهر بيبرس هنا بخيلا وحريصا على ماله لكنه لا يتردد في أن يتكفل بمصاريف رحلة بحرية للكشف عن كنز في أعماق البحار.

ربما لا نتذكر الاسم كثيرا لكن بالتأكيد نتذكر ملامح شخصية الرجل الصعيدي المغلوب على أمره والتي جسدها أحمد راتب في فيلم "الإرهاب والكباب" مع عادل إمام أيضا، ويقدم في هذا الفيلم واحدا من أجمل مشاهده في السينما المصرية، حيث يحكي في ذلك المشهد كيف تعرض للظلم في قريته وكيف تأخر القضاء في انصافه واسترجاع أرضه التي أخذها أحد الشخصيات الهامة، حتى تهور وقتله ليحكم عليه بالإعدام.

ولا نبالغ في القول بأن بهذا المشهد يستحق أحمد راتب جائزة خاصة، وهو الأمر الذي أشار إليه عادل إمام في إحدى حواراته حيث أكد أن راتب يستحق جائزة الأوسكار عن هذا المشهد الذي لا يستغرق سوى حوالي دقيقة ونصف فقط.

في مسلسل "المال والبنون" بجزأيه الأول والثاني تكمن عبقرية أداء أحمد راتب، في تجسيد دور المواطن الفقير المغلوب على أمره وكذلك الشخص الغني الذي يفرض سيطرته على الجميع، في الجزء الأول من المسلسل جسد راتب شخصية سيد السحت الفقير الذي يسرق كنزا في آخر أحداث العمل، ونفاجأ به في الجزء الثاني أصبح "السحت بيه".

في فيلم "المنسي" يقدم أحمد راتب نموذجا ودرسا لكل فنان في كيف أن يظهر بمشهدين أحدهما في أول العمل والثاني في آخره، لكنه لا يمحي من الذاكرة، فهو هنا يجسد دور "فرغلي" زميل عادل إمام في العمل بهيئة السكك الحديدية والذي يخشى من المبيت ليلا في مقر عمله خوفا من العفاريت والأشباح، ويختم الفيلم بجملته الشهيرة" طلعلولك يا منسي.. طلعولك".

أحمد راتب وافق على هذا الفيلم رغم أن دوره كان في البداية عبارة عن مشهد واحد فقط في بداية العمل، لكن تم تصوير المشهد الأخير من العمل بعد مونتاج الفيلم بشهرين كاملين، حيث رأي وقتها المخرج شريف عرفة أن نهاية الفيلم ليست جيدة، وحسنا فعل المخرج في هذا الأمر ليكون اختيار أحمد راتب ليظهر في المشهد الأخير في محله.

يركز الكثيرون في فيلم "طيور الظلام" مع شخصيتي "فتحي نوفل" المحامي الذي يرتمي في أحضان السلطة الحاكمة والحزب الوطني وقتها والتي جسدها عادل إمام و"علي الزناتي" المنتمي للجماعات الإسلامية التي جسدها رياض الخولي، ليصفوا حال المجتمع المصري، لكن ماذا عن المواطن الذي مل من السياسة وأصبح يركز فقط على الاهتمام بعائلته بعدما كان أحد الناشطين سياسيا وتملكه رغبه في تغيير المجتمع.

هذا النموذج من المجتمع المصري جسده أحمد راتب في فيلم "طيور الظلام" ليظهر بشخصية "محسن" الموظف الذي لا يقبل الرشوة أو التزوير، ومرتبه يكفيه بالكاد هو وأسرته، ويقضي وقته في المساء على المقهى ويكتفي بقراءة الصحف ومراقبة الأمر من حوله ونظرات الحسرة على مجتمع تتضح في ملامحه.

"محسن" يعتز بصديقيه منذ فترة الدراسة بالجامعة وهما "فتحي" و"علي" لكنه يرفض أسلوبهما والطريق الذي سلكه كل منهما، ويختار أن ينزوي بعيدا.

تعد شخصية "الكحيت" واحدة من أبرز الشخصيات التي ابتكرها أحمد رجب ورسمها مصطفى حسين على صفحات "أخبار اليوم"، مع "فلاح كفر الهناودة" و"الأليت" و"عبده مشتاق" والتي تم تحويلها بعد ذلك إلى مسلسل تليفزيوني ناجح بعنوان "ناس وناس".

وأجاد راتب تجسيد شخصية "الكحيت" في المسلسل التليفزيوني، لتصبح واحدة من أبرز شخصياته في التليفزيون ومشواره الفني.

بالفيديو- أحمد راتب مع يوسف وهبي في مسرحية قديمة.. ونصيحة وهبي له "خليك رذل"

مشاهير الوسط الفني ينعون رحيل أحمد راتب

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل