المحتوى الرئيسى

مسابقة أفلام فيديو: لاجئون يروون تجارب حياتهم اليومية في ألمانيا

12/14 14:04

لقطات فيديو يظهر فيها شاب يقف في محطة حافلة ركاب. وعلى الكرسي المجاور تجلس امرأة تقرأ الصحيفة. الشاب يتقدم ويجلس إلى جانب المرأة التي أمسكت فجأة بحقيبة يدها خوفا عليها، وتدير ظهرها للشاب. هذه اللقطة تمثل إحدى المشاهد من 63 فيلم فيديو يحكي فيها لاجئون انطلاقا من وجهة نظرهم عن بلدانهم الأصلية وتجربة هربهم وحياتهم اليومية في ألمانيا. ففي إطار تعاون مع المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين أطلقت المؤسسة الألمانية ضد العنصرية مسابقة الفيديو بعنوان "انطلاقا من زاويتي".

وتقول مقررة المشروع باولا شيرير إنه يتم الحديث كثيرا عن اللاجئين، ولكن قلما يجري الحديث معهم، وأضافت:"كنا نرغب في منح اللاجئين إمكانية عرض تصورهم للأمور ورغباتهم وتصوراتهم وانتقادهم".

"لا أريد شيئا آخر مثلك"

أفلام الفيديو تعكس حيزا واسعا من المشاعر والتصورات. ويتعلق الأمر مثلا بتجارب التعذيب التي تطارد اللاجئين في وطنهم الجديد. كما يتعلق الأمر بالتهميش والأحكام المسبقة والخوف، وكذلك الانفراج بفضل الوصول إلى موطئ قدم. بعض الفيديوهات بها رسائل قوية، وأخرى تظهر منتقدة، كما يوجد فيديوهات مثيرة وأخرى مفعمة بالآمال. تارة يتحدث بطل الرواية مباشرة أمام الكاميرا، وتارة يؤدي لاجئون أدوارا تصور أيامهم الأولى في ألمانيا. ومرة أخرى نجد فيديو به صور من مدينة بريمن وفي الخلف موسيقى سورية.

الشاب عبد الله علالوة شارك في المسابقة، وهو من مدينة إدلب السورية ويعيش منذ سنتين في ألمانيا في قرية على الحدود الهولندية. هناك يشارك عبد الله في تكوين مهني، وهو يتقن تقريبا الألمانية بدون المشاركة في دروس تعلم الألمانية. لقطات يوتوب ساعدته في تعلم اللغة بسرعة.

وشارك في مسابقة "انطلاقا من زاوتي" للمساهمة في كسر الأحكام المسبقة. "ألمانيا بلد به الكثير من الديانات والناس من ثقافات مختلفة. أريد من خلال الفيديو تبيان أننا قادرون على العيش معا في سلام" ، هذا ما يحكيه عبد الله في فيلمه أثناء جولة في سوق عيد الميلاد.

بعض الفيديوهات تهتم بالصعوبات البيروقراطية في ألمانيا وبعض الإكراه والصور النمطية. لكن في غالبية الفيديوهات تنعكس صورة ألمانيا في وجه إيجابي، كما تقول مقررة المشروع باولا شيرير التي أضافت أن الكثير من المشاركين مسرورون لوجودهم هنا حيث تعرفوا على أصدقاء وبدؤوا يشقون طريقهم المهني. ويقول عبد الله أيضا:"أنا سعيد بوجودي في ألمانيا، إذا تلقينا الفرصة والمساعدة يمكن لنا إنجاز الكثير".

وينتظر الفائزين الأوائل في هذه المسابقة جوائز في شكل قسيمة هدية بقيمة 1000 يورو. كما سيحصل منتجو أفضل الفيديوهات الـ30 الأولى على دعم مادي لعرض أفلامهم أمام الجمهور.

فيما أغلقت الأغلبية العظمى للدول الأوروبية أبوابها أمام اللاجئين، كانت ألمانيا، وبنسبة أقل السويد، من أكثر الدول استقبالاً للاجئين. ففي غضون أشهر فقط استقبلت ألمانيا أكثر من مليون لاجئ، أغلبهم من السوريين. ورغم الترحيب الذي أبداه الكثير من الألمان إزاء اللاجئين، إلا أن قدومهم بأعداد كبيرة لم يرق للعديد أيضاً، إذ تسببت سياسة الأبواب المفتوحة في خسائر انتخابية لحزب المستشارة أنغيلا ميركل.

تركيا، التي تستضيف أكثر من 2,7 مليون نسمة، هي بلا منازع أكبر بلد يستقبل اللاجئين السوريين في العالم. ووسط توافد سيل اللاجئين على أوروبا العام الماضي انطلاقا من تركيا، تعهدت بروكسل بدفع 3 مليارات يورو لدعم اللاجئين السوريين وإحياء محادثات عضوية أنقرة في الاتحاد الأوروبي مقابل أن تساعد أنقرة في الحد من عدد الأشخاص الذين يحاولون الوصول لأوروبا من تركيا. إلا أن هذا الاتفاق يبقى هشاً.

لبنان، هذا البلد الصغير الذي لا يتجاوز عدد سكانه 5,8 ملايين نسمة، يستقبل أكثر من مليون لاجئ سوري يقيم معظمهم في مخيمات عشوائية وسط ظروف معيشية صعبة. وبالتالي، فإن لبنان، الذي يتسم بالموارد الاقتصادية المحدودة والتركيبة السياسية والطائفية الهشة، يأوي أكبر نسبة من اللاجئين بالمقارنة بعدد سكانه، إذ أن هناك لاجئاً سورياً مقابل كل خمسة مواطنين لبنانيين.

الأردن، ورغم صغر مساحته وعدد سكانه، إلا أنه من أهم الدول المستقبلة للاجئين السوريين. فوفقاً للأمم هناك نحو 630 ألف لاجئ سوري مسجل في المملكة الأردنية، بينما تقول السلطات إن البلاد تستضيف نحو 1,4 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في سوريا في آذار/ مارس 2011. ويعيش 80 بالمائة منهم خارج المخيمات، فيما يأوي مخيم الزعتري في المفرق، وهو الأكبر، نحو 80 ألف لاجئ.

يبدو أن أغلبية دول الخليج ترفض استقبال الللاجئين السوريين على أراضيها، باستثناء السعودية التي استقبلت نحو 500 ألف لاجئ سوري، دون أن تكون لهم رسمياً وضعية لاجئ، منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011. الدول الأخرى فضلت تمويل مخيمات وبرامج مخصصة للاجئين للسوريين في دول الجوار.

استقبلت السويد نحو 160 ألف طالب لجوء العام الماضي، لكن الأعداد انخفضت إلى نحو ألفين في الشهر بعد تطبيق قيود على الحدود وإجراءات تجعل من الأصعب على اللاجئين دخول الاتحاد الأوروبي. كما تبنى البرلمان السويدي الصيف الماضي قواعد أكثر صرامة حيال طالبي اللجوء، ومن بينها عدم منح تصاريح إقامة دائمة لكل من تم منحهم حق اللجوء في البلاد.

الدنمارك استقبلت بدورها في 2015 أكثر من 21 الف طلب لجوء، بارتفاع بنسبة 44 بالمائة مقارنة مع 2014، لكن ذلك أقل بكثير من عدد الطلبات في جارتها الشمالية السويد. كما أن الدنمارك كانت من أول الدول التي سارعت بفرض اجراءات التدقيق العشوائي للهويات على طول الحدود الألمانية بهدف منع "أعداد كبيرة من اللاجئين والمهاجرين" من الدخول إلى البلاد. وقبلها قامت بتخفيض المساعدات المالية المخصصة للاجئين.

المجر كانت من أولى الدول الأوروبية التي قامت بمد أسلاك شائكة على طول حدودها مع بدء توافد سيل اللاجئين عبر طريق البلقان لمنعهم من دخول أراضيها. كما أن المجر وبولندا وسلوفاكيا وجمهورية تشيكيا لا تزال ترفض أي آلية الزامية لتوزيع اللاجئين. كما رفضت دعوات سابقة من ألمانيا وإيطاليا واليونان بالتضامن أوروبياً في معالجة ملف اللجوء والهجرة.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل