المحتوى الرئيسى

نقص السماد.. أزمة تهدد المحاصيل بالمحافظات

12/14 08:38

صرف السماد مشكلة تواجه الفلاحين بالجمعيات الزراعية

السوق السوداء ملاذ الخائفين على الموسم.. ومسؤول: مخزنة من العام الماضي 

وكيل زراعة الإسكندرية: الأزمة سببها ارتفاع أسعار البنزين

الزراعة: مفيش أزمة والمقررات بالجمعيات.. وفلاح: «مش هنزرع»

«بين نقرة ودحضيرة» لا يتمكن الفلاح من التقاط أنفاسه بعد "حصاد مر" مرت عليه أيامه بمشكلات عدة حتى يتفاجأ بعقبات جديدة أمام محصوله الجديد.. فارتفاع أسعار السماد جعلت صرخات المزارعين في سواد الليل مكتومة أمام مصير محتوم ما بين "هلاك الزرعة" و"مذبح تجار السوق السوداء".  

"التحرير" دارت في حقول الفلاحين من الإسكندرية إلى أسوان تستطلع طلباتهم من الحكومة ووزارة الزراعة في ظل ارتفاع الأسعار ومشارف الموسم الزراعي الجديد.

في البداية قال عبدالرزاق الحوتي، رئيس مجلس إدارة الجمعية الزراعية بقرية العلا الشرقية، وهي إحدى قرى النهضة غرب الإسكندرية، إنهم فوجئوا بزيادة قدرها 6 جنيهات لشيكارة السماد الواحدة الأمر الذي زاد العبء على المزارعين، موضحا أنه طبقا لتلك الأسعار فإن قريتهم التي تحتاج لألف شيكارة بإجمالي 50 طنا قد زاد السعر عليها إجمالا 6 آلاف جنيه.

وأضاف عبدالرازق لـ"التحرير": "بالأسعار دي الفلاحين حيبطلوا زراعة، لأنهم مش بيعرفوا يسوقوا ثمارهم بعد كدة"، وتابع: "مش عارفين نلاحق على زيادة إيه ولا إيه، وكل حاجة بنستخدمها في الزراعة زادت وجه السماد كمل علينا".

من جانبه، نفى مصطفى كامل، وكيل وزارة الزراعة بالإسكندرية إقرار أي زيادة على سعر شيكارة الأسمدة من جانب وزارة الزراعة، وأوضح لـ"التحرير"، أن الزيادة التي طرأت سببها أصحاب شركات النقل بسبب ارتفاع أسعار البنزين، مؤكدا أنه تلقى خطابا من الوزارة بالقاهرة للتأكد من أن أسعار الأسمدة ثابتة ولم يتم زيادتها، وشدد على ضرورة التعامل بكل حسم وحزم وفقا للقانون مع المخالفين لذلك.

محافظة البحيرة التي تعد من أكبر المحافظات الزراعية على مستوى الجمهورية واجه ععد من فلاحيها أزمة نقص السماد بالجمعيلات الزراعية فضلا عن ارتفاع الأسعار بالسوق السوداء، إذ كشف سلامة عطية أحد أهالي قرية سنهور، سعر النترات الحمراء قائلا إنه وصل إلى 165 جنيها بدلا من 135 جنيها، والنترات المحصنة بسعر 135 جنيها بدلا من 100 جنيه، والسماد السوبر بـ60 جنيها بدلا من 50 جنيها، واللورية بـ155 جنيها بدلا من 120 جنيها، وناشد عطية الحكومة بالتدخل لحل الأزمة وسرعة رجوع الأسعار ، موضحا أن المحصول لا يأتي بثماره في ظل هذه الأسعار مع ارتفاع أسعار "الجاز والمحاصيل".

وأكد المهندس سمير الحلاج وكيل وزارة الزراعة بالبحيرة لـ"التحرير"، أن المحافظة تواجه ندرة في السماد في الوقت الحالي بسبب تخزين التجار للمنتج وبيعه في السوق السوداء، نافيا أي ارتفاع في أسعار السماد بالجمعيات الزراعية، وأشار  أيضا إلى أن مديرية أمن البحيرة بالاشتراك مع مديرية الزراعة تشنان حملات يومية للقبض على تجار السوق السوداء في محاولة لإعادة السوق إلى طبيعتها مرة أخرى.

 ويواجه الحاج أحمد عبدالحفيظ، مزارع من بني سويف، أزمة مع سعر السماد، موضحا أن الجمعية الزراعية تبيعه بـ200 جنيه للنصفين  على حد قوله، وأوضح ذلك: «بمعنى أن الكيس الواحد والذي يطلق عليه نصف يصل إلى ١٠٠جنيه حيث يصرف إلى فدان القمح ثلاثة "أنصاص" بمعدل كيلو جرام ونصف، والبنجر نصفين أى بمعدل كيلوجرام، وبالتالى يلجأ الفلاحون إلى السوق السوداء لاستكمال الكمية المطلوبة لكل فدان إذ يصل سعر الكيلوجرام إلى 350 جنيها».

ويكشف سعد حافظ، فلاح، سبب وجود السوق السوداء بالمحافظة بقوله: "نواجه مشكلة كبيرة بسبب عدم اكتفائنا من السماد فنلجأ إلى جشع التجار بالسوق السوداء لنكفي أراضينا".

وقال أحد البائعين في الجمعية الزراعية رفض ذكر اسمه: "نعلم بعدم اكتفاء الفلاحين من الحصص المخصصة لهم ولكننا ننفذ التعليمات فقط"، وحاولنا الاتصال بوكيل وزارة الزاعة في المحافظة لكنه لم يرد.

وأدى النقص في كميات الأسمدة بالجمعيات الزراعية في محافظة سوهاج إلى حالة من الغضب والاستياء الشديد بين الفلاحين والمزارعين بمختلف النجوع والقرى والمراكز، يقول الحاج محمود أحمد، مزارع من مركز جهينة إن سعر جوال الكيماوي "المخصوص" في الجمعية الزراعية بـ100 جنيه فقط لا غير، ولكن بعد حالة النقص الحالية في الكميات وصل في السوق السوداء إلى 190 جنيهًا، ورغم ذلك يبحث غالبية الفلاحين عن معارف أو وسطاء لكي يجدوا من يبيع لهم السماد بأية سعر خوفا على المحصول من الهلاك والموت.

وأكد أحمد أبو الليف، مزارع، أن الجمعيات الزراعية بمركز طما لم تقم بصرف أية حصة من السماد للمحصول الشتوي حتى الآن، وهو "ما جعلهم يستعوضون الله على محصول العام الحالي".

وطالب الفلاحون والمزارعون بسوهاج وزير الزراعة بسرعة إيجاد حل لمشكلة نقص الأسمدة بالجمعيات الزراعية في المحافظة حفاظا على المحاصيل حتى لا يتحمل المزارعون أعباء إضافية لا يطيقونها في حالة خسارة المحصول.

من جانبه قال المهندس مراد حسين وكيل وزارة الزراعة بسوهاج إن الأسمدة الخاصة بالمحاصيل سواء الشتوية أو الصيفية تأتي تباعا على فترات وليس دفعة واحدة كما يظن البعض.

وأضاف لـ"التحرير"، أن المزارع يأخذ حصة الفدان المزروع بالقمح أو البرسيم أو الفول البلدي أو غيرها من المحاصيل على مراحل وليس دفعة واحدة حتى يتمكن غالبية الفلاحين من الحصول على بعض حصصهم لري المحاصيل، وأوضح أنه من ضمن أسباب نقص الأسمدة في الجمعيات الزراعية وجود أزمة في عملية نقلها إلى المحافظة.

محافظة أسيوط على موعد سنوي مع أزمة السماد بالجمعيات الزراعية وانتشار السوق السوداء، بحسب محمد محمود شلقامي، مزارع، من مركز منفلوط، الذي أضاف أن سعر شيكارة السماد وصل إلى 180 و200 جنيه في السوق السوداء بعدما كنا نحصل عليها رسميا بسعر 75 و80 جنيها و100 جنيه على الأكثر من الجمعيات الزراعية وبنك التنمية والائتمان الزراعي.

ونوه أن المشكلة الآن هي عدم توافر السماد حتى في السوق السوداء، مطالبا وزير الزراعة بالعمل على توفير السماد للفلاح وحل هذه المشكلة سريعا لأن المحاصيل الزراعية لن تنتظر.

أزمة السماد التي كشفها شلقامي غير موجودة في أسيوط بحسب وكيل وزارة الزراعة إبراهيم سرور الذي أكد أن رصيد أسيوط من الأسمدة كافٍ ويتم توزيعه وفقا للحيازات الزراعية، مستدركا أن المشكلة تكمن في عدم وجود حيازات زراعية لدى بعض الفلاحين الأمر الذي يتسبب في عدم حصولهم على السماد بأسعاره الرسمية.

وقال سرور إنه سيتم تسيير لجان للتفتيش على الجمعيات التعاونية ومتابعة توزيع الأسمدة بشكل عادل على المزارعين، طبقا للحيازة الموجودة لديهم وإحالة المخالف إلى التحقيق الفوري. 

أما محمد عبدالحميد، مزارع بمحافظة الشرقية، فأكد لـ«التحرير» أن هناك أزمة طاحنة في الأسمدة الزراعية بالمحافظة، وعزى السبب وراء ذلك إلى ارتفاع تكاليف النقل وإحجام "التعاون الزراعي" المنوط به توزيع الأسمدة على الفلاحين عن دفع فرق الأسعار الخاصة بالنقل، وهو ما فتح الباب واسعًا أمام تجار السوق السوداء الذين يحصلون على الأسمدة من المصانع والشركات وبيعها بأسعار باهظة.

وكشف عبدالحميد أن هناك بعض الشركات وعلى رأسها الشركة المصنعة لليوريا أعلنت عن توافر مليون و200 ألف طن من الأسمدة لديها، إلا أن "التعاون الزراعى" لم يقم بنقلها لافتقاده أسطول النقل اللازم لتوزيعها على الجمعيات الزراعية، مشيرًا إلى أن التعاون الزراعى أرسل خطابات إلى الجمعيات الزراعية بتحصيل 6 جنيهات مصاريف نقل عن كل شيكارة سماد يتم صرفها للمزارعين والفلاحين، بواقع 120 جنيهًا للطن.

عبدالحميد رفض تصريحات مسؤولي وزارة بعدم وجود أزمة فى الأسمدة، واستدل على ذلك بامتناع الجمعيات الزراعية عن صرف الأسمدة والكيماوى للمحاصيل المختلفة وعلى رأسها البصل والثوم والفول والمانجو، إذ لم يتم صرف أى كميات ولو قليلة لتلك المحاصيل، كما تم تخفيض الحصص المصروفة لمحصول القمح، ويحتاج الفدان الواحد من محصول القمح إلى 4 شكائر من سماد اليوريا أو النترات، بحسب عبدالحميد، فى حين تقوم الجمعيات بصرف شيكارتين فقط أى ما يعادل نصف الكمية التى يحتاجها الفدان، بسبب الأزمة الحادة والنقص الموجود فى الأسمدة.

وحذر المزارع من استمرار تلك الأزمة التى تنعكس على إنتاجية المحصول نتيجة ضعف النباتات لعدم حصولها على الكمية اللازمة لها من الأسمدة، لافتًا إلى أن هناك بعض المزارعين يلجئون إلى السوق السوداء لسد العجز والحصول على الكمية المتبقية اللازمة للمحصول، إذ وصل سعر شيكارة أسمدة اليوريا والنترات إلى 180 جنيهًا فى السوق السوداء بينما تباع فى الجمعيات الزراعية مقابل 106 جنيهات، لكنها غير متوفرة.

عبدالله بندارى، صاحب مزارع بصل، قال أيضا إن الفدان الواحد من محصول البصل يحتاج إلى 10 شكائر من سماد النترات 33%، تقوم الجمعيات الزراعية بتوفير 4 شكائر منها موزعة، بحيث يتم صرف 2 منها فى بداية الموسم الزراعى، مقابل 106 جنيهات للشيكارة، ومن المقرر صرف 2 أخرى فى وسط الموسم، لكن فى ظل الأزمة التى تشهدها المحافظة لا يعلم أحد إذا كان سيتم صرفها أم لا، لافتًا إلى أنهم عادة ما يلجئون إلى شراء ما تبقى من أسمدة لازمة لهم من تجار السوق السوداء بسعر 160 جنيهًا للشيكارة الواحدة.

وتشهد محافظة المنوفية أزمة جديدة في الأسمدة مع بدء موسم زراعة محصول القمح وعدد من المحاصيل الأخرى مثل البطاطس التي يتم زراعتها في عدد من المناطق بالمحافظة، إذ اشكتى فلاحو عدد من المراكز من تلا والشهداء وبركة السبع وشبين الكوم ومنوف من نقص الأسمدة المطروحة في الجمعيات الزراعية التي تتولى توزيع الأسمدة على الفلاحين وانخفاض حصة الفلاحين في بعض المراكز إلى شيكارتين لكل فدان بدلا من 7.

وأشار محمد فرج نائب رئيس اتحاد الفلاحين إلى أن وزارة الزراعة وقسم الإرشاد يقومان بصرف 50 % من المقررات لوجود أزمة حتى ينتهى الموسم والتي سببها التصدير إلى الخارج على الرغم من منع التصدير .

وأكد أن الأزمة موجودة ومستمرة منذ أكثر من عام لكن بدايتها كانت في 2007 عندما تم رفع سعر الطن، مضيفا أن الفلاحين يتجهون إلى استخدام السماد العضوى والبلدى "روث الماشية" كبديل عن سماد وزراة الزراعة غير المتوافر وهو ما يؤدى إلى تقليل إنتاجية الفدان إلى 50% فإنتاج الذرة والبطاطس مرتبط بالسماد الكيماوي.

وأوضح المهندس عبدالرافع عبدالعظيم وكيل وزراة الزراعة أنه لا توجد أزمة في الأسمدة في محافظة المنوفية إذ أنه تم صرف الدفعة الأولى من المقررات للجمعيات الزراعية، والمقرر لمحافظة المنوفية 8 آلاف طن للبرنامج الشهري يتم توزيعها على الجمعيات الزراعية شهريا حتى ينتهى الموسم الصيفي.

وأضاف لـ"التحرير"، أنه لا يوجد سوق سوداء لبيع الأسمدة، والكميات المقررة يتم توزيعها طبقا للمقررات أما بالنسبة لبعض الأسمدة الموجودة فى السوق السوداء فهى المتبقية من الموسم السابق للسنة الماضية وليس الحالى، مشيرا إلى أنه لم يتلقّ أى شكوى من نقص الأسمدة من الفلاحين فى الجمعيات الزراعية.

فلاحون بمحافظة القليوبية قالوا إن كلام المسئولين عن محاربة تجار الأسمدة بالسوق السوداء لا يطبق فعليا على أرض الواقع خاصة وأن المزارع لا يصرف الكميات الكافية للمحاصيل أو الموسم وبالتالي يضطر للجوء إلى السوق السوداء.

عبدالعزيز السيد أحد الفلاحين بقرية الحصة مركز طوخ، قال إن أسعار السماد ارتفعت بشكل ملحوظ خلال الأعوام القليلة الماضية سواء من قبل الحكومة أو تجار السوق السوداء ووصلت خلال الأيام الماضية إلى الضعف، فشيكارة الأسمدة وصل سعرها إلى 200 و250 جنيها بالسوق السوداء بعد أن كانت بـ105 جنيهات، والدولة تشتري المحاصيل بأسعار لا تتناسب مع التكلفة الفعلية للمحصول.

أما وليد جودة أحد المزارعين بقرية كفر العرب ببنها فقال لـ"التحرير" إن الكمية التي يحصل عليها الفلاح من الأسمدة بالجمعيات لا تكفيه ويضطر للجوء إلى السوق السوداء وهنا يتحكم التجار في الأسعار التي تستنزف جيوب المزارعين، مطالبًا الحكومة بالنظر للفلاح وبحث مشاكله بدلًا من زيادة أعبائه.

من جانبه قال المهندس طه نعيم وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية إنه تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتوزيع الأسمدة على المزارعين بالأسعار المحددة لها دون أي زيادة بواقع 100 جنيه لشيكارة اليوريا و95 جنيها لشيكارة النترات و85 جنيها لشيكارة الفيرمكس.

وتابع نعيم أنه تم إصدار تعليمات إلى مسئولي الجمعيات الزراعية بصرف الأسمدة بانتظام وشن حملات على السوق السوداء لعدم إضافة أي أعباء مالية على أسعار الأسمدة، والتأكد من حصول المزارع على المقررات السمادية اللازمة للزراعات الشتوية طبقا للمعاينة الفعلية على الطبيعة.

اشتكى عدد من المزارعين بمحافظة الدقهلية من نقص الأسمدة بالجمعيات الزراعية على الرغم من ارتفاع أسعارها بشكل متتالٍ خلال الأشهر الماضية التي كان آخرها قرار زيادة 6 جنيهات على جميع الأنواع، والذي تم تطبيقه يوم الخميس الماضي كما سيطرت السوق السوداء للأسمدة وسط غياب للرقابة من المسئولين.

محمد نبيه مزراع، أكد أن سوق الأسمدة الزراعية شهد ارتفاعا متتاليا في الأسعار خلال الشهور الماضية كان آخرها يوم الخميس الماضي، فالجمعيات الزراعية أضافت 6 جنيهات على كل أنواع الأسمدة في حين زاد سعر الشيكارة من جميع الأنواع 20 جنيها في السوق السوداء.

وأضاف أن شيكارة نترات طلخا وأبوقير ارتفع سعرها داخل الجمعية من 95 جنيها إلى 101 جنيه و"مش موجودة"، على حد قول نبيه الذي أشار إلى أن سعرها في السوق السوداء وصل إلى 150 جنيها في حين ارتفع سعر شيكارة نترات فري ميكس من 85 جنيها إلى 91 جنيها داخل الجمعيات ووصل سعرها إلى 120 في السوق السوداء.

أما سعر شيكارة اليوريا بكافة أنواعها فارتفع من 100 جنيه إلى 106 داخل الجمعية "وغير متوفرة " ووصل سعرها في السوق السوداء إلى 150 و 160 جنيها، مشيرا إلى أن ارتفاع الأسمدة تزامن مع ارتفاع أسعار التقاوي والمبيدات بشكل لا يتناسب مع أسعار بيع المحاصيل الزراعية وهو ما يؤدي إلى خراب بيت المزراعين، بحسب قول نبيه.

من جهته نفى مصدر مسئول بـمكتب التعاون الزراعي بالدقهلية وجود أزمة في الأسمدة بكافة أنواعها، مشيرا إلى أن الأسمدة متوفرة بالجمعيات التاعبة للتعاون والإصلاح الزراعي وكل مزراع يصرف حصته طبقا لحيازته الزراعية، منوها أن قرار زيادة  6 جنيهات على كافة الأسمدة الذي تم تطبيقه يوم الخميس الماضي سيتم إلغاؤه بدءًا من صباح الغد.

تشهد أسواق الأسمدة الكيماوية في محافظة الغربية ارتفاعا ملحوظا ما تسبب في حالة من الغضب والاستياء لدى الفلاحين بالقرى.

أكد الحاج نبيل مطاوع، مزارع، أن أسعار اليوريا كانت في السابق تصل إلى 120 جنيها للشيكارة، وحاليا بلغت 150 جنيها بجانب ارتفاع سعر النترات من 150 إلى 170 جنيها.

وأشار إلى أن الفلاحين يعانون من اختفاء النترات في بعض القرى حتى وصل سعره في السوق السوداء إلى 200 جنيه، مناشدا اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية بسرعة اتخاذ الإجراءات للانتهاء من انتشار السوق السواد، قائلا: "الفلاح هو اللي بيعاني في الآخر من غلاء أسعار وسوق سودا".

فتحي وجيه مدير الجمعية الزراعية بقرية القيصرية أوضح لـ"التحرير"، أن أسعار الأسمدة المدعمة من الدولة كما هي فاليوريا بـ100 جنيه والنترات بـ95 جنيها، و"السوبر" بـ48 جنيها.

يمثل سعر السماد مشكلة كبرى يعاني منها فلاحو الإسماعيلية المتخصصين في زراعة المانجو حيث قال فتحي على إسماعيل الذي يمتلك 6 أفدنة من المانجو إن سعر السوبر المحبب كان بـ40 جنيها سابقا وتعدى 100 جنيه حاليا، فيما ارتفعت شيكارة النترات من 65 جنيها إلى 105 جنيهات، و"الملح" التي كانت بـ50 جنيها أصبحت الآن بـ100 جنيه، أما البوتاسيوم البلجيكي الذي كانت الشيكارة منه بسعر 150 جنيها أصبت حاليا بـ350 جنيها ما يعد أزمة للفلاح.

ياسر دهشان يمتلك 10 أفدنة من المانجو، قال إن ارتفاع سعر السماد لأكثر من الضعف أثر على اللمزارع الذي يعاني من الغلاء في سعر السماد والمبيدات، فيما لا يزال دور الجمعيات الزراعية غائبا إذ تخصصت في بيع البطاطين والكتاكيت وتركت هموم ومشاكل الفلاحين، على حد قوله.

فيما قال محمد على، يمتلك 7 أفدنة، إن الفدان الواحد يحتاج إلى 3 دفعات من الأسمدة سنويا بالخليط مع الملح، وبعد ارتفاع سعره أصبح الفلاح في حيرة ما بين الاستمرار في الزراعة أو تبوير الأرض.

وكشف المهندس سيد خليل وكيل وزارة الزراعة بالإسماعيلية لـ"التحرير"، أن السماد موجود في كل الجمعيات الزراعية ومتاح أمام الجميع ولا يوجد في المحافظة سوق سوداء والأسعار محددة من قبل وزارة الزراعة ولا يوجد ارتفاع مبالغ فيه.

وفي السويس قال الضو فكرى، رئيس جمعية الرائد الزاعية بالسويس، إن سعر السماد اليوريا الحالى 100 جنيه، وسعر السماد النترات 95 جنيها، مشيرا إلى أن جميع المزراعين يصرفون من الجمعية الزراعية حصصهم.

وأضاف فكرى أن سعر السماد لم يشهد ارتفاعا في سعره، لافتا إلى أن آخر غلاء للسماد كان منذ عامين وكان سعر اليوريا 75 جنيها وسعر السماد النترات 70 جنيها.

فيما أكد حسين التربانى، وكيل وزارة الزارعة بالسويس، أن سعر السماد الكيماوي لم يشهد ارتفاعا في سعره، مشيرا إلى أن وزارة الزراعة لم ترسل أى خطابات تفيد بارتفاع سعر السماد فى الوقت الحالى، مؤكدا توفير السماد في جميع الجميعات الزارعية الموجودة بحي الجناين وقرية الرائد ويوسف السباعى بحي فيصل.

الأسواق السوداء للسماد تشهد ارتفاعًا في الأسعار بالأقصر ما أثار غضب المزارعين لعدم مقدرتهم على الشراء في ظل خلو الجمعيات الزراعية منه، فيما تؤكد وزارة الزراعة توافر الكميات المقررة للمحافظة بالجمعيات، ويقول أحمد حسن فريد أحد كبار المزارعين لـ"التحرير"، إن الجمعيات الزراعية خاوية على عروشها من السماد مما جعل هناك ارتفاعًا لأسعارها في السوق السوداء، مشيرا إلى عدم مقدرة مديرية الزراعة في توفيره للمواطنين خاصة مع دخول موسم زراعة القمح واحتياج المزارعين للتسميد.

وأوضح عبدالناصر عبدالغني من كبار المزارعين، أن شيكارة السماد في عام 2009 كانت تباع بمبلغ 40 جنيها، وخلال الست سنوات الماضية وصل سعرها الآن إلى 100 جنيه في الجمعيات الزراعية، مما جعلها تذبح المزارع لعدم ومقدرتهم على تكاليف الزراعة.

وأضاف أن سعر شيكارة سماد النترات في السوق السوداء بلغت 120 جنيها واليوريا 125 جنيها، متابعا: "الناس مش قادرة تشتري لا من جمعيات ولا سوق سوداء"، مطالبا بتدخل الحكومة من أجل تخفيف عنائهم.

وأكد أحمد الحسني مزارع، خلو الجمعيات الزراعية من السماد، مما يجعلهم يلجئون إلى السوق السوداء وتحمل الزيادة لإنقاذ زراعاتهم، مضيفا أنه يجب توفير متطلباتهم من قبل وزارة الزراعة لعدم التسبب في خسائر فادحة للمزارعين الصغار القدير قادرين على الشراء من السوق السوداء.

ومن جانبه أوضح المهندس خالد عبدالراضي وكيل وزارة الزراعة بالأقصر، أن الأسمدة متوفرة في الجمعيات الزراعية على مستوى المحافظة، ولا يوجد زيادات في الأسعار. 

الحال لا يختلف كثيرا في قنا.. إذ اشتكى المزارعون في مدن ومراكز المحافظة من نقص الأسمدة الزراعية الخاصة بالمحاصيل الشتوية، وارتفاع أسعارها في السوق السوداء، وقال محمود السيد علي، 46 سنة، مزارع بمركز نجع حمادي شمال قنا، إن الأسمدة كانت تتوافر في الجمعيات الزراعية بأسعار تصل إلى 100 جنيه للجوال الواحد، وبعد نقصه في الجمعيات بدأ المزارعون في شرائه من السوق السوداء بسعر يصل إلى 200 جنيه للجوال وذلك بارتفاع يصل إلى الضعف.

وطالب الدولة بتوفير كافة المستلزمات للمزارعين، والعمل على حل مشاكلهم، وبخاصة في نقص الأسمدة ومياه الري، في ظل ارتفاع أجرة العمالة اليومية، والحالة الاقتصادية المتدنية للمزارعين في ظل ارتفاع الأسعار الذي طال كل شىء.

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل