المحتوى الرئيسى

5 عروض في "الشارقة للمسرح الصحراوي".. داعش والغبراء أولها

12/14 07:36

لطالما كانت صحاري العرب من بين أكثر البيئات تأثيرا في حياة المبدعين، فغنوها ووصفوها شعرا ونثرا، ورسموها وصورها لونا ومشهدا، حتى باتت هوية وأصل وثقافة وتاريخ، الآن تعود بنا الشارقة إلى المنبع مرة أخرى في تجربة نوعية حيث يحل ترحال أبوالفنون في حضرة البادية لتجتمع إبداعات المسرح بمافتن الطبيعة الصحراوية في مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي حيث يرفع الستار مساء الخميس القادم عن "مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي" في نسخته الثانية في الفترة الواقعة بين الـ 15 وحتى الـ 19 من ديسمبر بتوجيهات ورعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتنظم إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة.

تشارك 5 عروض في دورة 2016 من الإمارات والبحرين والاردن والجزائر وموريتانيا، وتأتي الأعمال المقدمة لتعبر عن المجتمع الصحراوي العربي وتقاليده الأصيله، ليضيء كل عمل على بادية بلده التي قدم منها، وما تحمله هذه البقع الجغرافية من ثقافة وفلكلور، ما يجع الحدث حورا ثقافية عربيا يربط أواصر وجزور الوطن العربي مع بعضها البعض.

يُفتتح المهرجان بملحمة مسرحية جديدة من تأليف الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تحت عنوان "داعش والغبراء"، وهي من إخراج محمد العامري وتشارك في تشخيصها نخبة من الممثلين الإماراتيين.

أما العروض الـ4 الأخرى، والتي ترتكز بنيتها الفنية على الحكاية والشعر وأساليب تعبيرية متعددة تختزنها الذاكرة الجمالية للصحراء فهي:

"جزيرة الجوري" ـ تأليف عبد الله ملك ـ إخراج عبد الله ملك (البحرين)

"كثبان بشرية" تأليف وإخراج فراس الريموني (الاردن)

"صهيل" تأليف وإخراج هارون كيلاني (الجزائر)

"تبراع لمليح" تأليف وإخراج تقي سعيد (موريتانيا)

ومن المأمول أن تضيء هذه العروض على الملامح المتنوعة للثقافة الصحراوية في بلدانها، بعدما تم تخصيص فضاء صمم في منطقة الكهيف الصحرواية بالشارقة، ويحتشد برنامج المهرجان بطائفة واسعة من الأنشطة التي تعكس اساليب العيش في الصحراء العربية واستعارات ولمحات من الاشكال التعبيرية الفنية الشعبية.

وإلى جانب حلقات السمر النقدي والفكري التي سيتسضيفها المهرجان، ثمة مجالس الشعر، والربابة، والاحتفاليات التراثية. حيث تنظم يوميا مسامرة نقدية تقرأ العروض المقدمة وتبرز خصائصها الجمالية والفكرية وتكون بمثابة حلقة وصل بين العروض وجمهورها؛ وربطا للممارسة الإبداعية بالتنظير ارتأت اللجنة المنظمة أن تأتي المسامرة الفكرية المصاحبة لهذه الدورة تحت عنوان " المسرح والصحراء" بمشاركة ثلة من الباحثين المسرحيين، هم مرعي الحليان وإبراهيم المبارك ومحمد يوسف من الإمارات، وأحمد شنيقي من الجزائر وعبد الرحمن بن زيدان من المغرب وعثمان جمال الدين من السودان وبدر الدلح من الكويت وحافظ الجديدي من تونس.

وأعدت إدارة المهرجان العديد من الفقرات البرامجية التي سينخرط عبرها الجمهور في التظاهرة ليكون جزءاً مفصلياً منها، وتشمل المسابقات اليومية وعروض الفلكلور التي تعرف بوجوه متعددة من الثقافات الشعبية في البلدان المشاركة.

ويهدف الحدث إلى إعادة إكتشاف الصلات الكامنة والممكنة بين أدوات المسرح المختلفة المتمثلة في السرد والقص والرواية والإلقاء وغيرها من الآداءات التعبيرية وعلقتها بمسرحة الفضاء الصحراوي، وإيجاد روابط وأواصر للمسرح الحديث وعلاقته بماهية المسرح العربي، ليكون الحدث بذلك محاولة حقيقية تكشف أبعاد مغايرة لإمكانيات المسرح العربي وقدرته على الذهاب إلى الناس أينما كانوا.

مسرح الشارقة الصحرواي تجربة فريدة ترتكز على الذهاب للناس والدمج بين ما هو فني وإجتماعي وتراثي في آن، إيمانا بأن الخلفية العربية الغنية بثراء الثقافة الصحراوية قابعة وحية في الوجدان، وأن هذه الثقافة التي لطالما ألهمت أسفار الرحالة ستكون محل إكتشاف بمسرحة هذا الفضاء، حيث الصحراء هي فضاء اللعب والخيام محل الكواليس، والأضواء في دور الستار.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل