المحتوى الرئيسى

مدير عام مستشفيات عين شمس الجامعية يكشف لـ'صدى البلد' تفاصيل الساعات الأليمة لاستقبال شهداء ومصابي الكنيسة

12/13 19:58

كشف الدكتور أيمن صالح مدير عام مستشفيات عين شمس الجامعية تفاصيل الساعات الأليمة التي قضاها فى استقبال شهداء ومصابي حادث الكنيسة البطرسية داخل مستشفي الدمرداش

وقال صالح فى مقال اختص به "صدي البلد " إن مستشفي الدمرداش كان أشبه بخلية نحل يسعي جاهدا لانقاذ الضحايا ورعاية المصابين، مشيرا إلى أن تسع غرف عمليات كانت تعمل فى توقيت واحد في سباق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولو كان الاحتمال واحد بالمائة.

طل صباح الاحد ١١ /١١ /٢٠١٦علي المصريين بوجه عبوس حزين ، أصوات انفجار ضرب الكنيسة البطرسية بالعباسية . تسابقت خطوط التليفونات بيني وبين عميد كلية الطب والأساتذة معلنين حالة الطوارئ بمستشفيات جامعة عين شمس وعلي رأسها الدمرداش.

في خلال دقائق كان مستشفى الدمرداش المتعب قد نفض عنه التعب وارتد فتيا بمئات من أهلها أساتذة وأساتذة مساعدين ومدرسين ومدرسين مساعدين وأطباء مقيمين في كل التخصصات وتمريض وفني أشعة ومعامل وعمال وسائقين. عند وصولي المستشفي كان سائقو الإسعاف والمسعفون قد نقلوا بالفعل جثثا ومصابين منذ سمعوا الانفجار وبعفوية قالوا " احنا جيرانهم واقرب " .كانت الطوارئ خلية نحل كل يفعل واجبه بسلاسة وحب وصمت. 

كان الجميع يعمل مضغوطا بإعداد المرضي والحقيقة مضغوطا اكثر بأعداد هائلة من الأهالي والامهات الثكلي والمذعورين. و لكن كان الأهالي في مصيبتهم هادئين ولم يحدث اي تدخل او شوشرة معهودة او جدل متوقع من أهالينا المصريين في استقبالات المستشفيات . كان تقديرهم ان الأطباء والتمريض والعمال يفعلون كل شيء . كانت موجة المشاعر والأحاسيس واحدة. توافدت مواكب كئيبة تحمل متوفين واخري منخلعة القلب علي مصابين. 

أول مصاب كان قد تم عمل تحليله وأشعاته ودخل العمليات وبدأت العملية خلال ساعة او اقل وهو زمن ممتاز. 

كانت تسع غرف عمليات تعمل متزامنة متضامنة في سباق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولو كان الاحتمال واحدا بالمائة.

أطل علي العاملين وجه محبوب يعرفونه وهو أستاذ دكتور عبد الوهاب عزت رئيس الجامعة . جاء كأستاذ جراحة يطمئن علي سير كل شيء . كان أبغض اللحظات هو حصر المتوفين. ولكنه قضاء الله النافذ. كان يوما ماراثونيا للجميع. كان بالنسبة لي اختلاطا لواجبات الطب والادارة والأخوة. 

كان يجب ان نوفر معلومات للجميع. للأهالي والنيابة والأمن لم تر الا اللين بين الجميع. 

كان يجب ان تناقش الأهل وتحاول ان تلبي طلباتهم. كانت الأعصاب ترتفع حرارتها مع امتداد الوقت فتجد البعض يفقد أعصابه فيتحمله الآخرون. كانت كلمات غير مناسبة تفلت من البعض ولكن تجد من يعتذر ويستوعب . كان الحضور به المسيحي وجاره المسلم يبكي بحرقة من فقد اباه او أمه. كان مرورنا الجماعي في الثانية عشرة منتصف الليل مع عميد الكلية أستاذ الجراحة الشهير خير ختام للجهد الطبي وايضا لتدارك اي نقص في التواصل مع أهل المصابين واراحتهم من المخاوف او توضيح المجهول واصلاح خلل في التعامل معهم. انتهي اليوم عمليا في الواحدة والنصف من صباح اليوم التالي.

ومع الساعات الأولي من نهار اليوم التالي غمرتني سعادة لم أستغربها فأسبابها جلية.

الواجب أداه مستشفي الدمرداش بامتياز ولا أقول بكمال لان اي جهد بشري لا يدرك الكمال . 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل