المحتوى الرئيسى

وجهة نظر: أمريكا ترامب وطريق بوتين إلى البيت الأبيض

12/13 17:43

النكتة الجديدة في واشنطن تقول "من الذي فاز في الحقيقة بالانتخابات، ترامب أم كلينتون؟ بوتين أيها الغبي!" إنها إحدى الدعابات التي ينقطع معها الضحك، لأنه منذ التقارير الأولى التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست في نهاية الأسبوع وأصوات شخصيات مرموقة وجادة مطلعة على خفايا الأمور تعلو وتقول إن روسيا لم تستولي عبر هجمات القرصنة على خادم الإنترنيت التابع للحزب الديمقراطي فقط، حيث كان هذا معروفا منذ أشهر، وإنما استولت على ذلك التابع للحزب الجمهوري أيضا. وحتى أجهزة الاستخبارات تتبنى فرضية أن روسيا لم تشأ فقط إلحاق الضرر بكلينتون والديمقراطية الأمريكية، بل نفذت هجمات قرصنة لمساعدة ترامب على الفوز.

ويحذر خبراء منذ سنوات من أن حروب المستقبل لن يتم كسبها على الأرض أو الماء أو في الجو، بل عبر الشبكة العنكبوتية. وإذا انشغلت أفلام الإثارة الواسعة الانتشار إلى حد الآن بسيناريوهات يقوم فيها قراصنة بشل مفاعلات نووية، فيتضح هذه الأيام أن الأمر يتجاوز حدود ممارسة التأثير على التزود بالطاقة أو انتهاك قوانين حماية البيانات.

وإذا صحت هذه الاتهامات، فإن تلك الهجمات ستكون موجهة إلى صميم الديمقراطية وهو الانتخابات الحرة السرية. ومن هنا فإن القلق كبير في الولايات المتحدة. وبالتالي تبدو ردود فعل الرئيس المستقبلي دونالد ترامب مضطربة. فعوض أن يطالب فورا بتعيين لجنة تحقيق مستقلة، يحاول من خلال تغريدات على موقع تويتر تفنيد تلك الاتهامات. وتعليله في ذلك هو "لماذا علينا تصديق أجهزة الاستخبارات التي كانت مخطئة في الإعلان بأن صدام حسين يملك أسلحة دمار شامل".

إينس بول: مراسلة DW في وشانطن

هذا الهجوم العلني ضد أجهزة الاستخبارات قوي، والرئيس المقبل (ترامب) يرفض بإلحاح المشاركة في جلسات تقييم الوضع اليومية لأجهزة الاستخبارات. وحجته في ذلك: أنه على دراية أفضل بما يحصل وأنه ليس بحاجة إلى تلقي نفس المعلومات يوميا.

هذا الموقف يعكس إما سذاجة أو أن له دوافع تجارية، وهو خطير في كلا الحالتين. قد يكون صحيحا أن رجل الأعمال ترامب يدير منذ سنوات أعمالا تجارية مع روسيا، ولا يرغب بالتالي في النظر في سجلاته. وإن تعيين ترامب مدير  شركة ExxonMobil ريكس تليرسون في منصب وزير خارجيته، يأتي لأن هذا الأخير بأنشطته في مجال الغاز تربطه علاقات وثيقة مع روسيا بوتين. وهذا كله غير لائق بأهم منصب سياسي في العالم، ويمثل بوجه خاص خطورة محدقة.

وإذا تأكدت صحة هجمات القرصنة كأداة لممارسة التأثير السياسي، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تعرضت لهجوم. وحيث يبدو أن الرئيس المقبل لا يريد استيعاب هذا البعد، يجب على النواب الجمهوريين البرهنة على أنهم يحملون تفويضهم الديمقراطي على محمل الجد. يجب عليهم الإجابة على السؤال: لمن هم يقدمون ولاءهم، لترامب أم للدفاع عن نظام الانتخابات الأمريكي وعن الديمقراطية الأمريكية؟ دونالد ترامب قد يعتقد بأنه يتحكم في أجهزة الاستخبارات الروسية. وهذا بلا شك اعتقاد ينفرد به هو وحده.

رداً على مشروع ترامب لبناء جدار يفصل بين المكسيك والولايات المتحدة دعا رسام الكاريكاتير المكسيكي آرتورو كيمكس بإقامة معرض للرسومات الكاريكاترية في متحف مدينة مكسيكو. وحصل رئيس اتحاد أمريكا اللاتينية لرسامي الصور الكاريكاتيرية على رسومات من مئات الفنانين الذين أرادوا المشاركة في هذا المعرض. ويعلق كيمكس قائلا إن "طبيعية الشخصية الهزلية التلقائية" لترامب سهلت عمل رسامي الكاريكاتير.

المعرض الذي يحمل اسم "ترامب: حائط كاريكاتوري" في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ويتألف المعرض من رسومات تعكس وجهة نظر المكسيكين وكيفية رؤيتهم لمستقبل الرئيس الأمريكي المنتخب، كما ساهم في المعرض أيضاً رسامون أوروبيون، وأشار كثير من الفنانين في أعمالهم إلى الحقبة النازية. سيستمر المعرض حتى نهاية عام 2016، ثم ينتقل إلى مدن أخرى بعضها في الولايات المتحدة الأمريكية.

يشبه مصمم الأزياء الألماني كارل لاغرفيلد نظرة ترامب السياسية إلى المرأة "بنظرة تاجر الأحصنة إلى الخيول". ويقول: "الشخصية المرسومة باللون الداكن والتي تقف في وسط الصورة تمثل السيدة فراوكه بيتري زعيمة الحزب اليميني "البديل من أجل ألمانيا" والغريب أن السيدة بيتري اعتبرت هذه الصورة في غاية الطرافة، لا بل وكانت أسعد حالاً عندما فاز ترامب بالانتخابات الرئاسية.

أمسى شعر ترامب مصدر سخرية غني، فمنذ أشهر ظهر فيديو عن " باروكات شعر ترامب السرية"، والذي أطلقته محطة تلفزيون نرويجية، وأنهت الفيديو بتوضيح أن هذا ليس سوى "حقل نرويجي من القش الأصفر". أما رسام الكاريكاتير مارك نايت، فقد أوحى له شعر ترامب بفكرة كاريكاتير ولعب بالكلمات، فقد وجد شعر ترامب مناسباً لتغطية قمرة طائرة الرئاسة الأمريكية، وأطلق عليها "هير فورس" بدلاً من "إيرفورس".

يقول رسام الكاريكاتير النيجيري السيد عبد الكريم بابا أمينو- وهو من أشهر رسامي الكاريكاتير والصحفيين والناقدين في بلده: "نظراً إلى الكراهية الشديدة التي يَكِنها دونالد ترامب للسود في أمريكا فإننا سنُغادر أمريكا، عندئذٍ سيكون باستطاعة ترامب أن يفعل ما يحلو وما يطيب له في البلاد.

يبدو تمثال الحرية وقد تملكه الذعر ويبحث عن "ملجأ"، فهو يقرع باب الجارة كندا طلباً للجوء والأمان. الفنان إيجريك لجأ لهذا الرمز الأمريكي في العديد من الرسومات المناوئة لترامب. يمكن الاطلاع على بقية أعماله من خلال حسابه على تويتر @ygreck.

رسم الفنان البلجيكي ليكتر @lectr الكثير من الرسوم الكاريكاتيرية المتعلقة بترامب، وتظهر هذه اللوحة الكاريكاتيرية كيف تغيرت الفكرة التي تقول إن "بإمكان أي مواطن أمريكي أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية" من مصدر فرح لتصبح مصدراً لليأس.

تعود هذه الصورة المرسومة على حائط في برشلونه والتي تمثل ترامب واللعاب يسيل من فمه إلى صيف عام 2016. إسبانيا أيضاً أصابتها الصدمة من الفوز غير المتوقع لمرشح الحزب الجمهوري ترامب بمنصب الرئاسة. وعلقت صحيفة البايس على فوزه قائلة: "إن الصعود المذهل لرجل الأعمال النيويوركي ووصوله إلى منصب الرئاسة أصاب نصف سكان المعمورة بالذهول".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل