المحتوى الرئيسى

مريم نقرش .. التجميل على الطريقة السورية بالمجان في مصر | ولاد البلد

12/13 16:21

الرئيسيه » جيران » تقارير » مريم نقرش .. التجميل على الطريقة السورية بالمجان في مصر

فتاة فى منتصف العشرينيات من عمرها، تعشق الجمال وأدوات التجميل، وطرق تجميل النساء، دراستها متخصصة فى اللغة الإنجليزية لكنها لم تعمل بها أبدًا، بل توجهت بعد أن انهت الدراسة لتتتعلم أسس فن تجمييل وتزيين العرائس والعناية بالبشرة والشعر، في أحد المعاهد المتخصصة فى سوريا، واتخذت من التجميل وسيلة للعيش برفاهية وفى مستوى لائق.

جاءت مريم نقرش إلى مصر فى زيارة، للحصول على تدريبات في مجال التجميل، منذ عام 2012، وحيدة وبدون أهلها، لكن لم يحالفها الحظ أن تعود لسوريا مرة أخرى بسبب الحرب، وجدت نفسها فتاة وحيدة فى أحضان الغربة، لم تجد من يقف بجوارها سوى نفسها، فعزمت وأصرت وبدأت فى العمل فى عدة أشياء لكن لم يحالفها الحظ.

وبعد هذه الأمور لم تقف مكتوفة الأيدى، اتجهت إلى مراكز التجميل المصرية باحثة عن مجال عمل تحبه وتعشقه وتصقله بالدراسة أيضًا، لكنها فوجئت بالصعاب، ونتيجة لكونها دارسة لفن التجميل كانت تحدث صدامات مستمرة مع أصحاب العمل بسبب الفروق ما بين الهاوى والدارس، فى أشياء مختلفة كتنظيف البشرة، والعناية بالشعر.

وهنا قررت نقرش أن تفتح مركزها الخاص، من خلال ما كسبته من مال أثناء عملها، بالإضافة إلى بعض الأموال التى كانت تحتفظ بها، وبدأت تكسب زبائنها وشهرتها من خلال حديثهم لبعضهم البعض.

“لا أرد أى فتاة سورية أو مصرية، فى يوم زفافها، مهما كانت ظروفها، سواء قادرة على الدفع أو لا، والسبب أن السوريات كانت ظروفهن مختلفة فى بلادهن، بل أقوم بتجميلهن والاهتمام بهن أكثر ممن يدفعن المال”، بهذه الكلمات بدأت مريم حديثها عن تجميلها للفتيات السوريات والمصريات مجانًا في ليلة الزفاف.

لكن كيف تصل مريم لأكبر قدر من الفتيات المحتاجات، هذا السؤال تطلب من مريم إجابة خاصة، ففى خلال هذه الفترة بدأت فى البحث على الفيس بوك عن المبادرات الخاصة بالسوريين، واستطاعت بالفعل التواصل مع “مبادرة سوريا الأهل” وباسم الجنوبى منسق المبادرة، وشاركت فى بعض الفعاليات.

وعندما عرضت المبادرة توفير فساتين زفاف بأجر رمزى جدًا أو بدون أجر، وطلبت ممن يحتاجها التواصل مع المبادرة، أبدت مريم استعدادها لتزيين العرائس مجانًا أيضًا بالإضافة للفستان، بحيث تصبح الليلة مكتملة.

ومن هنا بدأت نقرش التواصل مع المبادرة من خلال تقديم خدمات التجميل مجانًا، للفتيات السوريات والمصريات الراغبات فى التجميل في ليلة الزفاف، وخلال عام واحد قدمت مريم خدماتها لـ 20 عروسًا.

وفي مركزها التجميلي بالحي الثاني بمدينة السادس من أكتوبر، يوجد عدد من الأدوات والآلات الخاصة بالتجميل، والتي تحرص على اختيارها بعناية فائقة حتى لا تخدع زبائنها، ولكي يكون مستوى العمل في النهاية هو الأفضل، مؤكدة أن كثيرًا من مراكز التجميل المصرية في حالة من الفوضى وتفتقد الرقابة عليها، مما ينتج عنها الإصابة بأمراض خطيرة، نتيجة استخدام مواد غير مناسبة أو عدم مراعاة السن، أو عدم اتباعهم لتعليمات منظمة الصحة العالمية.

وأضافت نقرش أنه بعد الانتهاء من تجميل العروس ورؤيتها لنفسها بالمرآة تسيطر عليها الفرحة، ومن أبرز الجمل التى سمعتها وتركت فيها أثرًا جميلًا “نساعدك ليلة فرحك، وإن شاء الله يا رب نفرح فيكي”.

تقوم نقرش بتقديم دورات تدريبية مجانية للفتيات الراغبات فى ارتياد سوق العمل، وتأمين فرصة عمل لهن، حيث قامت بعمل دورة لــ 6 فتيات، عبارة عن 30 حصة، كل حصة مدتها ساعتان، فقامت خلالها بتعليمهن كافة فنون التجميل الخاصة بالبشرة والشعر وكيفية مساعدة الغير دون أدنى مقابل.

أمّا عن الصعوبات التي تواجهها، فأكبرها عدم حصولها إلى الآن على حق الإقامة في مصر بشكل نظامي، وبالتالي لا تستطيع الحصول على التراخيص اللازمة للعمل، وهو ما تسعى إليه الآن، خاصةً وأنها تعيش في مصر منذ أربع سنوات، وتجدد السلطات لها إقامة السياحة فقط، متابعة أنها تزوجت حاليًا من مواطن مصرى وستحصل على الإقامة وتقوم بعمل لم شمل لها ولأسرتها.

وتختتم الماكييرة السورية حديثها بعدد من النصائح التجميلية التى تقدمها للفتيات، أهمها التفريق بين ما تحتاجه بشرتهن من تنظيف أو متابعة مع طبيب متخصص فى الأمراض الجلدية، موضحة أن المتابعة مع الطبيب تكون ضرورية فى حال وجود بقع وتصبغات شديدة أو حبوب، مشيرة إلى أن العروس المقبلة على الزفاف تحتاج لعناية خاصة بالبشرة على أيدى متخصصين قبل زفافها بأسبوع.

وتتابع نقرش أنه للعناية بالشعر لابد من استخدام نوع شامبو مناسب للشعر سواء الدهنى أو العادى أو الجاف، وكذلك فى حال التوجه لعمل البروتين لفرد الشعر وتنعيمه لابد من اختيار مركز تجيميلى على ثقة عالية، نظرًا لكثرة الغش في هذا المجال، وانتشار أنواع رديئة من الممكن أن تسبب أمراضًا سرطانية.

ويقول باسم الجنوبى، منسق مبادرة سوريا الأهل، فى تصريح خاص لــ”ولاد البلد”، إن انطلاق فكرة مشروع فستان الزفاف السوري، جاءت عند قيام المبادرة بتدشين أول معرض ملابس مجانى للسوريين، ووجدنا ضمن تبرعات الملابس فستان زفاف ذا علامة دولية وغالى الثمن، ومن هنا قررنا أن يبقى الفستان لدى المبادرة لإطلاق المشروع به، وعندما أعلنا أول مرة عن وجود فستان زفاف يقدم مجانًا لغير القادرات من السوريات والمصريات، وجدنا مع حجوزات الفستان من يتبرع بفساتين خطوبة وفساتين زفاف أخرى، إضافة إلى طلب للتطوع من صالونات تجميل سورية تقدم خدماتها مجانًا لغير المقتدرات، ومن هنا بدأ المشروع ينمو مع الوقت، وكلما حدث حفل زفاف كانت ردود أفعال الأسر المستفيدة من المبادرة مبهجة جدًا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل