المحتوى الرئيسى

حلب تصارع "أهوال القيامة" وما من مغيث!

12/13 16:42

” جثث القتلى تملأ الشوارع و تحت أنقاض الأبنية المدمرة.. وأسر نازحة خطواتها مسرعة تهرب من الموت.. وأهالي محاصرين يستغيثون لإنقاذ حياتهم ..وصراخ أطفال ونساء يدمي القلب ولا مغيث إلا الله”.. هذا هو المشهد الراهن في حلب السورية..

وسائل الإعلام تتحدث وتنقل الصورة من داخل حلب من منطلق أيدولوجياتها السياسية ، والسؤال هنا بعيدا عن من الفاعل، متى سينتهي القصف؟ التقارير الاخبارية كلها تشير إلى أن الجيش السوري أوشك اليوم اليوم على السيطرة على كامل مدينة حلب، في وقت عبرت الامم المتحدة عن قلقها ازاء تقارير عن “فظائع” محتملة ارتكبت في حق مدنيين فروا الى مناطق النظام السوري، وبينهم نساء وأطفال.

واعتبرت دمشق ان المعركة وصلت الى “خواتيمها” بعد السيطرة على اكثر من تسعين في المئة من الاحياء الشرقية. وقال مصدر عسكري رفيع المستوى ليل الاثنين: “لحظات تفصلنا عن الانتصار”.

وقال اللواء زيد الصالح، رئيس اللجنة الامنية في حلب، إنه لم يعد أمام مسلحي المعارضة سوى وقت قصير وعليهم “إما الاستسلام أو الموت”.

ويُعتقد أن عشرات الآلاف من المدنيين ما زالوا في الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة في المدينة، حيث يشح الغذاء والماء.

وتقول روسيا التي تدعم الحكومة السورية، إن أكثر من 100 ألف من المدنيين قد نزحوا من مناطق القتال وسلم 2200 من المسلحين انفسهم.

وكانت حلب تعد أكبر مدينة سورية والمركز التجاري والصناعي في البلاد قبل بدء الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2011. وظت طوال الأعوام الأربعة الماضية مقسمة إلى جزءين، الغربي منها بيد القوات الحكومية والشرقي بيد مسلحي المعارضة.

وفي مقابلة مع بي بي سي، وصف عبد الكافي الحمادو، معلم لغة انجليزية ما زال داخل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، الوضع هناك بالمروع.

واضاف “إن الوضع داخل الجزء الشرقي من حلب أشبه بيوم القيامة، القنابل في كل مكان، والناس تجري، والجرحى في الشوارع لا يجرؤ أحد على الخروج لمساعدتهم، والعديد من الناس ظلوا تحت الانقاض”.

وقال المرصد إن ما لا يقل عن 415 مدنيا و 364 مسلحا قد قتلوا في المناطق التي كان يسيطر عليها المعارضون منذ 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كما قتل 130 مدنيا نتيجة قصف صاروخي من المعارضة على مناطق غربي حلب الواقعة تحت سيطرة الحكومة.

وقال شهود أمس في حي المشهد، احد الحيين الذين لا يزالان مع الفصائل المعارضة، لوكالة “فرانس برس” ان الحي يشهد اكتظاظا كبيرا بعد نزوح مدنيين من احياء اخرى اليه مع تقدم الجيش، من دون ان يتمكنوا من احضار اي شيء معهم من منازلهم.

وبين المدنيين الذين لا يعرفون الى اين سيذهبون، عدد كبير من النساء والاطفال الخائفين الذين يبحثون عما يسد رمقهم. وافترش بعضهم الارض فيما ينام آخرون على الحقائب او يدخلون الى المحال التجارية للاحتماء.

ويقدر المرصد السوري عدد المدنيين الذين فروا من الاحياء الشرقية خلال نحو شهر بأكثر من 130 الف شخص، نزحزا بمعظمهم الى مناطق تحت سيطرة قوات النظام في غرب حلب او تلك التي استعادها في شرق المدينة.

وبث التلفزيون السوري مشاهد اليوم تظهر مئات من المدنيين معظمهم من النساء يحملون اطفالهم وحقائبهم وهم يسيرون تحت المطر في طريق تحيط به ابنية مدمرة باشراف الجيش.

وتناقل ناشطون بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي تغريدة للدفاع المدني الذي يضم مجموعة من المتطوعين في شرق حلب جاء فيها “كل الشوارع والابنية المهدمة مليئة بالجثث. إنه الجحيم”.

وكتب الناشط الاعلامي في شرق حلب محمد الخطيب على صفحته عبر “فايسبوك”: “ايها العالم، هل يعقل ان دماء وارواح اهل حلب رخيصة الى هذه الدرجة؟”.

وقالت روسيا إنها تتشاور مع الجانب الأمريكي الذي يدعم بعض فصائل المعارضة حول شروط وقف لإطلاق النار يمكن أن يتبع الانسحاب الكامل للمسلحين من حلب، لكن لم تكن هناك بوادر لاتفاق الطرفين.

وقال مسؤولون أمريكيون الاثنين إن نظراءهم الروس رفضوا مقترحا لوقف فوري للأعمال العدائية يسمح بانسحاب آمن.

ويقول محللون إن سقوط حلب سيكون أسوأ ضربة للمعارضة منذ بدء الانتفاضة في عام 2011، وستصبح الحكومة بذلك مسيطرة على المدن الخمس الرئيسية.

لكن رياض حجاب، المنسق العام للجنة التفاوض العليا، وهي مظلة تمثل فصائل معارضة سياسية ومسلحة في مفاوضات السلام التي فشلت مطلع هذا العام، يصر على أن هدف اسقاط النظام لن يتلاشى، مضيفا ” إذا اعتقد الأسد وحلفاؤه أن التقدم في أحياء معينة من حلب سيعني أننا سنقدم تنازلات، ‘اقول لهم’ إن ذلك لن يحدث”.

ومن جانبه قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الثلاثاء 13 ديسمبر الأول 2016، إن تركيا ستكثف محادثاتها مع روسيا ودول أخرى بشأن مدينة حلب السورية، مضيفاً أن هناك حاجة لاتفاق لوقف إطلاق النار من أجل السماح بإجلاء المدنيين، في الوقت نفسه فتح النظام السوري ممراً للسيدات والأطفال في المدينة للخروج.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التشيكي في أنقرة، أكد جاويش أوغلو، أن هناك اجتماعاً مرتقباً بين مسؤولين من روسيا وتركيا، لكنه قال إنه واحد من عدة اجتماعات مماثلة بين تركيا والمجتمع الدولي بشأن الأزمة السورية.

وقال مسؤول تركي بارز، إن تركيا تتفاوض مع روسيا لفتح ممر لإجلاء مقاتلي المعارضة السورية والمدنيين من المناطق الباقية تحت سيطرة المعارضة في حلب، لكن لم يتم التوصل لاتفاق بعد.

وقال مراسل “هافينغتون بوست” عربي إن قوات النظام السوري فتحت ممراً للسيدات والأطفال للذهاب إلى مناطق حلب الواقعة تحت سيطرته.

وأشار إلى أن المفاوضات لتأمين معبر للمقاتلين تتجه نحو الفشل وخاصة أن النظام يشترط استسلام المقاتلين.

فقد خرج أكثر من 3000 سورى اليوم الثلاثاء ، من أهالي الأحياء الشرقية لمدينة حلب المحاصرين من قبل التنظيمات المسلحة عبر الممرات الإنسانية التي حددها الجيش السوري بالتعاون مع الجانب الروسي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل