في السينما المصرية.. ''دم الغزال'' لا يروي عطش ''الإرهاب''

تذخر السينما المصرية بأفلام ركزّت على قضية الإرهاب، واهتم صنّاعها أن تكون ناقلة لمعاناة المجتمع المصري، مع واحدة من أشرس القضايا التي يمكن أن يواجهها أي مجتمع، وينكوي بنارها الأبرياء، بعدما وضعهم حظهم التعس في مواجهة عدو غاشم يسعى للتخريب.

يعود شبح الإرهاب ليخيم على مصر، بعد حادث التفجير الذي وقع في محيط مسجد "السلام" بالهرم، وقع حادث تفجير الكنيسة البطرسية في محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وفي السطور التالية نستعرض أبرز الأفلام التي ألقت الضوء على الإرهاب، بعضها استمد قصته من حوادث وقعت في مصر فترة الثمانينات والتسعينات.

اختار عدد من صناع السينما أن تحمل أفلامهم كلمة الإرهاب، ومن بين هؤلاء صنّاع فيلم "الإرهابي" عام 1994، تأليف لينين الرملي، بطولة عادل إمام، مديحة يسري، صلاح ذو الفقار، مصطفى متولي، أحمد راتب، شيرين، وحنان شوقي، ومن إخراج نادر جلال.

تبدأ أحداث الفيلم بتعرض أتوبيس يحمل عدد من السياح لزيارة بعض الأماكن السياحية، لعملية إرهابية، يقوم بها عدد من الملتحين، وتدور باقي أحداث الفيلم حول جماعة متطرفة دينيا، تدعي أنها تطبق أوامر الله، من خلال قائدهم ويقوم بدوره أحمد راتب، الذي يأمر رجاله دائما ألا يناقشه ويطيعون أوامره طاعة عمياء.

تجبر الظروف "علي" –بطل الفيلم- على البقاء في منزل أسرة مسلمة، ومع مرور الوقت تتغير قناعاته ويدرك أن ما يفعله لا يمت للدين بصلة، وفي الوقت الذي يواجه فيه قائده، وتعرف الأسرة حقيقته، تصدر الجماعة قرار بتصفيته.

أحد أشهر الأفلام التي ناقش من خلالها المخرج يوسف شاهين قضية الإرهاب في مصر، هو فيلم "الآخر" بطولة نبيلة عبيد، محمود حميدة، هاني سلامة، حنان ترك، لبلبة، وتم إنتاجه عام 1999.

تدور أحداث الفيلم حول آدم وحنان ينتميان لفئات اجتماعية مختلفة، ولا ترضى والدة آدم عن هذه الزيجة، وتعرف أن شقيق حنان إرهابي (متطرف)، تتفق معه أن يخطف شقيقته مقابل أن تمنحه المال، فيقرر تنفيذ أوامرها رغبة في السفر خارج البلاد، خاصة وأنه مطلوب لدى الحكومة، فيذهب آدم لإنقاذ زوجته فيلقا الاثنان حتفهما.

في إشارة سريعة تحدث الفيلم عن الإرهاب الذي عانت منه الجزائر، في سنوات أُطلق عليها "العشرية السوداء" أو "سنوات الجمر" التي كوت بنارها عدد كبير من الجزائرين، وبثت في نفوسهم الرعب والخوف، جاء ذلك في الفيلم من خلال صديق آدم، الذي يعيش في الجزائر، ويعلم آدم بما حدث له على يد متطرفين.

كتب فيلم "دم الغزال" الذي طُرح في السينمات في 2005، الكاتب وحيد حامد، أخرجه محمد ياسين، بطولة نور الشريف، يسرا، صلاح عبدالله، منى زكي، عبدالعزيز مخيون، محمود عبدالمغني، عمرو واكد وعايدة رياض.

"دم الغزال" يتحدث عن كيفية صناعة الإرهاب، ففي المناطق العشوائية، يكون من السهل استقطاب مجموعة من الشباب البعض لفقره والبعض الآخر لجهله، ورغبته في أن يكون صاحب سلطة ونفوذ على غيره من البشر.

أحداث الفيلم مستوحاة من واقعة حقيقية عاشتها منطقة إمبابة في التسعينات، حيث أطلق الشيخ جابر "طبال" على نفسه "أمير دولة إمبابة"، حتى تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض عليه.

سبب أخر قد يدفع شخص مسالم ليصبح إرهابي، هو الانتقام ممن ظلموه، وهو ما عرضه فيلم "عمارة يعقوبيان" عام 2006، المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب علاء الأسواني، سيناريو وحوار وحيد حامد، إخراج مروان حامد، بطولة نور الشريف، عادل إمام، يسرا، إسعاد يونس، خالد الصاوي، خالد صالح، سمية الخشاب، محمد إمام، عباس أبو الحسن، أحمد بدير.

أحداث الفيلم تدور حول قاطني عمارة يعقوبيان من الأثرياء، حتى المتواجدين أعلى العقار "السطوح"، حارس العقار وأسرته، وأسر أخرى فقيرة، ابن حارس العقار يخيب أمله في الالتحاق بكلية الشرطة يُرفض في كشف الهيئة، بسبب مهنة والده، يدخل الجامعة فيجد مستويات مختلفة من الطلبة، ويستقبله طلبة ينتمون لجماعة متشددة دينيا، وبعد إلقاء القبض عليه، يُعذب بطريقة غير آدمية وشاذة، فيقرر الانتقام.

قدمت السينما فيلم "حسن ومرقص" بطولة عادل إمام، عمر الشريف، لبلبة، هناء الشوربجي، محمد إمام، شيري عادل، إنتاج 2008.

يحاول الفيلم التأكيد على فكرة أن الإرهاب لا يعرف دين، وكما يواجهه المسيحي يتعرض له المسلم أيضا، من خلال قصة رجل دين مسيحي "القس بولس" يجسد دوره عادل إمام، وأخر مسلم "الشيخ محمود" يقوم بدوره عمر الشريف، له شقيق ينتمي لجماعة إرهابية وقُتل في إحدى عملياتهم، فيسعون لضم الشيخ محمود لجماعتهم خلفا لشقيقه وبعد رفضه يحاربونه بكل السبل.