المحتوى الرئيسى

دموع البابا تواضروس تمتزج مع زغاريد أسر ضحايا الإرهاب..الرئيس يتقدم الجنازة العسكرية.. وهتافات مسلم ومسيحي إيد واحدة تزلزل جدران كنيسة العذراء بمدينة نصر

12/12 15:49

- الرئيس يأمر بسرعة ضبط الجناة.. ويؤكد:"مصرون على اجتثاث الإرهاب من أرضنا "

- البابا في عظة القداس: نعلم أن من يقوم بالإرهاب لا ينتمى لمصر ولا إلى تاريخها وحضارتها

- مسلمون يقدمون واجب العزاء:" احنا إخوات ومحدش هيفرق بينا مهما حصل كلنا مصريين"

- تواضروس للمجرمين: "لن تعرف راحة ضمير ولا راحة قلب على الأرض"

- وزارة التضامن: 10آلاف جنيه ومعاش ورعاية صحية وتعليمة لأسرة كل شهيد و5 آلاف جنيه لكل مصاب

قداس مهيب وجنازة عظيمة ارتقى بها شهداء الوطن الذين اغتالتهم مخالب الإرهاب الآثمة في يوم الوحدة الوطنية الذي جمع عيدًا للمسلمين بذكرى المولد النبوي الشريف وعيدًا للأقباط بصلاوات الأحد المجيدة، حيث انفجرت قنبلة داخل الكنيسة البطرسية بالعباسية أودت بحياة 25 مواطنًا وأصيب 51 أخرين.

شيعت ظهر اليوم جنازات شهداء الوطن الذين راحوا ضحية الاعتداء الإرهابي الغاشم على الكنيسة البطرسية بالعباسية، من مقر كنيسة العذراء والقديس أثناسيوس بمدينة نصر، حيث رأس القداس البابا البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية.

البابا تواضروس الثاني، أكد أنه تلقى واجب العزاء من جميع رجال الدولة وعلى رأسهم رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، ورئيس دولة اليونان، قائلًا:":الجميع متألم من هذا الحادث الإرهابي الغاشم الذي تعرضت له الكنيسة البطرسية بالعباسية ، والشهداء الذين سقطوا يقدمون رسالة للجميع بالاستعداد لأن الحياة قد تنتهي في وقت قصير".

وأضاف تواضروس،:" البكاء ليس بالصراخ، وعلى الجميع تحويل الألام والأحزان والدموع إلي صلاة مقبولة إلي الله، ولابد أن يلتزم الجميع بالهدوء والنظام والمحافظة على كرامة الشهداء للخفاظ على صورة الإنسان المصري المؤمن".

وتابع بابا الإسكندرية،:" الكنيسة منذ الباكوره وهي تقدم شهداء، فأول من قدمتهم اطفال بيت لحم، وما يسعدني أن هؤلاء الشهداء صعدوا إلى السماء في أيام الصيام ووقت صلاة يوم الأحد الذي يعد في الكنيسة يوم القيامة، وعندما نقف أمامهم ونفتح ستر الهيكل، كاننا نقف أمام السماء المفتوحة، ونرى أنفسهم منطلقه إلى السماء وأكاليل الشهادة توضع لهم، نحن نعلم أن من يفعل ذلك لا ينتمى الى مصر على الإطلاق ولا إلى تاريخها وحضارتها، الشعب المصرى يعيش بعيدا عن كل عنف ولا يعرف العنف ولا الإرهاب، والتاريخ المصرى نقى، ولكن إن كنا نتعرض فى مصرنا الحبية إلى هذه الأفعال ويظهر ضحيتها شهداء فى كل مجال ليس فقط من نودعهم الآن، ولكن أيضا شهداء الوطن فى كل موقع، هؤلاء الذين يدافعون عن الوطن، وسفك الدم عقابه شديد عند الله".

وأكمل تواضروس،:" إننا نعلم جميعا أن الذى فعل العمل الإرهابى لا ينتمى إلى مصر على الإطلاق، حتى وإن كان على أرضها لا ينتمى اليها، ولا إلى حضارتها، من المعروف أن الكنيسة المصرية تقدم شهداء بنات وفتيان وشبان وشابات كشهداء أمام الله، والشهادة تربطنا بالثبات فهذه النفوس التى نودعها اليوم ترفع قلوبنا السماء أكثر وأكثر، ونودع هذه النفوس لأنه ليس موتا، بل انتقال فنحن نؤمن ونرضى بكل ما يسمح به الله، وفى بداية دخولنا المسيحية قدم أطفال شهادتهم، وأسميناهم شهداء بيت لحم، نودع هذه النفوس فى شهر التسبيح والفرح ونستمع لصوت شهيد من القرن الأول الميلادى حين قال إن آلام هذا الزمان مهما بلغت ولكنها لا تقاس بالمجد الأبدى".

وأضاف البابا،:" نتألم كثيرًا لانتقال هؤلاء الأحباء فى هذا الحادث الذى ارتكبه من تخلوا عن الإنسانية والمشاعر وآذوا الوطن، والمصاب ليس فى الكنيسة بل مصاب لكل مصر، وعندما نقف أمامهم فنرى نفوسهم منطلقة ويفرحنا كثيرًا أنهم انتقلوا فى وقت الصلاة وما أجمل أن ينتقلوا فى وقت الصلاة، نصوم فى هذه الأيام صوم الاستعداد، فلقد سبقونا إلى السماء فى وقت صلاة وصوم ويوم أحد، فنودعهم على رجاء القيامة كما أنهم توفوا فى شهر كيهك المريمى الذى نحتفل فيه بمريم العذراء فأخذهم الله ليحضروا التسبيح فى السماء".

ووجه تواضروس، كلمة لمنفذي العمل الإرهابي الغاشم، قائلًا:" أنت أيها المدبر مهما كان وجودك لن تعرف راحة ضمير ولا راحة قلب على الأرض، أيها الإنسان أنت تنتظرك دينونة رهبية ومن يستطيع أن يقف أمام الله، فماذا تستطيع أن تقول وتفعل وتبرر ما صنعته؟ وما تسببت فيه فى آلام وطن بأكمله".

واختتم بابا الإسكندرية كلمته قائلًا:" اليوم يوافق احتفال تقديم السيدة العذراء على الهيكل، ونودع الشهداء فى السماء كى يفرحوا مع مريم العذراء وكل الأبرار والصديقين، وليكمل الله حياتنا بكل سلام ويحفظ بلادنا ووحدتنا من كل شر وكل الشعب المصرى".

أصوات الزغاريد تعالت من قبل أهالي الشهداء، تعبيرًا عن حزنهم، وإشارة ضمنية إلى قوى الإرهاب الآثم أن الشعب المصري متماسك بكافة أطيافه وأنه يزف الشهداء إلى لقاء الله فرح بما سيلاقيهم من كرمه وجوده، بالرغم من عموم أصوات النساء الثكلي والرجال المكلومين معبرين عن حزنهم العميق لمفارقة ذويهم، حيث خرجت الجثامين محمولة على الأعناق وملتفة بالعلم المصري إشارة إلى وحدة الصف والوفاق الوطني.

شهد قداس الجنازة بكنيسة العذراء، إقبالًا كثيفًا من المواطنون المسلمون لتقديم واجب العزاء لإخوانهم من الأقباط والذي أصيبوا بمصيبة فقد ذويهم في الحادث الإرهابي الغاشم، حيث قال رجب مكرم ، معزيًا جار له توفي في الحادث الإرهابي :" إحنا مع بعض طول عمرنا إيد واحدة وهنفضل إخوات نفرح ونحزن مع بعض ومحدش هيفرق بينا مهما حصل ومات مسلم أو مسيحي كلنا مصريين".

الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان في مقدمة كبار رجال الدولة أثناء تقديم واجب العزاء للبابا تواضروس وأسر الضحايا، حيث تم نصب 3 سرادقات للعزاء بطريق النصر بجانب النصب التذكارى، لإقامة الجنازة العسكرية للضحايا، فيما انتشرت قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي والعمليات الخاصة بمحيط المنطقة لتأمينها بعدد كبير من سيارات الأمن والمدرعات العسكرية.

مجلس النواب بغالبية أعضاءه، شاركوا في تقديم واجب العزاء للبابا تواضروس، حيث نعى الكتور علي عبد العال، رئيس المجلس ، شهداء الوطن الذين بذلوا دماءهم النقية ثمنًا لاستقرار البلاد والتقدم نحو مستقبل أفضل، مشيرًا إلى أن هذه العمليات الإرهابية لن تنال من عزيمة المصريين في مواجهة الإرهاب الأسود.

البابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان، أعلن تضامنه مع مصر بعد الحادث الإرهابي الذي استهدف الكنيسة البطرسية بالقاهرة، معربًا عن حزنه وعزائه للمصريين.

على خلفية الاعتداءات الإرهابية الغاشمة على الكنسية البطرسية بالعباسية والتي راح ضحيتها 25 مواطنًا وأصيب 51 آخرين، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اجتماعا أمنيًا بحضور المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزارء، ووزراء الدفاع والداخلية، ومديري المخابرات والأمن القومي، لمتابعة الموقف الأمنى.

الرئيس أكد خلال الاجتماع، أن خطر الإرهاب لا يزال يلقى بظلاله الهدامة، وهو ما يتطلب الاستمرار فى جهود مكافحته بكل قوة وحسم وتعزيز التكاتف والتضامن ووحدة الصف، قائلًا:" العمليات الإرهابية لن تزيد المصريين إلا إصراراً على اجتثاث جذوره من أرضها المقدسة والشعب المصري أظهر معدنه الأصيل بالوقوف صفًا واحدًا في مواجهة الإرهاب الغاشم".

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل