في كفر سليمان.. مسجد ومقابر المسلمين بتبرعات المسيحيين

على بعد 23 كيلو متر من مدينة طنطا تقع قرية كفر سليمان عوض التابعة لمركز السنطة، حين تدخلها يخيل إليك إنك تدخل قرية مسيحية ولا يقطنها مسلمين، لكن تلاصق منازل المسلمين والمسيحيين يفقدك هوية القرية سواء قرية مسلمة أم مسيحية، فمن الممكن أن تجد منزل رفع عليه الصليب يجاوره منزل مرسوم عليه بيت الله الحرام وبعض آيات القران الكريم، ومسجد القرية يجاور كنيستها، ويبلغ تعداد سكانها 16 ألف نسمه 9 ألف مسلم ، 7 ألاف قبطي يحكمها عمده قبطي منذ عام 1962 .

يقول إيميل نجيب عمدة القرية، إنه على مدى تاريخ القرية لم تشهد أي خلاف دينى أو فتنة بين مسلميها ومسيحييها، حتى بعد الثورة وما أعقبها من حرق للكنائس لم تشهد قريتهم أي خلافات بين سكانها، معقبا علي أحداث الكنيسة البطرسية أنها لفاعل لا يعرف الإسلام ولا تعاليم الإسلام الذي تربي عليها الكثير من المسحيين داخل القرية .

وأكد العمدة أن مسجد القرية تم بنائه على قطعة أرض تبرع بها لإخوانه المسلمين نظرا لعدم وجود مصلى لهم فى ذلك الوقت، وتم بناء المسجد من خلال حملة تبرعات شارك فيها أهالي القرية المسيحيين قبل المسلمين، فالقرية على مدار تاريخها لم تشهد أي نوع من التمييز بين مسلم ومسيحى.

كما أكد نجيب بأن مقابر المسلمين أيضا تبرع بأرضها رجل مسيحي، حيث كان المسلمين فى بداية سكنهم بالقرية يحملون مواتهم لدفنهم بمقابر القرى المجاورة مما كان يعرضهم للمشقة والمعاناة، فقرر الأقباط تخصيص جزء من الأرض الكائن بها مقابرهم لتكون مقابر المسلمين، وهذا يعكس مدى مظاهر التكافل بين أهالي القرية، فكما هم متقاربين في الحياة أرادوا أيضا أن يكون التقارب في الموت فمقابر المسلمين والأقباط متلاصقة لبعضها.

"إحنا عايشين مع بعض منعرفش الفرق بين مسلم ومسيحي ، بنقسم رغيف العيش مع بعض ونساعد بعض في شغل الأرض ونتبادل مع بعض المحصول "، يقول جرجس عيد في حديثه لــ" مصراوي"، مشيرا أن حادث الكنيسة أمس أثار الغضب في القرية بأكملها وتم فرض حالة الحداد.

أوضاف جورج عازر، الملقب بحكيم القرية صاحب الثمانين عاما، أن الأجيال السابقة رسخوا بين سكان القرية مبادئ المحبة والمودة والعشرة، فلا تمر مناسبة في القرية سواء إسلامية أو قبطية، إلا ويشارك فيها جميع أهالي القرية يدا واحدة، فالجميع لا يضع معايير للتفرقة فى المعاملة، فالكل إخوة فى القرية يعيشون فى مكان واحد.