المحتوى الرئيسى

سيد عيسى يكتب: أوجه التشابه بين شدة المستنصر ومجاعة مصر وما نمر به حاليًا من تردٍّ! | ساسة بوست

12/11 19:57

منذ 3 دقائق، 11 ديسمبر,2016

يعتقد البعض أن مصر تمر بأسوأ مرحلة في تاريخها على الإطلاق، والحقيقة أن مصر عبر تاريخها مرت بكثير من التداعيات والمراحل، ولكن ما يعنيني حقًا هو مدى التشابه الذي وصل إلى حد التطابق بمرحلة هي الأسوأ فعلًا مرت بها مصر، وشعب مصر، وهي فترة حكم «المستنصر بالله»، وهو الخليفة الخامس من خلفاء الدولة «العبيدية الفاطمية» في مصر، والثامن منذ نشأتها بالمغرب.

وأشهر أحداث عصره «الشدة المستنصرية» أو ما يعرف في كتب المؤرخين بـ «الشدة العظمى»، وهي مصطلح يطلق على المجاعة والخراب الذى حل بمصر لمدة سبع سنوات عجاف (457هـ – 464هـ / 1065م – 1071م)، وقد بلغت الخلافة العبيدية الفاطمية في عهده من القوة والاتساع والازدهار ما لم يبلغه أحد قبله، حيث امتد سلطان الخلافة؛ ليشمل بلاد الشام وفلسطين والحجاز وصقلية وشمال إفريقيا، وتردد اسمه على المنابر في هذه البلاد، وخُطب له في بغداد لمدة عام، وذلك في سنة (450هـ / 1058م)، ودام ذلك حتى تغلبت أمه على الدولة، فكانت تصطنع الوزراء وتوليهم، ومن استوحشت منه أوعزت بقتله؛ فيقتل؛ مما آثار الفتن وعمت الفوضى والاضطرابات، ومنه حل الخراب على الدولة كلها إلى أن سقطت بنفوذ الوزراء وضياع هيبة الخليفة، وقد كان سب الصحابة فاشيًا في أيام المستنصر، والسنة غريبة مكتومة، حتى إنهم منعوا الحافظ «أبا إسحاق الحبال» من رواية الحديث، وهددوه فامتنع، قال «ابن خلكان» رحمه الله «جرى على أيامه ما لم يجر على أيام أحد من أهل بيته ممن تقدمه ولا تأخره»، منها: حادثة «البساسيري» الذي قطع الخطبة للخليفة القائم بأمر الله، وخطب للمستنصر ببغداد سنة 450هـ، ومنها أنه أقام في الأمر ستين سنة، وهذا أمر لم يبلغه أحد من أهل بيته ولا من خلفاء الإسلام، ومنها أنه حدث في أيام خلافته في مصر الغلاء العظيم، الذي ما عهد مثله منذ زمان يوسف عليه السلام، وهو ما يعرف بالشدة المستنصرية أو الشدة العظمى.

الأسباب التي أدت لتلك الشدة

ترجع أسباب تلك الأزمة لسوء الأحوال والأوضاع السياسية للدولة الفاطمية «العبيدية»، فقد تزايد نفوذ والدة المستنصر، وأصبحت تولي الوزارة، ومن لا يعجبها تأمر بقتله؛ فيقتل بالفعل، وكان ذلك سببًا في أن تعم الفوضى وينتشر الفساد، ومن هنا حل الخراب بالدولة المصرية، وتزايد نفوذ الوزراء بالاستقواء، وضياع هيبة الخليفة، بالإضافة لأن سب الصحابة انتشر وبات علنيًا وفاشيًا مستفشيا بصورة فجة، وأصحاب السنة صامتون متفرجون بلا أي رد فعل، حتى إنهم منعوا الحافظ أبا إسحاق الحبال من رواية الحديث وهددوه فامتنع.

وقال «ابن خلكان» رحمه الله «جرى على أيامه ما لم يجر على أيام أحد من أهل بيته ممن تقدمه ولا تأخره» منها: حادثة البساسيري الذي قطع الخطبة للخليفة القائم بأمر الله/ وخطب للمستنصر ببغداد سنة 450هـ – 1058 م ، ومنها أنه أقام في الأمر ستين سنة، وهذا أمر لم يبلغه أحد من أهل بيته، ولا من خلفاء الإسلام، ومنها أنه حدث في أيام خلافته في مصر الغلاء العظيم الذي ما عهد مثله منذ زمان يوسف عليه السلام، وهو ما يعرف بالشدة المستنصرية أو الشدة العظمى.

أوجه التشابه مع وقتنا المعاصر

لا أحد يمكنه أن ينكر سوء الأحوال والأوضاع السياسية وخرق الدستور والقانون وكل الوسائل الشرعية والتي ترسخ لحكم فاش مستبد يقصي كل البدائل ويحاكم المعارضة بكل ألوانها مع هيمنة وسيطرة على مؤسسات الدولة بشكل فج ففي ظل وجود برلمان نختلف أو نتفق حوله، ولكن تصدر قوانين وقرارات دون أن تعرض عليه ويفاجيء كغيره من العامة بتلك القرارات وما يثار حولها من جدل، وعلى سبيل المثال وليس الحصر من الأسباب التشابهية التي تصل لحد التطابق: المغالاة في موالاة الحاكم فوق المنابر، ومن العمم الموكول لها وظيفة التربية السلوكية المجتمعية وترسيخ تعاليم الله بموالتها بشكل فج، وعدم انتفاضها للرد على كثير من السقطات كظهور دابة الأرض، والمهدي المنتظر، وأن هناك آيات من القرآن أكلتها الماعز، وأحكام فقهية لمن لا أصل ولا علم لهم بالدين حول الصيام والحج وغيرها من أمور، بالإضافة لإهانة الصحابة والعلماء الأجلاء، ومنهم مفسرون للقرآن رواة للحديث، بل وصل الأمر إلى التجرؤ على آل بيت الرسول واتهامهم بكثير من الصفات التي لا تليق نهائيًا بهم، ووصل الأمر للتجرؤ على الذات الإلهية سبحانه وتعالى، دون أن تنتفض تلك العمائم لأي مما سبق، بالرغم من انتشاره وإثارته كثيرًا من جدل مما ينفي عنهم صفة الجهل به، بالرغم من كونهم أو بعضهم كان ضمن المصفقين المؤيدين له والمدافعين عنه أحيانًا، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

كل هذه المتشابهات المتطابقات تنذر بتكرار شدة المستنصر الشدة العظمى التي لحقت بمصر وشعبها بسبب الصمت على كل تلك الإسقاطات السياسية والسلوكية والدينية والظلم والقهر والقتل والاعتقال، بدون جرائم إلا لإخراس الأصوات ووقف التوعية، حتى يظل العامة في تغييبهم المصطنع ليبقى الاستبداد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل