وُلد الهدى
اقرأ أيضا: الإسلاميون.. "الحيطة المايلة"! السادات في إسرائيل.. قراءة جديدة لقرار خطير! المصريون وفرعون موسى.. كل عام ونحن "المفروض" بخير! المجلس القومى لحقوق الفنان!
عظّم المولى جلا وعلا شهر "ربيع أول" بميلاد أفضل، وأقوى، وأحن خلق الله "محمد صلى الله عليه وسلم".. الموافق في التقويم الميلادي شهر أبريل لعام 571 والمعروف بعام الفيل.
ولعل قصيدة "وُلد الهدى" لأمير الشعراء أحمد شوقي، وتحديدًا بيت الشعر "ولد الهدى فالكائنات ضياء... وفم الزمان تبسم وثناء".. أهم وأشهر وأصدق ما ترجمته مشاعر، وخطته يد بمناسبة يوم ميلاد أشرف الخلق.. فإذا كان الله قد صنع موسى على عينه، فقد جعل محمد في عينيه.. وكأن الله ما خلق الدنيا إلا لـ"محمداً"..
ميلاد نبي الله.. إلى الآن لم ندرك قيمة وقدر هذا اليوم، فلندع الاحتفالات الظاهرية جانبًا، وحلاوة المولد، والعروسة، والحصان.. إلخ، ونتفكر ولو قليلًا في حياة أعظم شخصية في التاريخ، كما قال "مايكل هارت" الكاتب الإنجليزي.. "الخالدون مائة أعظمهم محمد"، ولكن التفكر والبحث في حياة النبي محمد، والكلام عنه، لا يسعه مقام أو مقال، لذا سأتكلم عنه من خلال نظرتي "نظرة الأنثى"، وعن نبي الله بصفته إنسان.. وزوج.. ورجل عظيم قبل أن يصير رسولًا نبيًا.. وكما قال خالد محمد خالد المفكر الإسلامي.. "لو لم يكن محمد رسولًا.. لكان إنسانًا في مستوى الرسول".. صلى الله عليه وسلم.. فلم يفرق بين رجل وامرأة، ولم يكن مثل رجال هذه الأيام من تسلط ذكوري، وتعسف تجاه الأنثى، فلم نسمع أن الرسول بغض امرأة أو أهانها، أو اعتبرها نكرة أو "لا شيء" كما يحدث في كثير من العائلات من نزعة ذكورية غالبة على طريقة وأسلوب التربية.. لم يخوّف رسول الله النساء من الرجال، أو يشوّه العلاقة بينهما، أو حتى يمنع الاختلاط، فهو الذي اسند للمرأة دورًا فعّال في الحروب، والأهم كان يحض المرأة على النظافة والطهارة، والاهتمام والاعتناء بالنفس والجسد، والزينة بعقل، وليس التبرج المؤثم والمبالغ فيه!
الأمثلة على كلماتي كثيرة.. فقد قال الرسول لإحدى النساء.. اختضبي.. تترك إحداكن الخضاب حتى تكون يدها كيد الرجل.. وكان الرسول يحث الأنثى للمحافظة على بريقها الأنثوي المناسب لطبيعتها.. وثمة رواية أخرى.. أن صحابيًا كان يصف السيدة عائشة "إنه رآها وعليها درع مورد"، أي ترتدي قميصًا بلون الورد، وهي من هي في زي كهذا.. تدلنا بلا شك على ألوان وأزياء بقية نساء المجتمع في صدر الإسلام وفي تلك الحقبة، ولم يحكمهن السواد مثلًا في المظهر والملبس.
إذا كانت تلك الروايات ذات سند ضعيف، فإنها للدلالة على مكانة المرأة وقوتها، وإنها لم تكن "عورة" يخجل منها أهلها بدون داعٍ، وأن الاهتمام بالمظهر الأنثوي أمر حتمي، بل واجب شرعًا...
والآن.. أضحى الاهتمام بالجسد ووسائل العناية به، يعد من هوامش الحياة، ويدخل أحيانًا في المحرمات... وللأسف من الجانبين رجال ونساء!!
Comments