المحتوى الرئيسى

معبر رفح يتحول لـ"بوابة للجحيم".. 11 عملية إرهابية وقعت بالتزامن مع فتحه.. وخبراء يكشفون لغز استخدامه للوقيعة بين مصر وفلسطين

12/11 14:44

لا يخفى على أحد التزامن المثير بين الإعلان عن فتح معبر "رفح" الفاصل بين غزة والقاهرة، ووقوع ‏عمليات إرهابية أو استهداف للكمائن الأمنية في مصر، فظاهر بوابة الجحيم الحدودية يحمل الخير ‏للجميع بإجلاء العالقين الفلسطينيين، والباطن لا يحمل سوى الإرهاب ومزيدًا من الدماء المصرية.‏

التزامن فسره مراقبون على أمرين، إما رغبة بعض الأطراف لإحداث نوعًا من الوقيعة بين ‏مصر وفلسطين لإجبار الأولى على عدم فتح المعبر مرة أخرى، والبعض الآخر أرجعه إلى تسلل ضباع ‏الإرهاب من الفصائل التي تعتبر متطرفة في غزة إلى مصر والقيام بعمليات التفجير والإرهاب.‏

بداية.. يقع معبر "رفح" البري،‎ ‎بين‎ ‎قطاع غزة‎ ‎في فلسطين وشبه جزيرة سيناء‎ ‎في‎ ‎مصر، لا يفصل بينهم ‏سوى قطع أسمنتية وأسلاك شائكة وبوابة حديدية، تم بناؤه عام 1979، ويعتبر البوابة الوحيدة‎ ‎لأهالي ‏قطاع غزة، والشريان الرئيسي لحركة المواطنين من وإلى القطاع، ولا تسمح السلطات المصرية بفتحه إلا ‏أمام الحالات الإنسانية.‏

بيد أن معاناة أهالي مدينة رفح بدأت عندما احتلت إسرائيل قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، فلم يكن يفصل ‏بين رفح المصرية والفلسطينية أي حدود، وتشكلت علاقات اجتماعية كبيرة بين سكان رفح المصرية ‏والفلسطينية. ‏

وبعد توقيع‎ ‎اتفاقية "كامب ديفيد" عام‎ 1978 ‎تنفيذ الشق الخاص برسم الحدود الفلسطينية المصرية تم ‏فصل‎ ‎رفح المصرية عن‎ ‎رفح الفلسطينية،‎ ‎وبالتالي تم تشتيت العائلات وفصلهم عن بعضهم البعض مما ‏أدى إلى خلق كارثة إنسانية وخاصة بعد أن تحكمت إسرائيل بالمعبر‎.‎

وانسحبت إسرائيل من سيناء عام 1982، إلا أن هيئة المطارات الإسرائيلية ظلت تديرالمعبر حتى يوم 11 ‏سبتمبر عام 2005، وبقى مراقبون أوروبيون لمراقبة الحركة على المعبر‎.‎

مرت الأيام على المعبر الحدودي بين الفتح والإغلاق، إذا تم فتحه عام 2005 حتى عام 2006، بعدها تم ‏إغلاقه لدوافع أمنية، وفتح بعض المرات في وجه الصادرات الغذائية، إلا أنه‎ ‎في يونيو عام 2007 أغلق ‏المعبر تمامًا بعد بسط حركة حماس سلطتها على قطاع غزة‎.‎

وإلى أن جاءت ثورة 25 يناير، إذ قررت الحكومة المصرية فتح المعبر بشكل دائم، بعد إغلاق دام حوالي ‏أربع سنوات من طرف النظام المصري الأسبق، واستمر العمل بفتحه 6 ساعات يوميًا حتى ثورة 30 ‏يونيو، تم إغلاق المعبر.‏

وحاولت إسرئيل خلال تلك السنوات فرض سيطرتها على المعبر، إذ أصرت على نقله إلى منطقة‎ ‎‏"كيريم ‏شالوم"‏‎ ‎جنوب شرق القطاع، على خطوط التماس بين مصر وقطاع غزة وإسرائيل‎، والخاضعة لسلطة الاحتلال بالكامل، واحتفظت ‏بالسيطرة الأمنية على دخول الأفراد والبضائع إلى القطاع والسيطرة الجمركية.‏

سيطرة إسرائيل الأمنية عليه من ناحية غزة، دفعت الكثير من العمليات الإرهابية لغزو القاهرة، ما دفع بالسلطات المصرية للتشدد في فتح المعبر، وهو ما دفع كثيرون للتأكيد على أن التزامن بين تلك العمليات وقرار فتح المعبر، هي عمليات مدبرة للوقيعة بين فلسطين ومصر التي تجبر على غلقه.

عقب ساعات من إعلان السلطات المصرية فتح معبر "رفح" يوم الخميس الماضي، وقعت عملية إرهابية ‏في منطقة الهرم، بانفجار عبوة ناسفة، استهدفت كمين أمني بجوار مسجد السلام، والذى نتج عنه استشهاد ‏‏6 من رجال الشرطة بينهم ضابطين.‏

لتكون بذلك العملية الإرهابية رقم 11 التي تقع بعد الحديث عن فتح المعبر الحدودي، فقد تزامن أيضًا ‏الانفجار الذي طال مبنى الأمن الوطني خلال عام 2015، بعد أمر السلطات المصرية بفتح المعبر لمدة 3 ‏أيام، لمغادرة الحالات الإنسانية وأصحاب الجوازات الأجنبية وبعض الطلاب‎.

وشهد عام 2015 وحده، أكثر من 6 عمليات إرهابية تزامنية مع فتح المعبر، بدأت في يناير مع إعلان ‏السلطات المصرية فتح معبر رفح، باختطاف مسلحون ضابطًا من منطقة "الوفاق" بمدينة رفح ‏يدعى "أيمن الدسوقي"، عثر على جثمانه بعد أيام قليلة قتيلًا‎.‎

‎ ‎وفي 9 مارس حين أمرت مصر فتح المعبر، قام مجهولون بتفجير ‏عبوة ناسفة بجانب الطريق شمالي العريش بنحو 12 كيلومترًا، ما أدى إلى استشهاد 3 جنود مصريين.‏

ومع فجر اليوم الذي تلاه، أدى انفجار آخر إلى استشهاد 3 جنود، وإصابة و50 آخرين في مدينة العريش ‏الحدودية مع قطاع غزة.‏

وتكرر نفس الأمر في إبريل، إذ وقعت تفجيرات إرهابية في منطقة سيناء بالتزامن مع فتحه؛ من ‏خلال عبوة ناسفة وضعت في سيارة انتحارية بمنقطة "الخروبة"، أدت إلى مقتل 3 جنود ‏مصريين.‏

أما حادث تفجير كمين "الجورة" بشمال سيناء فلم يختلف كثيرًا، فحين وقع خلال يونيو من نفس العام، ‏كانت مصر قد فتحت المعبر لمدة ثلاث أيام، ليهاجم بعدها مسلحون الكمين بقذائف الهاون، ويستشهد مجند ويصاب آخر.‏

وجاء يوليو، لتعلن مصر مجددًا فتح المعبر لمدة يومين في كلا الاتجاهين، ويقع حادث إرهابي جديد ‏باستهداف 11 كمينًا عسكريًا وارتكازات للجيش في شمال سيناء؛ أسفرت عن مقتل 17 جنديًا مصريًا‎.

ولم يتخلف الأمر كثيرًا خلال عام 2014، فحين أعلن عن فتح المعبر، خلال 26 نوفمبر منه، وقعت عملية ‏الهجوم على كمين "كرم القواديس" الذي استشهد خلاله 30 جنديًا من القوات المسلحة.‏‎

وفي 20 ديسمبر 2014، ومع إعلان السلطات المصرية فتح المعبر، هاجم مسلحون للمرة الثانية كمين "الجورة" الأمني لكن لم تقع أي إصابات‏‎.‎

ووقع حادث إرهابي في 19 ستبمبر عام 2013، على مبنى للمخابرات برفح المصرية قرب الحدود مع ‏غزة ونقطة تفتيش، أسفر عن استشهاد 6 جنود وأصيب 17 آخرين، تزامنًا مع فتح مصر ‏للمعبر.‏

وعن ذلك التزامن يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه بلا شك أن ‏الجماعات الإرهابية تقوم بالعمليات الإرهابية في الداخل المصري، مع كل مرة يُعلن فيها فتح معبر رفح، ‏حتى يظل مغلقًا، وتحدث نوعًا من الوقائع بين القاهرة وغزة، واستمرار معاناة العالقين.‏

ويوضح أن الجماعات المتطرفة تعتمد في كل مرة على العمليات الإرهابية التي لا تأخذ كثيرًا من الوقت ‏مثلما حدث في كمين "الهرم"، حتى يتم إحداثها بعد ساعات من إعلان فتح المعبر، ولا تعتمد على ‏العمليات الإرهابية الكبيرة لكي لا يكون هناك فارق في التوقيت.‏

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل