"أخبار الأدب" تنشر مخطوطات محفوظ لـ"أولاد حارتنا"
نشرت أسبوعية “أخبار الأدب” في عددها الصادر اليوم مخطوطات نجيب محفوظ للمرة الأولى، والتي صاغها الكاتب محمد شعير احتفاء بالذكرى الخمسين لصدور رواية “أولاد حارتنا” في كتاب 1966. والتي لم يتوقف النقاش حولها منذ نشرت في حلقات بجريدة الأهرام عام 1959 ، قبل أن تصدر في كتاب عن دار الآداب البيروتية.
وجرى حوار بين الكاتب المصري وفيليب ستيوارت أول مترجم للرواية إلي الإنجليزية، وقد أكد أنه مطلع الستينات وصل المترجم إلي القاهرة وكان يدرس العربية في جامعة أكسفورد، وسعى لإنجاز بحث عن “روايات نجيب محفوظ” يحصل به علي درجة الدكتوراه، وقد تردد علي المقهي الذي يجلس عليه محفوظ كل صباح، حيث تعرف هناك علي محام يدعي “هارفي” نصحه بعدم تضييع وقته في البحث والاكتفاء بترجمة إحدي روايات نجيب محفوظ، ووقع الاختيار علي “أولاد حارتنا”.
يقول : أثناء عمله علي الترجمة، حصل ستيوارت علي نسخة من الرواية كما نشرت في الأهرام مسلسلة، والتقي نجيب محفوظ مرات عديدة لبحث ما استغلق عليه من الرواية، أو ما سقط من جمل وعبارات من طبعة الأهرام. ووقد طرح ستيوارت ثلاث نقاط على محفوظ أغضبت الرأي العام : تجسيد الأنبياء روائيًّا، موت الجبلاوي كمعادل لموت الإله عند نيتشه، محاكاة القرآن حيث تنقسم الرواية إلي 114 فصلًا (عدد سور القرآن).
وبحسب الجريدة ، ضحك محفوظ، قائلًا: “أعوذ بالله”.. سأوضح لك الأمر: “الرواية بالمقدمة 115 فصلًا، هذا تقسيم لم يكن في ذهني أثناء الكتابة، كان في ذهني أن تكون الرواية من خمسة فصول رئيسية، أما التقسيم داخل الفصول فتم بعد أن انتهيت من الرواية، استخدمت الأرقام لتقطيع الفصول إلي أقسام أصغر (شابترز) لمجرد تسهيل القراءة ليس إلَّا، وسور القرآن تحمل أسماء لا أرقام، كما أنها متفاوتة الطول”، أما القول بتجسيد الأنبياء، فهو أمر مرفوض من معظم رجال الدين، وفي كل الأديان، وقد تعرض كازنتزاكس لهجوم شديد بسبب روايته “المسيح يصلب من جديد”، هم لا يريدون أن يتصوروا أن الأنبياء بشر مثلنا، يأكلون ويشربون، وردي عليهم من القرآن: “وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق”. ورغم ذلك أنا لم أكن أقصد الأنبياء في روايتي، قاسم ليس النبي محمد، هو شاب ينتمي إلي قاهرة القرن التاسع عشر، ليس شابًّا من مكة ينتمي إلي القرن السابع”، أما ما يتعلق بالجبلاوي، فالماركسيون هم الذين تصوروا في نقدهم أنني أدعو إلي موت الإله، والجبلاوي بالعقل ليس هو الله المطلق الخالد، وإنما هو الإله في أذهان بعض البشر، لا يمكن أن أُمَثِّل الله بشيء لأنه ليس كمثله شيء”، واختتم محفوظ إجابته لمترجمه قائلاً: “بالعكس، عندما انتهيت من الرواية شعرت أنني وجدت إيماني”.
Comments