المحتوى الرئيسى

سلاح للبيع على الانترنيت ضد اللاجئين

12/11 12:59

رغم خرقها لقانون العقوبات الألماني ودعوتها للكراهية وبيعها الأسلحة لمواجهة اللاجئين والمهاجرين، مازالت صفحة "رعب المهاجرين" فعالة على الانترنيت حتى في ألمانيا، فما قصتها؟ جيفرسون جاسه يبحث عمن يقف ورائها.كنت أظنها في البداية نكتة سخيفة. موقع "رعب المهاجرين" الناطق باللغة الألمانية. صفحة لم تثر الانتباه بسبب عنصريتها ضد اللاجئين فقط، بل من خلال عرضها للبيع أسلحة تستعمل ضد اللاجئين. الصفحة تعمل على خادم أنترنيت روسي، وتعرض مختلف الأسلحة الأوتوماتيكية وغيرها، تتراوح أسعارها بين 229 و749 يورو للقطعة. من بين ما يعرضه الموقع للبيع قوس يطلق أنواعا مختلفة من السهام البلاستيكية التي يمكن أن تكون مؤلمة وجارحة. والدفع لغرض الشراء عن طريق الانترنيت أو عملة النت" بيتكوين". ورغم أن اقتناء السلاح في ألمانيا يتطلب رخصة خاصة، فإن صاحب الصفحة الذي يدعي (أنه يحاول حماية أسرته)، يعرض بضاعته مع تقديم ضمانات لوصول السلاح إلى المشتري (من دون مشاكل ومعوقات بيروقراطية مزعجة). يعرض الموقع رجال يطلقون النار على وقع موسيقى الغرب والكنتري على صور ولعب تمثل رجالا ببشرة داكنة، أو صور لساسة ألمان منهم المستشارة ميركل والرئيس الألماني يواخيم غاوك. وعلى الصفحة رابط لأخبار حول مهاجرين ولاجئين يشتبه بارتكابهم جرائم. وعلى الفيسبوك يشاهد المرء أكثر من 8 آلاف إعجاب. ومهما طال البحث فلا يمكن العثور في الانترنيت على صفحة تخالف الفقرة 130 من قانون العقوبات الألماني مثل هذه الصفحة. فما ينشره أصحاب الصفحة يدخل ضمن نشر الكراهية التي تصل عقوبتها ما بين 3 إلى 5 أعوام سجن. ورغم توقع أن تختفي الصفحة بعد اكتشافها من قبل السلطات، لكني فوجئت بأنها فعالة منذ أشهر على الانترنيت. لعبة مخفية مبادرة لناشطين نمساويين تدعى "ميمي كاما" كشفت عن صفحة الكراهية هذه منذ أشهر على موقع "انونيم كولكتيف" الروسية التي (تعرف نفسها أنها من يسار الانونيم)، حينها كان خادم الصفحة بعنوان سويسري. وحين أبلغ أصحاب المبادرة موقع فيسبوك عنها، ردت إدارة فيسبوك أن الصفحة لا تخالف قواعد العمل!. موقع "انونيم كولكتيف" اختفى من الفيسبوك في 21 مارس/ آذار الماضي. يقف وراءه رجل في الثالثة والثلاثين من العمر من مدينة ايرفورت الألمانية عرض موقع "رعب المهاجرين" هويته على صفحته. والرجل يواجه اليوم دعاوى كثيرة ضده وتحاول الشرطة الألمانية إلقاء القبض عليه، بيد أنه قد اختفى منذ منتصف شهر مارس / آذار الماضي. في شهر حزيران/ يونيو عرض تلفزيونMDR تقريرا حول موقع الكراهية، الذي غيّر من خوادمه بشكل متكرر. التقرير قال حينها "من المهم معرفة المدة التي سيبقى الموقع على الشبكة". كما أن سكرتير حزب الخضر في ولاية ساكسونيا قدم شكوى في الشرطة على الموقع الذي يدعو إلى الكراهية. وفي منتصف شهر آب/ أغسطس نقلت مجلة "فايس ماغازين" أنّ شرطة مدينة كونستانتس جنوب ألمانيا استدعت مواطنا بعد اكتشاف تحويله مبلغا ماليا مقابل شراء سلاح من صفحة "إخافة المهاجرين"، وكتبت الصفحة بعنوانها الرئيسي "هل هذه هي نهاية موقع "إخافة المهاجرين"؟". منذ ذلك الحين نقلت الصفحة خادمها إلى روسيا. وكتبت على موقعها أنها صفحة شركة "التبادل التجاري الألماني الهنغاري"، ومسجلة في هنغاريا منذ منتصف شهر أيلول/ سبتمبر الماضي. وبجانب الرقم الضريبي والتسجيل ورأس المال، لا توجد معلومات أخرى على الصفحة، عدا اسم صاحب الشركة. وحسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية فإن المحققين يبحثون عن صاحب الشركة للتحقيق معه بشأن بيع السلاح غير المرخص ونشر الكراهية ضد اللاجئين على الأنترنيت، بعد رفع دعوى من قبل مدعي عام برلين. ونقلا عن المتحدث باسم المدعي العام مارتين شتيلتنر فإنّ صاحب الشركة والموقع موجود في هنغاريا حاليا، غير أن ملاحقته تواجه صعوبة، فخادم الموقع ليس في ألمانيا أو هنغاريا وإنما في روسيا. معوقات تنفيذ القانون من غير الواضح كيفية عمل الصفحة، لكن الواضح أن اختفاءها من الشبكة غير ظاهر للعيان حتى الآن. ولماذا، مازال الدخول إلى الصفحة في ألمانيا ممكنا حتى اليوم ولم تحجب؟. الحكومة الألمانية لا تملك الحق الكامل لحجب الصفحة التي تعمل بخادم روسي. ويشار هنا الى أن ألمانيا كانت متحفظة في الماضي على إغلاق مواقع معينة. وفي الحالة الاعتيادية يجب أن يصدر قرار من المحكمة حول حجب عنوان IP لموقع معين، حتى وإن كانت هناك حالات مختلفة لمواقع ألمانية تدعو إلى الكراهية والعنصرية، مثل بعض مواقع اليمين الشعبوي. وفي ألمانيا هناك حوالي 3 آلاف موقع إباحي ضمن قائمة سرية للمواقع المراقبة من قبل السلطات. ولكن حتى لو كان بالإمكان حجب عنوان IP لموقع معين يمكن للمستخدمين تجنب الحجب والدخول إلى هذه المواقع عبر خوادم أخرى أو برامج مختلفة. مكافحة حالات خرق القانون على الصفحات أثبتت جدواها في ألمانيا سابقا من خلال ملاحقتهم بسبب خرق حقوق الملكية. ألمانيا تضغط على شركة غوغل وفيسبوك وتويتر لمكافحة الكراهية ضد الآخرين. لكن قواعد العمل ضمن هذه الصفحات غالبا ما تنتهك دون ملاحظة إدارات المواقع تلك الخروقات. وتشير الدراسات إلى أن موجة الكراهية ضد المهاجرين واللاجئين تزداد تدريجيا، ويلعب موقع مثل "رعب المهاجرين" دورا في ازدياد الكراهية. وكما يبدو فإن هذا الموقع لن يختفي من على الشبكة قريبا. ولن يمكن إغلاقه حتى إلقاء القبض على صاحبه، وحتى ذلك الحين لن يمكن عمل شيء سوى ملاحقة مستخدمي الموقع لغرض شراء الاسلحة قانونيا. جيفرسون جاسه/ عباس الخشالي

Comments

عاجل