المحتوى الرئيسى

معركة الرقة.. سيناريوهات وخيارات

12/11 04:23

سقطت مدينة الرقة بتاريخ في الثالث من أبريل/نيسان بيد المعارضة السورية بعد معارك شارك فيها "أحرار الشام" بشكل رئيسي وبمساعدة رمزية من جبهة "النصرة" التي سارعت إلى احتلال مبنى المحافظة واتخاذه مقرا رسميا لها منذ اليوم الثاني للتحرير.

وأدى انشغال فصائل المعارضة باستكمال معارك التحرير في بقية أجزاء المحافظة إلى حدوث فراغ كبير في أجهزة الدولة ومؤسساتها الخدمية، فعمد الناشطون إلى ملء الفراغ حيث شكلت مجموعات ثورية منها "حقنا" و"تجمع أحرار الرقة".

وتركت جبهة النصرة ساحات القتال -إلَّا نادرا- لتتفرغ للسيطرة على المدينة، وتمكنت من ذلك جزئيا من خلال تقديم الخدمات العامة وتبديل أئمة الجوامع والتقرب من المواطنين.

أعلن أبو بكر البغدادي بتاريخ 9/4/2013 توحيد تنظيمي "الدولة الإسلامية في العراق" وجبهة "النصرة" في تنظيم واحد يحمل اسم تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) وبدأ بعد الإعلان تغلغل عناصر "داعش" الجدد داخل مدينة الرقة مقابل بدء جبهة "النصرة" تخفيف عناصرها والتوجه إلى مدينة الطبقة.

وبدأ الصراع بين عناصر "داعش" والقوى المدنية التي بدأت تعاني من الضعف الناتج عن الإفراط في المركزية وضعف صلتها بالشارع بفعل غياب التمويل. ووسط هذا الفراغ الجديد الناشئ بدأ تنظيم الدولة بتنفيذ إستراتيجيته كأي نظام ديكتاتوري عبر حملات الاعتقال وممارسة مختلف أساليب التعذيب مما أثار الرعب في قلوب المواطنين ومكّنه من تحقيق السيطرة المطلقة على المدينة ليتوسع بعد ذلك في مناطق سورية عدّة.

بتاريخ 6/11/2016 أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (وهي تحالف من فصائل كردية وعربية) انطلاق عملية "غضب الفرات" لتحرير مدينة الرقة من تنظيم الدولة، وحشدت لذلك ثلاثين ألف مقاتل، وتتألف تلك القوات من: وحدات حماية الشعب الكردي، لواء شهداء الرقة، صقور الرقة، كتيبة شهداء حمام التركمان، لواء أحرار الرقة، لواء ثوار تل أبيض، المجلس العسكري السرياني، بينما تم استبعاد لواء ثوار الرقة الرافض للسيطرة الكردية على قوات سوريا الديمقراطية، ,رغم كثرة الفصائل غير الكردية المشاركة في عمليات "غضب الفرات" فإنها تبقى محدودة التأثير في مجريات المعركة وهي ليست أكثر من ديكور تكميلي لقوات سوريا الديمقراطية.

تزامن الإعلان عن معركة "غضب الفرات" مع انطلاق عدّة عمليات عسكرية ضد تنظيم الدولة ستلقي نتائجها بظلالها على معركة الرقة، ومن أهمها:

"درع الفرات": وهي عملية عسكرية تركية سورية، أطلقتها الحكومة التركية لدعم فصائل الجيش الحر بتاريخ 24/9/2016 ولتأمين حدودها الجنوبية من خلال طرد "داعش" ومنع الأكراد من إنشاء كانتون كردي متصل مما يمهد الطريق لإنشاء منطقة آمنة بمساحة خمسة آلاف كيلومتر مربع، وقد حققت العمليات العسكرية إنجازات كبيرة وهي تقاتل على مشارف مدينة الباب حاليا آخر معقل لتنظيم الدولة في ريف حلب الشمالي، كما تقاتل أيضا ضد قوات سوريا الديمقراطية التي تحاول الوصول لمدينة الباب ويتوقع أن تدخل ضدها في معارك لاحقة لإجبارها على الانسحاب من مدينة منبج.

"قادمون يا نينوى": أطلقت الحكومة العراقية بتاريخ 17/10/2016 معركة تحرير الموصل، ويشارك فيها الجيش العراقي وقوات مكافحة "الإرهاب" وقوات البشمركة وقوات الحشد الشعبي، وحققت القوات المشاركة نجاحات جيدة حيث سيطرت قوات البشمركة على برطلة وبعشيقة والبلدات المحيطة بهما، وسيطرت قوات الجيش العراقي على حمام العليل وأصبحت على مشارف مطار الموصل، بينما تعمل قوات الحشد الشعبي جاهدة للوصول إلى تلعفر، وإذا تمكنت من تحقيق ذلك فستتقدم باتجاه جبل سنجار لتصبح على تماس مع الحدود السورية. النجاح الأكبر حققته قوات مكافحة "الإرهاب" التي دخلت الجانب الأيسر لمدينة الموصل وتمكنت من السيطرة على عدة أحياء فيها. رغم كل الإنجازات أعلاه لاتزال معركة الموصل مفتوحة على احتمالات عدة وبعيدة عن لحظة الحسم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل