المحتوى الرئيسى

حكايات الواقع المؤلم.. سوريا والعراق خارج نطاق الخدمة في اليوم العالمي لحقوق الإنسان

12/11 00:09

تتسرب إليهم نسمات الشتاء كأسواط تهتك أرواحهم الصامدة في وجه حرب وموت يدقان أبوابهم في كل يوم. الماء والطعام والكهرباء، أحلام  بعيدة المنال بالنسبة للعراقيين والسوريين في مناطق النزاع والموت الذي لا يفرق بين رضيع لا يكاد يدرك معنى "الألم" وكهل يلهث في آخر أيامه خلف "الأمان".

حين تنام لدقائق وأنت غير مطمئن. عين تقاوم وأخرى يغلقها التعب. خوف وقلق يسيطر على بيتك ووطنك وأحبائك، فالموت قادم لا محالة، إما ذبحًا على يد داعش أو قصفا بنيران "العالم".

"أهلا بك في سوريا والعراق"، حيث الأمان مفقود والوطن تتشبث بآخر ما تبقى صامدًا منه، تنقسم مناطق الخطر درجات في كلا البلدين، وبنظرة أقرب يمكننا أن نرى حقيقة الوضع في البلدين على لسان قاطنيها.

فيروي عمار العزاوي، المقيم بالعراق، في بداية الأمر حاول تنظيم داعش بأن يكسب المواطنين  من خلا دعوات بأنه  سيوفر الأمن واسترجاع الحقوق للمواطن وبعد نجاحه في هذا الفخ وانتماء الكثر من النفوس الضعيفة لصفوف داعش بدأ بوضع القوانين والعقوبات الجائرة على كل من لم يساند داعش، من بعدها بدأ بان ينظم معسكرات تدريبة خاصة للفتية باعمار معينة أو بمعنى أصح هو درع بشري من الطفولة والابرياء".

تسربت داعش منذ وقت ليس بقليل إلى صفوف العراقيين باتت تنثر سمها بينهم تجذبهم إليها وتضع قوانينها الخاصة التي لا حياد عنها، بات القتل والذبح البربي على حد وصف عمار هو سبيلهم الأول في القمع تحت غطاء الدين، نتائج سلبية هي فقط ما حققها للعراقيين منذ احتلالهم، الفقر والتلوق وانحدار الوعي والثقافة وتدمير الأثار والمعالم التاريخية رحلة طويلة قضت فيها على كافة معيير الإنسانية التي قد ينتظرها أي مواطن حتى بات محاصر بين العصابات وبين داعش.

ويضيف عزاوي: "منهم من كان ثابت على دينه وعقيدته واخلاقة وروحه الوطنية فهو من كان جزائه يا أما القتل أو العيش تحت ظل رحمة الله والبرد والجوع ومنهم الرجال المسنة والاطفال والنساء، وعلى الرغم من أن بطابع العراقيين هم بمقدورهم التكيف مع الظروف  لكن نتائج الحروب المستمرة والخسارة المالية والبشرية وضعف ميزانية العراق هذا كله يؤثر على السوق العراقي . العراق في حالة تدني في مستوى المعيشة للكاسب وللموظف، فلم يبقى للفقير غير رحمة الله فلم يعد الغني بغني ولا الذي بالطبقة المتوسطة فتحولت الجميع وباتت الحياة أكثر فقرا.

الأمان بات حلم يعيشه العراقيون ويبحثون عنه دون جدوى، فلخصه عمار، بقوله: "المواطن العراقي يشعر بأمانه عندما يكون له أمل في رسم مستقبله"، وهو ما بات خيالا غير موجود بأراضي العراق.

ويكمل عمار "اصعب الحالات هي أن تمسي بخير وتصبح على فقدان أهلك وأحبابك وتنظر من حولك فتشاهد لم يبقى شئ لتخسره" وعلى الرغم من أن قلب العاصمة مؤمن جزئيًا من الهجمات إلا أنه مراة تعكس الانهيار الاقتصادي وضعف التجارة، فإذا كنت قريب من مناطق داعش ومخالف لهم ستمون على إيديهم وإذا كنت بعيد فينتظرك الموت جوعًا.

من بقى فهو محاصر بين مستوى معيشه يتدنا شئ فشئ حتى تقارب من الإنعدام ومن حاول البحث عن فرصة خارج البلاد صدم بالواقع المنافي لتخيله.

ويروي عمار عن حالات من حاولوا اللجوء بالخارج: "وضع اللاجئين بعد خروجهم من البلد ليتجنسو او بحثآ عن الاستقرار لكن لم يجدو ذلك .. فقد عانوا من الضغوط النفسية والاساليب المملة وذلك لكي تحصل بعد مدة على الاقامة وبعد كذا سنة قد تحصل على الجنسية أو لا وكل هذا الاساليب التي تؤثر على نفسية المواطن وبالتالي يصل المواطن الى مرحلة اليأس الى متى ومتى ابدأ في بناء مستقبلي".

أما عن سوريا فتروي خصال البارودي، السورية من حماة، "الوضع صار خطف و اعتقال و عبوات ناسفة، تفجيرات، قصف من وقت للتاني، غير المعاملة السيئة طبعا لأنو حماة بإيد الجيش، كهربا مافي، بنزين و ديزل مافي، الغلا بيقتل".

وتواصل: "أما أكثر المناطق المصررة وصعب الوصول لها فهي شرق حلب، الأرياف، الرقة، دير الزور، ريف دمشق، و إدلب، يعني اذا قاعد بنص البلد بدمشق مثلا رح يعاني الواحد من غلا و انقطاع مي و كهربا و زحمة و تصرفات مهينة من حواجز الجيش، تدخل روسيا خلا كل شي دموي أكتر بعشر مرات من قبل، عم تستخدم أسلحة و قذائف و قنابل بعمرنا ما سمعنا فيها، و قدرتا عالتدمير فتاكة".

 "الدمار زاد و القتل زاد و الحصارات زادت و لجوء ما عاد في، حتى تركيا اللي كانت فاتحة حدودها سكرت الحدود و فرضت فيزا، و صارت تقتل كل مين بيحاول يتسلل من حدود سوريا لتركيا حتى لو كان مصاب و بدو يتعالج". كلمات تركتها خصال وتوقفت عن الحديث فلم يعد الوضع يسمح بالحديث.

ومن جانبها، لخصت للمتحدثة باسم اليونسيف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فرح دخل الله، الأوضاع التي وصلت إليها حياة الأطفال في منطقة حلب الشرقية بـ«الحجيم».

وقالت خلال اخر تصريحاتها  لفضائية "سكاي نيوز عربية":" هناك ما يقرب من 100 ألف طفل عالق تحت الحصار في تلك المنطقة، فضلًا عما يتعرضوا له من قصف عشوائي للأحياء والأبنية السكنية، المستشفيات في حلب الشرقية أصبحت خارج الخدمة، ولم تعد صالحة للاستخدام، فالأطفال داخل المستشفيات يتعرضوا للقصف".

وأضافت: "هناك نقص في أساسيات الحياة لسكان هذه المناطق، حيث يعانوا من نقص المياه، والغذاء، وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية من لحوم وخضروات"، مشيرة إلى تعليق نشاط كل المدارس الموجودة هناك، والأمر نفسه يحدث في منطقة حلب الغربية.

وناشدت بضروة وحتيمة وقف الهجمات، وعمليات القصف على الناطق السكنية، حتى يمكن توصيل المساعدات الإنسانية والطبية للمدنيين، حيث هناك مشكلات تتعلق بالوصول لهؤلاء المحتاجين؛ لأن منهم من يقع تحت الحصار.

صور| بينهم عمران وإيلان.. قصص مأساوية لأطفال سوريا بين التشرد والدفن أحياء

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل