" سباق الخيول" و"الدورة" و"التحطيب" أبرز مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي في الأقصر | الأقصر بلدنا

الرئيسيه » اخر الأخبار » تقارير » ” سباق الخيول” و”الدورة” و”التحطيب” أبرز مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي في الأقصر

منذ بداية شهر ربيع الأول، شهر مولد رسول الله، تبدأ الأقصر في الاحتفالات التي تميز كل قرية ومدينة عن الأخرى، والتي من أهمها حلقات الذكر، وسباقات الخيول، والدورة، والمزمار والأهازيج والرقصات الصوفية.

بخلاف انتشار شوادر الحلوى بالشوارع، والتي تمثل طقسًا لايمكن الاستغناء عنه، كذلك عرائس المولد للأطفال، والتي يحرص الأهالي على شرائها لأولادهم.

من أهم الطقوس التي يحرص عليها الأهالي في الأقصر احتفالا بالمولد النبوي هي “الدورة”، وهي زفة تنظمها القرى والمدن، حيث يشارك فيها العديد من الشباب، حاملين الشوم، مرتدين الجلباب، وسط تواجد مكثف للرايات الخضراء، وأعلام الطرق الصوفية، ويتواجد بوسط الزفة نعشًا، لتجوب تلك الزفة كافة شوارع البلدة، وهي المظهر الذي يرى في مدينة الأقصر،حيث يتجمهر العديد بساحة ميدان أبوالحجاج الأقصري، وكذلك تظهر بمدينتي أرمنت، وإسنا، جنوب المحافظة، بينما تتصاعد أصوات الأهازيج والمديح والزغاريد أثناء مرور الدورة في الشوارع.

ومن أبرز تلك الاحتفالات بمدينة إسنا، حيث كان من المقرر خروج الأهالي، عصر اليوم السبت، لتنظيم مسيرة جابت شوارع المدينة بالخيول والجمال، تبدأ من عند مركز شرطة إسنا، مرورًا بالمحكمة، وشركة المياه، وشارع البحر، ومجلس مدينة الأقصر، وتنتهى بجوار بنزيون، لكن تم إلغاؤها لدواع أمنية.

ويبدأ  الموكب الثاني من بعد صلاة العشاء من ساحة العارف بالله الشيخ حسن عمران الدح، بمشاركة جميع الطرق والطوائف والقرى والنجوع.

يذكر أن “دورة المولد” من العادات الحسنة الموروثة عن الآباء والأجداد، وتستمر لأكثر من خمس ساعات، حيث يقف الشباب والأطفال المشاركون بالدورة، ويقدمون تحية لصاحب المنزل بالتصفيق والدف.

كما ينظم الشباب بمنطقة الكرنك شمالًا دورة يخرج بها أهالي الأقصر، حيث تجوب شوارع المدينة من الكرنك حتى ساحة أبوالحجاج، احتفالا بالمولد النبوي، حاملين الشوم، ويركبون الخيل.

وعلى هامش الاحتفالات، ينتشرالمزمار ولعبة التحطيب، من بعد صلاة العصر، حيث يتبارز المشهورين في اللعبة، والشباب والرجال، كمظهر من مظاهر الاحتفال بالمولد، كذلك تقام في الموالد، والتي تشتهر بها القرى ولازالت تحتفظ بها.

كما يقام المديح و حلقات الذكر من قبل الطرق الصوفية، بعد صلاة العشاء، بينما تنتهي ليالي الاحتفال بالمولد بتواجد منشد كبير يحيي الليلة.

وفي مدينة أرمنت الحيط، غرب الأقصر، يكثر اللعب بالسيوف على أنغام المزمار، في حين تحيي الفرق الشعبية الاحتفالات في المراعزة، التابعة لأرمنت الوابورات، بينما تنتشر رياضة المرماح في قرى إسنا والطود.

وتشتهر الأقصر بوجود العديد من أماكن المرماح، والعروض المميزة والمختلفة للخيول، وخاصة بقرى شرق النيل، ولعل أبرزها مرماح العشي، ومرماح منشاة العماري، شمال المحافظة، حيث يبدأ من أول أيام شهر ربيع الأول، وحتى يوم مولد المصطفى، بمشاركة العديد من الخيول العربية الأصيلة.

يذكر لطفي العماري، أحد أهالي منشاة العماري، أن تلك العادة تتوارثها الأجيال في القرية منذ ما يزيد عن مائة وخمسون عامًا، مشيرًا إلى أن المرماح يبدأ من بعد صلاة العصر يوميًا ولمدة 12 يومًا هم مدة الإحتفال بالمولد النبوي، موضحًا أن المرماح يحتوي على عروض رقص للخيول، ومرماح وطابية ورهوان وعديد من فنون الاستعراض بالخيول، وأن هناك لعبة التحطيب، بخلاف وجود سامر بليالي المولد، إضافة إلى الذكر والمديح.

ويتابع أن عيلة العماري تقوم باستضافة العديد من أصحاب الخيول العربية، من محافظات مصر المختلفة، ومن الوطن العربي، بصحبة خيولهم في أخر ثلاثة أيام في المولد، حيث تقوم العائلة بتجهيز مكان استضافة خاص بالخيول العربية، خاصة أنهم من بلاد عربية ومحافظات بعيدة.

ويوضح أن تلك الاستضافة تأتي بعد إرسال دعوات لرواد الخيول العربية من قبل عائلة العماري، مؤكدًا أن المرماح يتواجد به العديد من الفوارس الذين تم تكريمهم في العديد من الفعاليات العالمية، ويقومون بعمل العديد من العروض الاستعراضية خلال الأيام الثلاث الأخيرة في المولد، مشيرًا إلى أن مرماح منشاة العماري يعتبر أيضًا سوقًا رائدًا في تجارة الخيول العربية الأصيلة.

ويضيف العمارى أن منشاة العماري اختتمت اليوم سباق الخيول، والذي بدأ منذ 12 يومًا بمشاركة كبار الخيالة.

وعن شوارع الأقصر ، نجد الأضواء وصوت المديح عاليًا في شوادر بيع الحلوى وعرائس المولد، والتي تعد من أهم طقوس الاحتفال بالمولد، حيث يقبل الأهالي على شرائها كل عام، وشراء العرائس للأطفال والمخطوبين.

وفي القرى نجد الأهالي يشترون الحلوى والفول السوداني لبناتهم المتزوجات، ليرسلونها لهم مع مايسمى الرحمة، وهي عبارة عن لحوم أو دواجن، وبعض من الخضار والفاكهة، وهى عادة متوارثة منذ القدم.

ومن جانبها أعلنت مديرية الأوقاف بالأقصر عن تنظيمها عدد من الأمسيات الدينية، حيث شملت خطة إدارة أوقاف بندر الأقصر، احتفالات يومية بدءًا من شهر ربيع وانتهاءًا بالحفل الختامي اليوم، في ليلة الثاني عشر من ربيع الأول، وأقامت 20 أمسية دينية خلال تلك الفترة بواقع أمسيتين يوميًا.