المحتوى الرئيسى

باحث آثاري: الموالد تجددت في العصر الفاطمي وأصل جذورها فرعوني

12/10 21:05

قال الباحث الآثاري أحمد عامر إن المصريين عرفوا الاحتفال بالموالد بدايةً مع حكم الفاطميين لمصر.

وشهد الإحتفال بالمولد في عام 973هـ في عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، وكانت الدولة مكتملة في تلك الفترة "الخليفة والوزراء وعامة الشعب".

وكان يتم إستقبال هذه المناسبة بدايةً من أول ربيع الأول حتى 12 من الشهر نفسه، وقد كان الإحتفال بالمولد النبوي الشريف من سمات عصر الفاطميين حيث بالغوا في الإحتفال به وأفرطوا في ذلك.

ولم يحتفل الفاطميون بالمولد فقط، بل كان للخلفاء الفاطميين أعياد آُخري ومواسم على مدار العام، وهى مواسم "رأس السنة، وأول العام، ويوم عاشوراء، ومولد النبي محمد- صلى الله عليه وسلم"، وقد قاموا بصُنع الحلوي بأشكال عدة ومختلفة كالطيور والقطط والخيول وعروسة المولد.

كما تم إبتكار نظم جديدة تهدف إلى تخزين المواد الغذائية من سمن وسكر ودقيق، حتى يتم تصنيع الحلوى التي كانت توزع بأمر الخليفة على جميع فئات الشعب في كل المناسبات الدينية وبصفة خاصة المولد، ونجد أن الفكرة بدأت بالإجتماع وأكل الطعام وتعليق الزينات وإظهار الفرح والسرور فى مثل هذه المناسبات ، ويرى البعض أن الإهتمام الشديد لدى المصريين بتلك الأعياد الدينية، ما هو إلا ميراث مصرى قديم يضرب بجذوره فى عمق التاريخ المصرى الذى شهد اهتمامًا بإقامة طقوس وتقاليد دقيقة، سواء فى أعياد "جلوس الملك على العرش، وعيد مولده، وعيد الحصاد، وعيد وفاء النيل"، ومن ثمّ توارث المصريون من أجدادهم ذلك الإهتمام بطقوس الإحتفالات الدينية فيما بعد.

وأشار "عامر" أنه مع حكم العصر الأيوبي تم إلغاء جميع مظاهر الاحتفالات الدينية وكان القائد صلاح الدين الأيوبي وقتها يستهدف من ذلك تقوية دولته عسكريًا ومواجهة ما يهددها من أخطار ومحو جميع الظواهر الاجتماعية التي ميزت العصر الفاطمي ، ومع بداية الدولة المملوكية إتخذ الاحتفال بمولد النبي الكثير من الوجاهه والعظمة بما يتناسب مع ما شهده المجتمع من رفاهية وقتها، حيث كان السلاطين دائمين الحرص على مشاركة الشعب الإحتفال بهذه المناسبة.

وكان السلطان يقيم بالحوش السلطاني خيمة في القلعة أُطلق عليها اسم "خيمة المولد" وكان أول من قام بتأسيسها "السلطان قايتباي"، ويمكن وصف هذه الخيمة بأنها زرقاء اللون علي شكل قاعدة يتوسطها قُبة مقامة علي أربعة أعمدة، كان تُكلف وقتها ما يقرب من 23 ألف دينار.

وكان يتم وضع أحواض عند أبوابها يتم ملئها بالماء المحلي بالسكر والليمون، وكان يُعلق حولها الأكواب الفاخرة التي تم صنعها من النحاس وتم تزينها بالنقوش وكان المقرئون يبدأون التلاوة بآيات القرآن الكريم، وكان عند إنتهاء المُقرأ من القرأة يعطيه السلطان صُرة بها 500 درهم من الفضة، وبعد صلاة المغرب يتم توزيع الحلوي، وفي صباح يوم المولد يقوم السلطان بتوزيع كميات من القمح علي الزاويا.

وتابع "عامر" أن الموالد قد أخذت في التطور فنجد أن أول مولد أُقيم لأول مرة في عام 922هـ وكان ذلك فى عهد السلطان المملوكى "قنصوه الغورى"، وقد إتسم وقتها بالبذخ والترف، وعندما دخل العثمانيون مصر عام 923هـ ألغوا الاحتفال به، لكن الإحتفالات تجددت مرة أخرى بعد ذلك ، وعندما دخل نابليون مصر إهتم بإقامة الإحتفال بالمولد النبوي الشريف عام 1213هـ _ 1798م وكان ذلك من خلال إرساله 300 ريال نفقات الإحتفال لمنزل الشيخ البكري نقيب الأشراف وقتها في مصر، كما قال بإرسال الطبول الضخمة والقناديل أيضًا، وعندما أتي المساء بدأت إقامة الألعاب النارية إحتفالًا بالمولد النبوي، وفي العام التالي إحتفل "نابليون بونابرت" بالمولد النبوي الشريف وذلك من أجل إستمالة قلوب المصريين إلي الحملة الفرنسية وقوادها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل