محلل بريطاني: أزمة كوريا الجنوبية فرصة مناسبة لبيونج يانج وبكين

الأزمة تفيد كوريا الشمالية والصين

تحدث الأستاذ الزائر بقسم دراسات الحرب في كينجز كوليدج لندن، ديفيد مارتن جونز، في مقاله على صحيفة "تلجراف" البريطانية، عن الأزمة الدستورية التي تعيشها كوريا الجنوبية حالياً وتأثيرها على كوريا الشمالية والصين.

قال جونز، إن قرار برلمان كوريا الجنوبية، أمس الجمعة، بمساءلة الرئيسة بارك جون هاي لم يكن مفاجأة كبيرة، موضحاً أن المحكمة الدستورية للبلاد سوف تحدد مصير الرئيسة، مشيراً إلى أن إقالتها سوف تتطلب إجراء انتخابات جديدة يجب أن تتم قبل ديسمبر/كانون الأول 2017.

يرى جونز أن هذه الأزمة الدستورية لها آثار ليس على السياسة المحلية لكوريا الجنوبية فقط، وإنما أيضاً على علاقاتها المعذبة مع نظام بيونج يانج في كوريا الشمالية، وهو التوتر الذي تفاقم بسبب وجود صعوبات مع الصين والتحالف طويل الأمد لكوريا الجنوبية مع الولايات المتحدة.

قال جونز، إن نمو التجارة مع الصين والصعوبات التاريخية مع اليابان – فكوريا كانت مستعمرة يابانية من 1910 إلى 1945 – أدى إلى تطوير كوريا الجنوبية سياسة خارجية إقليمية أكثر استقلالية بعد عام 2000.

مع ذلك، تعرض هذا الموقف المستقل لنكسة حادة عندما أغرق طوربيد لكوريا الشمالية سفينة دورية بحرية لكوريا الجنوبية في مارس/آذار 2010.

وفي يناير 2016، أجرت كوريا الشمالية الاختبار النووي الرابع، ورداً على ذلك، أعلنت كوريا الجنوبية إجراء مباحثات مع الولايات المتحدة لنشر نظام "ثاد" وهو منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكية.

من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الصيني وانج يي، هذا النشر يؤثر تأثيراً مباشراً على المصالح الأمنية للصين.

أدى نفور الصين من كبح كوريا الشمالية إلى إجراء بيونج يانج المزيد من الاختبارات النووية والصواريخ البالستية متوسطة المدى في الفترة ما بين يونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول.

من جانبها، أعلنت وزارة دفاع كوريا الجنوبية لاحقاً أنها سوف تقدم موعد نشر "ثاد" في أقرب وقت ممكن، وهي الخطوة التي اعتبرتها بكين استفزازية ومناهضة للصين.

غرقت علاقة كوريا الجنوبية مع كل من الصين وكوريا الجنوبية إلى أدنى مستوياتها منذ سبعينيات القرن الماضي.

وبالنظر إلى أن الآراء في كوريا الجنوبية منقسمة انقساماً عميقاً بشأن نشر "ثاد"، ستنظر بكين إلى أن الإحراج الحالي للحكومة جاهز للاستغلال وبيدق مفيد في السباق المحتدم على السلطة الإقليمية مع نظام الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب.