المحتوى الرئيسى

الحضور البريطاني شهادة للتفوق الخليجي على النمور الآسيوية

12/10 11:09

قد ينظر الكثيرون من قادة وشعوب العالم والدول العربية أن الشرق الأوسط فقد بريقه وأدوات انجذاب الدول الكبرى وفرص الاستثمارات على أراضيه، بعد المحن التى يعيش فيها منذ 6 سنوات بعد اندلاع ثورات الربيع العربى، ولكن الحقيقة أن منطقة الشرق الأوسط وبالتضافر مع دول الخليج العربى، لم تفقدوا أسباب وأدوات جذبهم للدول الكبرى، بل وتطلع هذه القوى إلى فتح آفاق من التعاون والتبادل بينهم وبين دول الخليج العربى والاقتصاديات الصاعدة فى المنطقة.

حيث حرصت تيريزا ماى، رئيس وزراء بريطانيا، على حضور الاجتماع الأخير لمجموعة دول مجلس التعاون العربى الذى عقد مؤخرًا فى المنامة، وقالت: «إن بلادها تتطلع للعمل والتعاون مع أصدقائهم القدامى»، يأتى هذا التطلع البريطانى إلى الاستفادة من القوى الاقتصادية الخليجية على رأس أجندة تحركات بريطانيا، خاصة بعد إعلانها الخروج من جعبة الاتحاد الأوروبى والعمل منفردة بمجهوداتها الذاتية، ووجدت «ماى» بعد البحث مع شركائها السياسيين فى بلادها أن تكون وجهتها الأولى نحو العرب، أكبر وأعلى معدل للاستثمار الأجنبى فى أنحاء المملكة المتحدة، كما أن المملكة العربية السعودية تعتبر أكبر دولة تستهلك المصنوعات الحربية والأسلحة من بريطانيا، وبلغت مشتريات المملكة العام الحال من الأسلحة 4.2 مليار يورو، نظرًا لخوضها العديد من الحروب، ومواجهة كذا جبهة فى اليمن وسوريا وغيرهم فى تأمين حدودها ودرء العمليات الإرهابية على أراضيها.

ومن ثم، أسرعت وتناقلت وكالات الأنباء والقنوات الفضائية الإخبارية العربية والعالمية، سبق الإسراع البريطانى نحو دول مجلس التعاون الخليجى، وحضور أول رئيس وزراء بريطانى لاجتماعات المجلس وترحيب دول الخليج بهذه المبادرة، خاصة أن رئيس وزراء بريطانيا هى أول سيدة تحضر الاجتماعات بصفتها الرسمية، وتطلب من دول المجلس فتح آفاق جديدة للتعاون مع بريطانيا بعيدًا عن كونها عضواً فى الاتحاد الأوروبى، حتى خصصت قناة سى إن إن الإنجليزية حلقة كاملة لمناقشة الآفاق المستقبلية والفرص التى يمكن أن يستفيد منها العالم من اقتصاديات الشرق الأوسط الصاعدة، من بينها دول مجلس التعاون الخليجى.

كما لفتت مبادرة «ماى» الأنظار فى تفضيلها وسعيها للتعاون الاقتصادى والتجارى مع دول الخليج، وليس على سبيل المثال دولتا الصين والهند، هذان العملاقان الصاعدان فى آسيا والعالم، وهو ما اعتبره المحللون فى صحيفة «ذا ناشونال ورلد» ذا مغزى عميق ينم عن استمرار وفاء وارتباط العالم العربى ودول الخليج منذ اكتشاف البترول فى أراضيها منذ نهاية عشرينات القرن الماضى على علاقتها بحلفائها القدامى مهما تغيرت الظروف.

ونشرت «ذا ناشونال وورلد» تفاصيل لقاءات تيريزا ماى، رئيس وزراء بريطانيا بكل الشخصيات والزعماء العرب من دول المجلس، ومناقشتهم التبادلة فى أوجه التعاون بين الجانب البريطانى والعربى، التى تنوعت وشملت مجالات التعاون والتبادل المعلوماتى، التعاون الاقتصادى والتبادل التجارى، من بينها عقد اتفاقية للتجارة الحرة بين بريطانيا والإمارات وباقى الدول الخليجية، على غرار الاتفاقات التى عقدتها بعض دول الخليج العربى مع مثيلاتها الآسيوية، مثل سنغافورة والصين. وحرصت «ماى» إلى لفت الأنظار نحو استمرار تدفق الاستثمارات العربية فى بريطانيا والعكس، كما شملت المناقشات تسوية أزمة انخفاض أسعار النفط، وكذلك مواجهة صعود القوة الإيرانية فى إقليم الشرق الأوسط، وكيفية مواجهة الفكر المتطرف وأعمال الإرهاب، بالإضافة إلى التعاون العسكرى، حيث تستعد بريطانيا لإقامة قاعدة عسكرية بحرية فى البحرين، وتعزيز إمكانات الجيش فى عمان.

وتناولت «ماى» أوجه التعاون الثقافى وتنمية النشاط السياحى المتبادل، حيث إن السائح الخليجى تعتبره بريطانيا من أكثر السائحين إنفاقًا وإفادة للبلد الذى يتوجه إليه، ومن هذا المنطلق، قالت تيريزا ماى قبل مغادرتها لندن لحضور الإجتماع الـ38 لمجلس التعاون الخليجى: «إن لندن تأمل فى أن يقف الخليج معها لمنع سقوطها الاقتصادى بعد خروجها من الاتحاد الأوروبى، لتظل قوى عالمية فاعلة كما كانت دائماً».

وشمل البيان الختامى للاجتماع الـ37 لدول مجلس التعاون الخليجى عدة قرارات هامة، على رأسها، رفضها للتدخلات الإيرانية فى شئون الدول العربية والتصريحات الأخيرة للمسئولين الإيرانيين، التى تخل وتهدد بالسيادة العربية على أراضيها ومقدراتها، من بينها مضيق هرمز والجزر الإماراتية الثلاث، كما دعت دول مجلس التعاون الخليجى إيران للالتزام بحسن الجوار وبالاتفاق النووى الذى تم إبرامه فى يوليو 2015، وهو ما تحدثت عنه تيريزا ماى، رئيس وزراء بريطانيا أثناء الاجتماع، فى محاولة لتوضيح أسباب اللجوء للاتفاق النووى وأوجه الاستفادة منه لكل دول المنطقة، بالإضافة إلى حرص دول الخليج على استمرار الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية.

كما حرصت دول الخليج أثناء انعقاد دورتها الحالية على التأكيد على استمرار مساعيها الدولية فى إثبات الحقوق العربية فى أراضيها المحتلة من إسرائيل، سواء فى الأراضى الفلسطينية والجولان فى سوريا، مع دعم ودفع المبادرة الفرنسية فى عقد مؤتمر عاجل للسلام وإعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، ورحبت دول الخليج بقرار اليونسكو مؤخراً بعروبة المسجد الأقصى وحائط البراق.

ورفضت دول مجلس التعاون الخليجى تسييس قضية الحج والهجوم الإيرانى على المملكة العربية السعودية ومساعيها لتدويل القضية، معربين عن تقديرهم لجهود خادم الحرمين الشريفين فى تقديم خدماته وتذليل كل العقبات من أجل خدمة حجاج بيت الله الحرام على مدار العام.

وفى المجال الأمنى والمخابراتى قررت دول الخليج دفع عمليات التعاون المعلوماتى بين أجهزة مخابراتها، كما قررت أن حزب الله وكل التنظيمات والتشكيلات والميليشيات التابعة له هى مصنفة بالمنظمات الإرهابية، وستصدر دول مجلس التعاون الخليجى مجموعة من القوانين المحلية التى تصادر أعمالهم وأموالهم فى بنوكها ومصارفها واعتبارها عمليات غسيل للأموال غير مشروعة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل