المحتوى الرئيسى

ثلاث “نظريّات” تتحكّم بالتأليف

12/10 07:23

تتداول الأوساط السياسية ثلاث نظريات في شأن مصير الاستحقاق الحكومي، الأولى تقول بتأليف الحكومة خلال الأيام الخمسة المقبلة، وعلى أبعد تقدير قبل حلول عيد الميلاد في 25 من الحالي، وهذه النظرية يتبنّاها “التيار الوطني الحر”، والنظرية الثانية يتبنّاها رئيس مجلس النواب نبيه بري وتقول ان تؤلف الحكومة سريعاً وإلّا فإنها ستتأخر طويلاً، أمّا النظرية الثالثة فتقول ان لا ولادة حكومية قريبة وأنها ستتأخر الى السنة الجديدة.

ويعتقد بعض المتابعين لحركة التأليف أنّ المشكلة ليست في توزيع بعض الحقائب وعقد تمثيل هذا الفريق أو ذاك، وإنما هي قصة “ما ورائيّات”، أي الخلفيات الكامنة خلف التعقيدات القائمة وهي تتصِل بإدارة البلاد في المرحلة المقبلة وسُبل تجسيد الشراكة الوطنية في صناعة القرار.

وفي أوساط “التيار الوطني الحر” كلام من أنّ الحكومة اذا لم تؤلّف خلال اليومين المقبلين فإنها لن تؤلّف قريباً، وفي هذه الحال سيكون لـ”التيار” موقف يُعلنه على الملأ.

وفي المقابل يسود أوساط تيار “المستقبل” ما يشبه “النقزَة” والخوف من “قُطَب مخفيّة” ربما تستهدف موقع الرئيس المكلف سعد الحريري لإبقائه “رئيساً مكلّفاً” الى أمد طويل. وبالتالي، إفقاد تكليفه مفعوله الدستوري. ويطرح “المستقبليون” في هذا الصدد أسئلة حول الجهة أو الجهات التي تقف خلف تأخير تأليف الحكومة.

وفي السياق نفسه يؤكد سياسيون أنّ تأخُّر التأليف، أو تأخيره، لا علاقة له بالمعركة التي يخوضها النظام السوري وحلفاؤه لاستعادة مدينة حلب وريفها من المعارضة المسلّحة، على حدّ ما يتكهّن البعض، ويقولون ان ليس هناك تفكير لدى أحد باستثمار نتائج هذه المعركة لبنانيّاً لأنّ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وتكليف الحريري تأليف الحكومة كان نتاج تسوية إقليمية ـ دولية ـ محلية.

وبالتالي، فإنّ تأليف الحكومة ينبغي ان يكون ضمن روحية هذه التسوية التي لا غالب فيها ولا مغلوب، علماً انّ “حزب الله” المُشارِك في المعركة ليس لديه أيّ تفكير في الربط بين نتائج تلك المعركة وبين تأليف الحكومة، وهو ما أكّده أمينه العام السيد حسن نصرالله مساء أمس، بمعنى انّ الحزب ملتزم التسوية، ولو كان الأمر غير ذلك لَما كان قَبلَ بها وأيَّد تسمية الحريري لرئاسة الحكومة في الأساس.

Comments

عاجل