المحتوى الرئيسى

صور| صيادو البرلس العائدون من السعودية: «الكفالة عبودية.. وتنازلنا عن حقوقنا»

12/10 02:02

9 أشهر بالتمام والكمال، هي مدة عمل 32 صيادًا مصريًا من مدينة برج البرلس التابعة لمحافظة كفر الشيخ، بعقود عمل رسمية لدى كفيل سعودي، لم يتقاضوا خلال هذه المدة أي أموال نظير عملهم، ولم تتدخل السفارة المصرية لإنقاذهم رغم استغاثاتهم، تركوا أطفالاً ونساءً وكبارًا هم ذويهم، وسافروا من أجل تحسين مستوى المعيشة بعدما ضاقت بهم البلاد، استلفوا ثمن عقود عملهم على أمل الحصول على أموال وتسديد ديونهم، لكن خاب أملهم وتلاشى حلمهم في عيش حياة كريمة.

32 صيادًا عاشوا أسوأ فترة من حياتهم، بعدما تعرضوا لمأساة إنسانية وذل ومهانة من كفيل سعودي لا يعرف معنى الإنسانية على حد قولهم، عاشوا حياة "المتسولين"، كانوا ينتظرون الهنود ليأتوا لهم بطعام بعدما رفض الكفيل إطعامهم، ناموا في الشوارع والمساجد فطاردهم "الكفيل"، وهددهم بالسجن وتلفيق القضايا لهم، وعندما ذهبوا لمكتب العمل وتقدموا بشكاوى، احتجزهم في مكان أشبه بالسجن ومنع عنهم الطعام.

عاد هؤلاء الصيادون بـ"خُفي حنين"، لم يسددوا ديونهم ولم يعودا بأموال لتحسين معيشة أسرهم، لكنهم حمدوا الله سبحانه وتعالى على عودتهم لأولادهم، بعدما تدخل عدد من رجال الأعمال المصرين المقيمين بالسعودية، وتحركت السفارة المصرية.

غانم رجب عبد العزيز، أحد الصيادين العائدين يقول: خرجنا بعقود عمل رسمية وبعنا كل ما نملك من أجل السفر لتحسين مستوى المعيشة بعد انقراض الأسماك من بحيرة البرلس، وعملنا هناك رغم حالة المراكب السيئة لكننا تحملنا من أجل العودة بأموال لذوينا.

ويضيف، 3 أشهر من العمل رفض الكفيل إعطاءنا أموالاً ولم نتقاض مليمًا واحدًا فطلبنا منه العودة لبلدنا ورفض فقمنا بشكواه لدى مكتب العمل، وعندما توجهنا للسفارة لم يفعل مسؤليها شيئًا، ويقول غاضبًا: "حرام العاملين في السفارة يبقوا مسؤلين عن مصرين".

وتابع: "ما رأيناه مهين وتم سبنا بأبشع الألفاظ، والكفالة عبودية وليست عمل، ورجعنا للعبودية أيام الكفار، ورجعنا من غير أي حقوق، والسفارة أجبرتنا على التنازل عن كافة حقوقنا"، مؤكدًا: "هسافر تاني بس بلد غير السعو دية لإننا أخدنا مغادرة وجينا مترحلين زي المساجين، والعيشة في مصر غالية مش قادرين نوفي بمتطلباتنا".

وتحدثت والدة رجب، والدموع تنهمر من عينيها قائلة: "أتبهدلنا آخر بهدلة في غيابه واستلفنا من أيادي الناس علشان مبعتلناش فلوس وهو بيرعاني أنا ومراته وولاده وأخته، ولما علمت باحتجازهم عشت أصلي وأدعوا الله له أن يفك أسره".

وتابعت، "عرفت من إحدى السيدات أنهم هيرجعوا خلال أيام بس مصدقتش إلا بعدما اتصل بأبوه وأخبرنا بالعودة، وأحمد الله على عودته لنا ليحتضن أولاده".

وأكد ناصر محمد صبري، أحد العائدين من السعودية، أنهم كانوا في معاناة منذ أن وطأت أقدامهم للأراضي السعودية، فتم تسكينهم في مكان لا يصلح للعيش الآدمي، ومن هنا شعروا بالخطر، ولكنهم نزلوا وعملوا على مراكب متهالكة في انتظار الأحسن.

وأضاف، "الكفيل كان بيعاملنا كالمواشى وبيبعتلنا سندوتش واحد في اليوم، ويقولنا نصبر لحد ما نشتغل لكن صُدمنا من الواقع وخدعنا الوسيط في الكفيل ولقينا دنيا تانية مختلفة ولم يلتزم بأي بند من العقد المبرم بيننا وبين الوسيط".

وذكر أحد الصيادين العائدين من السعودية، قائلاً: "عندما بدأت معاملته السيئة امتنعنا عن العمل لمخالفته بنود العقد المتفق عليه واكتشفنا أن المراكب مهلهلة لا تصلح للعمل عليها، وعندما طالبنا بمستحقاتنا رفض قائلاً: "عندما تكملوا العام ستحصلوا على مستحقاتكم، فتوجهنا لمكتب العمل بمحافظة "الجبيل"، للشكوى، إلا أن مسؤولى المكتب رفضوا، بحجة أن الكفيل ينتمى للأسرة الحاكمة بالمملكة".

تابع، "العقد ينص على قيامه بتوفير سكن ووسيلة مواصلات وطعام لنا إلا أنه لم يقم بتوفير ذلك وكنا نضطر للمبيت داخل المراكب ولم يعطينا أموالاً تكفي حاجتنا من الطعام والشراب فاعترضنا وامتنعنا عن العمل وأبلغنا أهالينا للتحرك إلى وزارة الخارجية.

وأضاف، "تدخل بعض الوسطاء فى محاولة منهم للوصول لحلول وعودتنا لمصر لكنها فشلت في شهرها الأول، لكن عندما تدخل محافظ كفر الشيخ وبعض رجال الأعمال السعودين تم التوصل لاتفاق وهو عودتنا بعد عدم امتثال الكفيل لأي كلام"، مشيرًا إلى أنهم عادوا دون أموال أو حقوق، مطالبًا الجهات المختصة بعودة حقوقهم لتسديد ديونهم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل