لماذا يجد الإرهابيون هدفهم في شارع الهرم؟

8 عمليات إرهابية في الشارع منذ يناير 2014.. والمناطق المحيطة مخبأ المسلحين

الشارع "مطمع الإرهابيين" يضم سينمات وأقسام شرطة ومسارح ومولات وفنادق سياحية

من الواضح أن العمليات الإرهابية التي ضربت شارع ومنطقة الهرم خلال الأعوام الثلاثة الماضية، لم تكن من قبيل المصادفة، إذ مُني الشارع بحودث من هذه النوعية أكثر من مرة منذ سقوط حكم جماعة الإخوان الإرهابية في يوليو 2013.

وشارع الهرم من أبرز شوارع مصر، وأكبرها في محافظة الجيزة، يبدأ من ميدان المحافظة شرقا إلى المنطقة الأثرية التي تضم الأهرامات الثلاثة وأبي الهول في الغرب، مرورا بعدد من المناطق الحيوية.

فالشارع الشهير يضم على جانبيه وفي محيطه الشركة الشرقية للدخان في بدايته من ناحية الجيزة، ومبنى المحافظة، وسينما رادوبيس، وحي الطالبية وكايرو مول ومسرح الزعيم وفنادق سياحية كثيرة، وأقسام شرطة.

وبحسب رصد سريع أجريناه، هناك 8 حوادث إرهابية وقعت في الشارع والمنطقة، أولها في يناير 2014، وآخرها الجمعة 9 ديسمبر، منذ ساعات.

وقبل أن نعرض لهذا الأرشيف الدموي للشارع، على يد أعداء المصريين، يبقى سؤال "لماذا شارع الهرم تحديدا؟ ملحا.

لا يبدو السؤال صعبا إذا ما ركزنا في موضع الشارع والمنطقة في مصر، وارتباط ذلك بمخابئ المسلحين والجماعات الإرهابية، والتي تتمركز في الأغلب بمناطق السادس من أكتوبر لبعدها نسبيا عن الوجود الأمني، مثل اجتماع قيادات الإخوان هناك والذين صفتهم قوات الأمن في يوليو 2015.

من ناحية أخرى، هناك مناطق الطالبية وفيصل والعمرانية، والتي أعلنت قوات الأمن في أكثر من مرة ضبط خلايا إرهابية بها، وهي مناطق يسهل الاختباء فيها لوجود كثافة سكانية بها.

الشارع أيضا غنيمة لأي غرض إرهابي، فهناك الفنادق السياحية وأقسام الشرطة والمسارح والسينمات والمولات التجارية.

انعكاس كل ذلك سنراه في هذه العمليات الغرهابية التي رصدنا هنا ثمانية منها وقعت في الشارع.

في الرابع والعشرين من يناير 2014، انفجرت قنبلة بدائية في الشارع، بالقرب من قسم شرطة الطالبية.

الانفجار لم يخلف خسائر بشرية، لكن في نفس اليوم وقع انفجار آخر أمام سينما "رادوبيس" ما أدى إلى استشهاد مواطن.

في اليوم الأخير من عام 2014، انفجرت قنبلة أمام كايرو مول، ما أدى إلى إصابة مواطن وزوجته في الحادث.

أعلنت وزارة الصحة عن إصابة مواطن وزوجته اليوم، بإصابات طفيفة في حادث انفجار قنبلة أمام كايرو مول بالهرم بمحافظة الجيزة.

ونقل المصابين بواسطة الإسعاف إلى مستشفى الهرم، حيث تم عمل الإسعاف الطبي اللازم لهما ومن المتوقع خروجهما من المستشفى حال تحسن حالتهم مساء اليوم الأربعاء.

قنبلة أخرى أمام "كايرو مول"

تفجير آخر أمام "كايرو مول" أيضا وقع في السادس من مايو 2015، مر بسلام هذه المرة دون خسائر بشرية أو مادية.

وفي 3 يونيو من 2015، هاجم ملثمون بالأسلحة النارية سيارة شرطة كانت مكلفة بتأمين المنطقة الاثرية بالهرم.

الملثمون كانوا يستقلون دراجة بخارية وأطلقوا النار على السيارة وجرى تبادل لإطلاق النار مع عناصر الشرطة، ما أدى إلى استشهاد شرطي وغصابة آخر.

يوم الاعتداء على أتوبيس وفندق سياحيين

بعد أسبوع من بداية عام 2016، أي في اليوم السابع من يناير، هاجم مجهولان أتوبيسا سياحيا كان متوقفا أمام فندق "الثلاث أهرامات" بالشارع، ما أدى إلى تلفيات به، ونجاة السائحين من أي ضرر.

وفي نفس الليلة هاجمت مسيرة نظمتها جماعة الإخوان الإرهابية فندق الشيراتون في شارع الهرم، فأطلقوا الشماريخ والألعاب النارية ما أدى إلى تحطيم واجهته الزجاجية، ثم تفرقوا في الشوارع الجانبية.

بعد أيام، في 21 يناير، وقع حادث إرهابي آخر، لكنه كان كبيرا هذه المرة، إذ فجر إرهابيون قنابل في منطقة المريوطية بالهرم، بعد مداهمة رجال الشرطة لمخابئ عدد من المسلحين بالمنطقة.

الانفجار أدى إلى استشهاد 6 من بينم ضابط وأمين شرطة، وإصابة 13 آخرين.

في الأول من فبراير الماضي، هاجم مجهولان كانا يستقلان دراجة بخارية كمينا أمنيا تابعا لهيئة الطرق والمنافذ كان متمركزا أعلى الداري بمنطقة الهرم، ما أسفر عن استشهاد فرد أمن مدني وإصابة آخر.

وذكرت التحريات الأمنية وقتها أن المجهولين ظنا أن الكمين تابع لوزارة الداخلية، لدرجة أن الطب الشرعي اكتشف أن الشهيد الذي سقط في الحادث تلقى 14 رصاصة في جسده.