المحتوى الرئيسى

مايكل هارت: وضعت محمدا على رأس «قائمة المائة» استنادا لمعايير موضوعية | المصري اليوم

12/09 21:53

«اخترت محمدا صلى الله عليه وسلم، فى أول هذه القائمة، ولابد أن يندهش كثيرون لهذا الاختيار، ومعهم حق فى ذلك، ولكن محمدا عليه السلام هو الإنسان الوحيد فى التاريخ الذى نجح نجاحا مطلقا على المستوى الدينى والدنيوى»..

بهذه العبارة بدأ العالم الفلكى والرياضى عاشق التاريخ مايكل هارت كتابه تحت عنوان «المائة» الذى وضع فيه تسلسلا لأعظم مائة شخصية فى التاريخ حيث كان اختياره استنادا لعدة معايير لعل أولها هو مدى تأثير الشخصية وبقاء هذا التأثير على الإنسانية.

وأوضح هارت سبب اختياره للنبى محمد على رأس القائمة، قائلا إنه دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح قائدا سياسيا وعسكريا ودينيا وبعد 13 قرنا من وفاته، فإن أثر محمد عليه السلام لايزال قويا متجددا.

فهناك رسل وأنبياء وحكماء بدأوا رسالات عظيمة، ولكنهم ماتوا دون إتمامها، كالمسيح فى المسيحية، أو شاركهم فيها غيرهم، أو سبقهم إليهم سواهم، كموسى فى اليهودية، ولكن محمداً هو الوحيد الذى أتم رسالته الدينية، وتحددت أحكامها، وآمنت بها شعوب بأسرها فى حياته.

ولأنه أقام جانب الدين دولة جديدة، فإنه فى هذا المجال الدنيوى أيضاً، وحّد القبائل فى شعـب، والشعوب فى أمة، ووضع لها كل أسس حياتها، ورسم أمور دنياها، ووضعها فى موضع الانطلاق إلى العالم. أيضاً فى حياته، فهو الذى بدأ الرسالة الدينية والدنيوية، وأتمها.

ونبه إلى أن أكثر من قام باختيارهم قد ولدوا ونشأوا فى مراكز حضارية ومن شعوب متحضرة سياسيا وفكريا، إلا محمد (صلى الله عليه وسلم) فهو قد ولد سنة 570 فى مدينة مكة، جنوب شبه الجزيرة العربية، فى منطقة متخلفة من العالم القديم، بعيدة عن مراكز التجارة والحضارة والثقافة والفن.

وبعد سرد موجز شديد الاقتضاب عن حياة الرسول فى مكة والمدينة، أشار إلى البدو من سكان الجزيرة كانوا مشهورين بشراستهم فى القتال، وكانوا ممزقين أيضا، رغم أنهم قليلو العدد، ولم تكن لهم قوة أو سطوة العرب فى الشمال الذين عاشوا على الأرض المزروعة.

وأضاف هارت: «لكن الرسول استطاع لأول مرة فى التاريخ، أن يوحد بينهم، وأن يملأهم بالإيمان وأن يهديهم جميعا بالدعوة إلى الإله الواحد، ولذلك استطاعت جيوش المسلمين الصغيرة المؤمنة أن تقوم بأعظم غزوات عرفتها البشرية فاتسعت الأرض تحت أقدام المسلمين من شمالى شبه الجزيرة العربية وشملت الإمبراطورية الفارسية، واكتسحت بيزنطة والإمبراطورية الرومانية الشرقية».

وقال: «استطاع هؤلاء البدو المؤمنون بالله وكتابه ورسوله أن يقيموا إمبراطورية واسعة ممتدة من حدود الهند حتى المحيط الأطلسى، وهى أعظم إمبراطورية أقيمت فى التاريخ حتى اليوم، وفى كل مرة تكتسح هذه القوات بلدا، فإنها تنشر الإسلام بين الناس».

ولفت إلى أنه ربما يبدو شيئا غريبا حقا أن يكون محمدا (صلى الله عليه وسلم) على رأس هذه القائمة، رغم أن عدد المسيحيين ضعف عدد المسلمين، بينما عيسى عليه السلام هو رقم 3 وموسى عليه السلام رقم 16، مشيرا إلى أسباب هذا الترتيب التى من بينها أن الرسول محمدا كان دوره أخطر وأعظم فى نشر الإسلام وتدعيمه وإرساء قواعد شريعته أكثر مما كان لعيسى عليه السلام فى الديانة المسيحية.

نرشح لك

Comments

عاجل