المحتوى الرئيسى

عمر بطيشة يفتح خزائن الذكريات.. حكايات وردة وميادة من المطبخ للسياسة (4)

12/09 18:39

• حقيقة العلاقة بين وردة ومبارك ولماذا رفضت طلبه؟

ما زال الشاعر الكبير عمر بطيشة يكشف حكايات مثيرة عن عدد من عمالقة الغناء والطرب فى العالم العربى فى كتاب «ذكرياتى مع نجوم الغناء».. هذه المرة يتذكر عددا من دولة النساء فى الأغنية، ويبدأ حكايته بلقائه بالمطربة الكبيرة ميادة الحناوى، فيقول: كنت فى نهاية السبعينيات قد كتبت أغنية (نعمة النسيان) التى عدل لى «قافلتها» الموسيقار عبدالوهاب على أنه سيلحنها.. ولكنه سافر إلى باريس فى رحلته السنوية كل صيف، والتى تستمر ثلاثة أو أربعة شهور..

ومللت من انتظاره لذا فور أن أبلغنى صديقى الملحن فاروق سلامة بأنه يريد كلمات أغنية لمطربة جديدة اسمها ميادة الحناوى حتى أعطيته نص أغنية (نعمة النسيان).. وانتهى فاروق من تلحينها بسرعة وطلب منى أن أرافقه إلى سكن المطربة الجديدة ليعرض عليها اللحن.. وفعلًا ذهبت معه إلى عنوانها فى أول المنيل بشقة مفروشة بالدور التاسع. ورأيت فتاة صغيرة شقراء فائقة الجمال والأهم أنها كانت (غول غنا)، كما نقول بلغة أهل المغنى.. وبعد فترة تم تسجيل الأغنية لحساب أجرأ منتج فنى عرفته فى حياتى، وهو موريس إسكندر صاحب شركة ومحلات موريفون، ومن فرط إعجابى بالأغنية وبميادة وضعت الشريط الكاسيت المسجل عليه الأغنية على وضع التشغيل فى سيارتى من كثرة أعادتى لها. وذات مرة كان يركب معى المنتج الفنى محسن جابر فاستمع إلى الشريط وإذا به يعيدالأغنية مرتين، ثم ثلاثاً «ثم يقول لى: أريد أن أتعاقد مع هذه المطربة فورا!».

حكاية ميادة مع بطيشة لم تنتهِ، وهناك جانب آخر مثير فيها عن علاقتها بموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وزوجته نعتقد أنها سوف تثير الجدل لفترة، فيقول: تطورت الأمور مع ميادة بسرعة إذ وصلت ميادة إلى موسيقار الأجيال عبدالوهاب.. وصلت فنياً وإنسانياً، وأصبح يستقبلها كل يوم فى بيته بحجة تحفيظها لحن أغنية (فى يوم وليلة).. ولكن زوجته نهلة القدسى شعرت بحاسة الزوجة بأن عشق عبدالوهاب لميادة ليس فنيا خالصا.. وأنه يكن لها عاطفة مشبوبة.. فصممت على إنهاء هذه العلاقة بين زوجها وميادة ولو أدى الأمر إلى تسفيرها ومنعها من العودة إلى مصر.. وقد أتمت خطتها بنجاح بواسطة الوشاية بها لدى وزير الداخلية محمد النبوى إسماعيل فى عهد الرئيس السادات.. وفعلاً جرى الأمر بسرعة وفى خلال ساعات الليل طلب منها الضباط مغادرة مصر خلال عدة ساعات وإلا؟! قضت ميادة ساعات الليل الأولى عند فايزة أحمد صديقتها وبلدياتها التى لم تستطع أن تفعل لها شيئا.. وفى الفجر جرى ترحيلها إلى سوريا فى صمت تام من أجهزة الدولة ووسائل الإعلام! وبعد فترة غنت فايدة كامل زوجة النبوى إسماعيل وزير الداخلية أغنية جديدة من ألحان الموسيقار عبدالوهاب هى (يا سادات يا حبيبنا)! وهو الذى لم يلحن لها منذ مقطعها الغنائى فى نشيد (وطنى حبيبى).

ويضيف بطيشة مستكملاً حكاية ميادة التى منعت من دخول مصر لفترة لكن صوتها لم يمنع وأنتج لها محسن جابر عددا كبيرا من الألبومات: وبدأت رحلة محسن جابر مع ميادة أو العكس بإنتاج عدد كبير من ألبوماتها ــ أن لم يكن كلها ــ بعد ذلك.. وكانت ميادة تلتقى محسن فى أثينا ومعه الملحن وشريط التراكات لتسجل بصوتها اللحن الذى سبق أن حفظته من شريط كاسيت أرسل لها من قبل..

وقد ظلت ميادة ممنوعة من دخول مصر سنوات طوال إلى أن رحل السادات وبعده النبوى ومضت سنون حتى الموافقة لها أخيرا على العودة إلى مصر بعد زوال أسباب منعها، وعادت للتسجيل فى استوديوهات القاهرة.

وبعيدا عن الجوانب المثيرة فى حياة المطربة السورية الكبيرة هناك جوانب إنسانية أخرى يرويها الشاعر الكبير عمر بطيشة فى كتابه قائلاً: أعود الآن إلى ميادة ومطبخها وعشقها للطعام الذى كان سببا فى زيادة وزنها بصورة كبيرة جعلتها تبدو أكبر سنا مما هى عليه فى الواقع.. ونصحتها أكثر من مرة: يا ميدو لازم تخسى.. الناس تتهامس على زيادة وزنك.. وأشهد أنها كانت تحاول كبح جماح شهيتها، ولكنى أشهد أيضا أنها كانت ضعيفة المقاومة أمام الأكل المصرى خاصة الملوخية والحمام المحشى!

ومن سوريا إلى الجزائر ما زال بطيشة يتذكر زهرات الغناء العربى ومواقفهن معه وعلاقته بهن.. هذه المرة رسى مركب ذكرياته فى شواطئ المطربة الكبيرة وردة التى يقول عن لقائه بها وأغنية «باتونس بيك»، التى أصبحت علامة فى حياتها: التقيت وردة عدة مرات قبل أن أبدأ التعاون معها وأقدم لها (باتونس بيك).

التقيت بها حين كانت ما تزال متزوجة من الموهوب بليغ حمدى وذلك بصحبة صديقى المنتج الكبير عاطف منتصر فى شقتهما الجديدة ــ وقتها ــ بميدان سفنكس.. ولم يكن لقاءى بها كشاعر غنائى وإنما كإذاعى صديق لبليغ وعاطف.. وقد لاحظت كم التشكك والتحفظ اللذين استقبلتنى بهما نتيجة وشاية أحد كبار الإذاعيين من أصدقائهما الذى عين نفسه مستشارا فنيا لها، وسمح بليغ له بالاقتراب من وردة وكسب ثقتها إلى حد استشارة هذا الإذاعى فى كل صغيرة وكبيرة.. حتى إنى رتبت ندوة إذاعية تجمعها فى بيتها مع بعض الصحفيين والفنانين بمناسبة العيد.. وكان من بينهم يحيى الفخرانى.. نجم المسلسلات الناجحة وقتها.. وفوجئت إن الإذاعى إياه يجلس على مقربة منا لينصحها بعد ذلك إن كانت تسمح بإذاعة الندوة أم لا، وما يجب حذفه منها إن وجد ما يستحق الحذف..

وقد صنع هذا التحفظ من جانبها حاجزا بينها وبينى لم يقدر على تذويبه زياراتى المتكررة لها هى وبليغ فى منزلهما.. ولا حتى خروجاتنا معا فى سهرات ليل القاهرة، ومنها سهرة فى كازينو عش البلبل رقصت لنا فيها الفنانة فيفى عبده! لذلك لم نفتح لا أنا ولا هى موضوع أن أكتب لها.. خاصة أن جزءا من وشاية الإذاعى إياه أنى (المؤلف الملاكى) لفايزة أحمد وأنى إذا قدمت نصاً لوردة فسيكون قد مر على فايزة أولاً ولم تختره لتغنيه!

أما عن اللحظة التى فجرت بركان التعاون بينهما ليحققا معا نجاحا غير مسبوق، فيقول: ومرت فترة طويلة قبل أن يعاود صديقى عمار الشريعى فتح موضوع ورده مرة أخرى.. كان قد وثق علاقته بها وقدم لها مع الشاعر الكبير الراحل عبدالرحمن الأبنودى مجموعة من الأغنيات، مثل: «طبعا أحباب وقبل النهارده وغيرها».. وهى أغنيات رغم عذوبتها إلا أنها لم تعد لوردة جمهورها الذى بدأت تفقده بالتدريج

وقرر عمار أن يتلافى غلطة الأغانى الكلاسيكية الطويلة التى قدمها لها هو وغيره، وفكر فى أن يقدمها فى ألبوم أغانٍ قصيرة لأول مرة. وأخبرنى عمار برغبته فأقررته عليها وبدأت أكتب.. وهو يلحن.. عدة أغنيات قصيرة.. منها (فجأة) و(يا عيون يا مغربانى) وغيرها.. ولكن فجأة حدث جفاء بين عمار ووردة، ومضت ثلاث سنوات لم تكف وردة فيها عن طلبى مرة كل أسبوع أو أسبوعين، فأتعلل لها بعلل شتى، وأنا لا أدرى ما العمل.. وعمار يقول لى:

«إن شاء الله» ويسوف ويسوف.. حتى مللت وملت وردة.

لذلك ما إن اكتشفت الموسيقار الشاب صلاح الشرنوبى.. حتى قدمته لها.. كان صلاح عندى فى بيتى واتصلت وردة بى كالمعتاد.. قالت لى: إيه أخبار عمار؟ قلت لها ربنا يسهل.. وكان شقيقها مسعود قد زار الموسيقار محمد سلطان للاتفاق معه على التعاون ولكن يبدو أن اللقاء بينهما لم يسفر عن اتفاق بل جفاء! – وفجأة وجدتنى أغنى لها مطلع (باتونس بيك) على التليفون.. وقلت: هل تعجبك هذه الأغنية؟ قالت: جدا.. قلت (يا كريم يا رب): ملحنها شاب ملحن جديد، وهو بالمصادفة عندى هنا فى البيت.. فوافقت على أن يكلمها واتفقا على اللقاء والتعاون، وتلك كانت بداية اكتشاف صلاح الشرنوبى.

كونا ثلاثيا فنيا ناجحا ورابعنا فى النجاح الموزع العبقرى طارق عاكف.. وقدمنا عدة ألبومات (كسرت الدنيا)، وضمت أغنيات رائعة منها: «باتونس بيك ــ حرمت أحبك ــ نار الغيرة ــ يا سيدى ــ مواسم ــ فرق السنين.. إلخ». وذلك على مدى عدة سنوات أعادت لوردة جمهورها المفقود، وأضافت إليه جمهورا جديدا من الشباب.. ووضعت وردة على القمة وباكتساح.

هناك جانب فى حياة المطربة وردة أثير حوله لغط كبير وتقولات وتكهنات لا حصر لها وما زال، وهو علاقتها بالرئيس السابق مبارك، وهى العلاقة التى يكشفها بطيشة فى كتابه لأول مرة، ويقول: فى أعياد 6 أكتوبر غنت وردة البطل ده من بلادى فأبدعت ثم غنت حرمت أحبك ولاحظ مشاهدو الحفل أن الرئيس الأسبق اندمج مع الأغنية، وكان ينقر بأصابعه حسب إيقاعاتها الراقصة على مسند الكرسى مما لفت نظر حرمه سوزان! وبعد انتهاء وصلتها نزلت وردة لتحيى الرئيس وحرمه وأنا وراءها، وإذا بها تدس فى يد الرئيس مذكرة تطلب فيها منح ابنها رياض الجنسية المصرية.

وأشهد أن مبارك ــ رغم إعجابه بوردة واندماجه مع أغانيها.. لم يسمح لها بهذا الاستثناء، وناول المذكرة لوزير داخليته (حبيب العادلى) لتعامل مثلها مثل غيرها طبقا للقانون.. وهذا يؤكد احترام هذا الرجل للقانون وعدم موافقته على أى استثناء.. وسبب طلب وردة الجنسية المصرية لابنها أن جنسيته الجزائرية كانت تعطله كثيرا فى مطارات أوروبا وأمريكا بسبب انتشار الإرهاب الذى تبناه جزائريون فى هذه الفترة (التسعينيات)، بينما كانت الجنسية المصرية ستفتح له الأبواب المغلقة والمطارات المقفولة وتخلصه من إهانات التفتيش الذاتى القاسى باعتبار مصر خالية من الإرهابيين بعد حادث الأقصر.

وبعدها بفترة مرضت وردة واضطرت لإجراء عملية جراحية كبيرة.. وفوجئت باتصال من السيد صفوت الشريف، وزير الإعلام، يقول لى فيه.. أبلغ وردة تعاطفنا واهتمام الرئيس شخصيا وأنه يعرض عليها (الرئيس) العلاج على نفقة الدولة المصرية. ولكن وردة ــ ربما لبقايا غضب من رفض مبارك الموافقة الفورية على طلبها منح الجنسية المصرية لابنها رياض ــ أبت ورفضت العرض معتذرة بكبريائها الشهير، وقالت: «أبلغ الرئيس مبارك بأن الرئيس بوتفليقة أمر بعلاجى على نفقة دولة الجزائر.. بلدى».

فوازير شادية وليلة الانتصار على إسرائيل

اتهام زوج شريفة فاضل بانقلاب عسكرى

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل