المحتوى الرئيسى

اليمن: سوء الإدارة يودي بأحلام الشباب

12/09 18:29

يعاني هاني عبد الرحمن، 27 عاما، حالة من الإحباط النفسي بعد أن انتهى به الأمر إلى العمل في “ري أشجار الشوارع” في العاصمة صنعاء بدلاً من العمل كمهندس كهربائي، وهو التخصص الذي درسه في معهد مهني بمدينة لحج جنوبي اليمن.

لم يجد الرجل فرصة عمل تناسب تخصصه منذ تخرجه عام 2010. ويقول لموقع (إرفع صوتك) إنّه ندم كثيراً لكونه التحق بالتعليم المهني، “فالخريجون منه غير مرغوب فيهم”.

ومثل هاني هناك عشرات الآلاف من خريجي التعليم الفني والتدريب المهني في اليمن، إما عاطلين عن العمل أو يعملون في مجالات غير تخصصاتهم.

يعد هذا النوع من التعليم مشكلة رئيسة في حياة البلد لعدم ربطه باحتياجات التنمية ومتغيرات سوق العمل، حسب اقتصاديين ومخططين محليين.

ويوجد في اليمن حوالي 97 مؤسسة تعليم تقني ومهني منها 17 كلية مجتمع (حكومية)، ينتظم فيها قرابة 43 ألف طالب وطالبة، حسب مسؤول في وزارة التعليم الفني والتدريب المهني.

لكن جميع هذه المؤسسات تعاني غياب الوسائل الحديثة، ويطغى فيها التعليم النظري عن العملي (التطبيقي)، وتجهيزاتها (الورش والمعامل) متهالكة جداً جداً، على حد قول فهيم طربوش، وهو مدرب منذ 13 عاما في معهد تقني تجاري وسط العاصمة صنعاء.

ويسرد طربوش الذي عمل أيضاً مديراً عاما لمكتب وزارة التعليم الفني والتدريب المهني بالعاصمة، لموقع (إرفع صوتك)، جملة من التحديات التي قال إنها أدت إلى انحدار هذا التعليم في بلاده.

ووفقاً لطربوش، من أهم تلك الإشكاليات عدم ربط المناهج باحتياجات التنمية ومتغيرات سوق العمل، والاعتماد على الاجتهادات الفردية لوضع مفردات المناهج والبرامج الدراسية، تدني مستوى الكفاءة الداخلية بسبب ضعف مدخلاتها (مدرسين، مدربين، مناهج، مكتبات، تجهيزات…)، فضلاً عن تهميش دراسة اللغة الانكليزية، وتدني مشاركة المرأة -مُدربة ومتدربة- لغياب التخصصات المناسبة لها.

لكن المشكلة المؤرقة والأبرز حسب فهيم طربوش تتمثل في عدم تطبيق الجانب الرسمي لـ“معايير الجودة والاعتماد في جميع مدخلات هذا التعليم”.

وبالإضافة إلى ذلك، يتحدث طربوش عن غياب السياسات والخطط التي من شأنها تفعيل دور هذا التعليم في المشاركة الفاعلة بمجالات التنمية المختلفة وتحسين علاقته بسوق العمل.

ويعزو طربوش هذه المشاكل وعدم تحديث الإدارات الرسمية ومواكبة المناهج التعليمية للعصر إلى سوء الإدارة والفساد الممنهج في مؤسسات الدولة منذ عقود.

لكن الوكيل المساعد لقطاع المعايير والجودة في وزارة التعليم الفني والتدريب المهني الخاضعة لسلطة الحوثيين بصنعاء، المهندس سعيد الخليدي، يقول إن غالبية هذه المؤسسات “تقدم تعليماً وتدريباً نوعياً”.

واعترف في المقابل بقصور برامج التأهيل الخاصة بالطلاب ونقص مواد التدريب وعدم تحديث المناهج وعشوائية التخصصات التعليمية ونحوها، لكنه علل ذلك بشحة الإمكانيات المالية وظروف الحرب التي أدت إلى “تدمير عديد المؤسسات جزئياً أو كلياً”.

وأضاف الخليدي، لموقع (إرفع صوتك)، “المفروض كما هو معمول بمختلف دول العالم أن يتلقى المتدربون الجانب العملي في سوق العمل، لكن للأسف هذا غير مفعل، لأن القطاع الخاص في اليمن غير منظم، حيث أن 97 في المئة منه عبارة عن ورش بسيطة و ثلاثة في المئة فقط منظمة”.

ويتخرج سنوياً من مؤسسات هذا التعليم حوالي 11 ألف طالب وطالبة، بينما يتجاوز عدد الملتحقين هذا الرقم، فيما تصل نسبة التسرب إلى 30 في المئة، حسب المهندس الخليدي، لكنه أكد عدم توفر إحصائيات رسمية حول عدد من يحصلون على وظائف من إجمالي الخريجين.

“نحن لا ندرب على أساس الوظيفة العامة مع الدولة بدرجة رئيسية، الهدف كيف يلتحق المتعلم بسوق العمل. كنا نأمل أن تستوعب السوق الخليجية جزءاً كبيراً من مخرجاتنا لكن الحرب الأخيرة انعكست سلباً”، أضاف الخليدي الذي تحدث عن إشكاليات كثيرة تواجههم.

وحسب الخليدي، كان بناء المؤسسات التعليمية خلال الفترة السابقة يتم “وفقاً لرغبات قوى النفوذ في البلد ممن يرغبون بالفوز في عضوية مجلس النواب وما شابه، ولذلك نجد في معظم المحافظات مخرجات التعليم لا تتناسب مع المعاهد التي فيها ولا بنسبة 10 في المئة”.

ويؤكد المهندس اليمني على وجود حاجة ملحة لرفع المفهوم الثقافي لدى الناس بأهمية هذه المهن، ولأن يحظى هذا التعليم خلال الفترة القادمة بالاهتمام الحكومي وبالمكانة التي يستحقها.

ولم يفصح الخليدي عن حجم ميزانية هذا التعليم، لكنه قال إنها لا تتجاوز خمسة في المئة من إجمالي الموازنة العامة المخصصة للتعليم بشكل عام في اليمن، فيما لا يتجاوز عدد العاملين فيه ستة آلاف موظف.

*الصورة: طلاب يمنيون ومعلمهم أثناء حصة تدريبية بمعهد مهني وتقني غربي صنعاء/إرفع صوتك

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

أطلقت حملة “إرفع صوتك” بهدف تشجيع الشباب في الشرق الأوسط على أن يكونوا جزءاً من النقاش الدائر حول مواضيع التطرف والأسباب التي أدت الى ظهور الإرهاب. ففي وقتٍ تستمر وسائلُ إعلامٍ مختلفة بعكس اهتمامات ومصالح سياسية وإثنية معينة، أوجدت فروع شبكة الشرق الأوسط للإرسال (قناة “الحرة” وراديو “سوا” والقسم الرقمي للشبكة) لنفسها مصداقية مهنية مهمة وسط أجواء الانحياز التي تعمل فيها وسائل إعلام مختلفة، وذلك بتقديم الأخبار والمعلومات الدقيقة والموزونة.

بغداد – دعاء يوسف: يشتكي العديد من الشباب العراقي من غيابهم أو تغييبهم عن المشاركة...المزيد

بقلم حسن عبّاس: لماذا ينجذب بعض الشباب العرب إلى التنظيمات المتطرّفة؟ سؤال يشغل بال كثيرين...المزيد

بقلم علي عبد الأمير: يربط تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2016 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة...المزيد

الجزائر – بقلم أميل عمراوي: يرصد موقع (إرفع صوتك) المعدل العمري في الحكومة الجزائرية عبر...المزيد

بقلم إلسي مِلكونيان: تعددت الوقائع والحوادث التي طالب فيها الشباب العرب بالتغيير في السنوات الأخيرة....المزيد

أربيل – متين أمين: “رغم وجود عدد منهم في المناصب العليا، إلا أن العملية السياسية...المزيد

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل