المحتوى الرئيسى

استبدل العقاقير.. هذا هو الحل الأنسب لعلاج الاكتئاب

12/09 17:57

يُعاني أكثر من 15 مليون شخص في الولايات المتحدة من مزيج يُحتمل أن يكون قاتلاً من الإرهاق ومشاكل النوم ومشاعر غامرة بالذنب، واليأس والحزن تحت عنوان عريض اسمه "الاكتئاب".

ولكن حتى مع تناول 11% ممن تفوق أعمارهم 12 عاماً مضادات الاكتئاب، إلا أن الأعراض تختفي لدى أقل من ثُلثهم فقط نتيجة تناول تلك الأدوية.

لا يمكن علاج كل حالات الاكتئاب بالأدوية

يعد الاكتئاب حالة معقدة تنتج عن أسباب مختلفة ومتعددة -لا يُمكن معالجتها كلها بالدواء- ولكن لأن الأطباء لا يستطيعون الجزم مَن يستفيد من العلاج، يقضي بعض المرضى سنوات عديدة في التنقل من علاج لآخر، وقد ينتابهم شعور متزايد بالإحباط بشأن مرضهم. وفي هذه الأثناء، تستنزف تلك التجارب الوقت الثمين بحثاً عن العلاج المثالي.

بدورها قالت ليان وليامز، أستاذة الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة ستانفورد: "يأتي العجز والألم المصاحب للاكتئاب، في كثير من الأحيان، أثناء عملية التجربة، التي يمكن أن تستمر سنواتٍ عدة".

وتأمل ليان في تغيير هذا الوضع عبر اختبار جديد من شأنه أن يتنبأ بمدى الفاعلية المحتمَلة لمضادات الاكتئاب. وفي حين لا يزال الاختبار في مراحله الأولى، لكن دقته وصلت إلى 81%.

وإذا أقرّت البحث دراساتٌ مستقبلية تقيس مدى قابلية الأطباء والعيادات الأخرى لاستخدام هذا الاختبار، فسيتم تحديد العلاج الفعال لمن يحتاجه في وقت أسرع من مرحلة التجارب.

يجمع الاختبار بين عاملَين يلعبان دوراً في تحديد ما إذا كانت مضادات الاكتئاب تؤتي نفعها:

العامل الأول: هو مقياس معروف جيداً لخبرات الشخص السلبية في طفولته، يُدعى "استطلاع ضغوط الحياة المبكرة"، الذي يقيس الإهمال أو العنف الجنسي والعاطفي والبدني في الطفولة.

أما العامل الثاني: فهو مسح للوزة الدماغية، وهي جزء من المخ يساعد في معالجة المشاعر والاستجابة للضغوط. عرض الباحثون مواد بها صور لأشخاص يشعرون بالسعادة أو الخوف، ثم قاسوا إن كانت اللوزة الدماغية أظهرت رد فعل قوي على تلك الصور أم لا.

في حين يلعب كلا المكونَين دوراً في خطر إصابة الشخص بالاكتئاب، فإن دور اللوزة الدماغية في تنظيم المشاعر يعني أنها تلعب أيضاً دوراً هاماً في تحديد ما إذا كان العلاج باستخدام مضادات الاكتئاب ناجحاً.

وفي دراسة شملت 70 شخصاً، تنبأت ليان وفريقها أن أياً من مضادات الاكتئاب الشائعة (Zoloft, Lexapro, Effexor) سينفع مع هؤلاء الذين لم تُبدِ لوزاتهم الدماغية أي رد فعل قوي على الوجوه السعيدة أو الخائفة، والذين لم يعانوا تجارب عنف أو إهمال في الطفولة.

في المقابل تنبأ الفريق أن مضادات الاكتئاب من شأنها أن تنجح مع هؤلاء الذين مروا بتجربة عنف أو إهمال في الطفولة، لكن لوزاتهم الدماغية أبدَت رد فعل على الوجوه السعيدة فقط.

وسواء احتفظت اللوزة الدماغية بتلك الحساسية تجاه الوجوه السعيدة أم لا، فإن ذلك يُعطي للباحثين فكرةً حول مدى فاعلية مضادات الاكتئاب. فإذا كانت اللوزة الدماغية لا تزال تستجيب للوجوه السعيدة، حينها يصبح احتمال مساعدة مضادات الاكتئاب في تخفيف الأعراض أكبر.

وصفت ليان مضادات الاكتئاب بشكل عشوائي للمشاركين في الدراسة، وأجرت تقييماً لمستوى صحتهم العقلية بعد مرور 8 أسابيع، وهي تقريباً نفس المدة التي ينتظرها الأطباء ليروا إذا كانت الأدوية تساعد المرضى.

ووجدت أن اختبارها المكون من محورين استطاع التنبؤ بنسبة 81% بفاعلية الدواء لحوالي ثُلث الـ70 مشاركاً، وهو ما يتماشى مع الأبحاث السابقة عن فعالية مضادات الاكتئاب.

متى يمكن الخضوع لاختبار الاكتئاب؟

تأمل ليان أن يكون ذلك الاختبار قابلاً للاستخدام في المستقبل القريب، وذلك لإنقاذ البعض من تضييع الوقت والمال والجهد وتوجيههم مباشرة إلى أنواع أخرى من التداوي، مثل العلاج بالجلسات.

وفي حين أن نموذج الاختبار يتمتع بدقة عالية، إلا أن الأداة ليست متاحة بعد للاستخدام العام لأسباب عملية مثل التدريب والتمويل.

ومن تعقيدات الأمر ضرورة وجود نوعين مختلفين على الأقل من الأطباء: أطباء نفسيين أو أطباء رعاية أولية لكي يُجروا "استطلاع ضغوط الحياة المبكرة"، وأطباء أشعة كي يُجروا ويفسروا مسوح الدماغ. ثم بالطبع، مشكلة تغطية شركات التأمين لكل هذه الفحوص.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل