المحتوى الرئيسى

"أمريكا" ترضخ للروس و"كيري" يصرح "الأسد يبقي".. والمعارضة المسلحة "تسحق" في حلب.. و"النظام السوري" يسيطر علي 75% من شرق المدينة الأثرية

12/09 21:48

لم ينته الحديث عن حلب، لأنه لم ينته الموت في حلب، ولم تنته الأيادي العابثة من بث الرعب في نفوس المدنيين، ولم يتوقف المسلحون من الطرفين عن المبارزة الفتاكة، لم يتوقف الرعاة الدوليون عن المماطلة، ولم يحاول أحدهم أن يقدم بجدية حلّ، يكون حقن الدماء فيه هو الأولي، والنفوذ والأمور الأخري، مؤجلة.

ولكن من بين الغيوم يلوم في الأفق ما قد يشي باتجاه نحو حلّ ما قد يتوافق عليه الأطراف، فرغم تعقد المفاوضات بين الجانب الروسي والأمريكي منذ شهر سبتمبر الماضي بعد قصف قافلة المساعدات الطبية في حلب، والتي تم توجيه الاتهام فيها للروس، وأدي ذلك إلي توقف وصول الامدادات والمساعدات لما يزيد عن ربع مليون حلبيّ، إلا أن هناك شئ يتحرك من بعيد.

وتتعقد الأمور في "مسمار جحا" كالمعتاد، فتارة يختلف الروس والأمريكان علي تأسيس منطقة حظر جوي من عدمه، واعلان هدنة من عدمة، وفشل كل مشروع لتحقيق هدنة انسانية في سوريا بشكل عام، وفي حلب بشكل خاص، إلا أن الأمر أصبح اكثر تعقيدًا فيما يخص عقد هدنة، فالروس مصممون علي خروج المعارضة المسلحة من حلب قبل توقيع اتفاق هدنة مع الجانب الأمريكي، ومن أجل تحقيق تلك الفرضية، فإن قوات الأسد مصحوبة بطيران بوتين، تكثف القصف بشكل عنيف خلال الأيام الماضية علي حلب، فيما ترفض المعارضة رفضَا قاطعًا الخروج من حلب، لما له من خسارة استراتيجية كبيرة عليهم.

وأمام هذا المسار المعقد، وتمسك الرئيس السوري بشار الأسد بموقفه، مدعومًا بالجانب الروسي الذي يتعامل بشراسة غير مسبوقة، تحقق قوات الأسد تقدمًا كبيرًا في العاصمة الاقتصادية لسوريا، وبدا أن سيطرة المعارضة علي الجزي الشرقي من حلب تنحصر، كما أن أرواح المدنيين تنحصر هي الأخري بالتبعية.

وظهرت أخبار اليوم، تتحدث عن نية المعارضة المسلحة في حلب "الخروج" بسبب القصف العنيف علي حلب، وهي النقطة التي يرغب فيها الروس تحديدًا، وستمهد لوجود هدنة انسانية، كما أنها لو حدثت، سيكون قد سبق الاتفاق عليها بين الامريكان والروس، كون الأولي تدعم بعض جماعات المعارضة المسلحة "المعتدلة" حسب تصنيفها.

وليس هذا وفقط، فقبل عدة أيام، قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري في كلمة له بمؤتمر "سابان" لدراسات الشرق الأوسط، أن "أن الازمة السورية لن يكون لها حل إلا بدمج المعارضة في مؤسسات الدولة، وعملية انتقالية يكون (الرئيس السوري جزءًا منها)"، وهذا ما تطالب به سوريا وأكد عليه اكثر من مرة وليد المعلم وزير خارجيتها، وهذا ما تسبب في فشل جنيف 1 و 2 و 3 بشأن سوريا.

كما قال سيرغي ريابكوف نائب وزير خارجية روسيا، في تصريح لوسائل إعلام روسية، اليوم "أستطيع الجزم بأن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية قاب قوسين أو أدنى من تحقيق التفاهم حول حلب".

بالاضافة لذلك ظهر مسكن موضعي للأزمة الانسانية في حلب، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغيه لافروف إن الجيش السوري علق عملياته الحربية في حلب الشرقية، للسماح باجلاء المدنيين العالقين في منطقة القتال، مضيفا أن نحو 8 آلاف من سكان حلب الشرقية سيجري اخلاؤهم.

وتشير التقارير أن القوات الحكومية استعادت سيطرتها على نحو 75 بالمئة من حلب الشرقية في الاسابيع الأخيرة، وهي مناطق كانت خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل