المحتوى الرئيسى

مهرجان مراكش 2016: نكسة سينمائية للمغرب ومطالبات بتحريره من الفرنسيين

12/09 15:38

9 أيام من السينما في مراكش (جنوب وسط المغرب)، من خلال المهرجان الدولي للفيلم في دورته الـ16، التي يترأس لجنة تحكيمها المخرج المجري بيلا تار.

المهرجان الذي يُختتم (السبت 10 ديسمبر/كانون الأول الحالي)، يقدّم نحو 90 فيلماً من 36 دولة، فيما سيتنافس 14 فيلماً فقط على 5 جوائز للمهرجان، في مقدمتها جائزة "النجمة الذهبية" لأفضل فيلم.

باستثناء حفلي تكريم خصهما المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، للكوميدي المغربي عبد الرحيم التونسي المعروف بـ"عبد الرؤوف"، والمخرج الراحل عبد الله المصباحي، فإن المغرب غائب تماماً عن الدورة الـ16 لأكبر مهرجان سينمائي بالمغرب، وأحد أهم المواعيد السينمائية في العالم، وهو ما خلق جدلاً، وحرّك أيضاً أقلام المخرجين المغاربة.

صارم الفاسي الفهري، مدير المركز السينمائي المغربي، نفى أن يكون لغياب الأفلام المغربية عن الدورة الـ16 للمهرجان الدولي للفيلم علاقة بالإقصاء، موضحاً أن "العديد من الأفلام المغربية الجيّدة ما زالت غير مهيأة بالشكل اللازم".

وأضاف مدير المركز السينمائي المغربي، في تصريح سابق، أنه "بالمقارنة مع أفلام المسابقة الرسمية، ليس هناك أي فيلم مغربي في مستوى الأفلام المشاركة".

لكن عبد الكريم برشيد، الكاتب والرئيس السابق للجنة دعم الإنتاج السينمائي الوطني، يرى أن "منطق أن تكون كل الأعمال السينمائية المغربية جيّدة للمشاركة في المهرجان الدولي للفيلم، هو منطق غير مقبول".

فالمهرجان كما هو معروف، "سوق للفنون، وليس ضرورياً أن تشارك فيه الأعمال الرائعة فقط، وإلا ما معنى وجود لجنة تحكيم تسهر على اختيار الأفضل"، يقول عبد الكريم برشيد.

ويخلص الكاتب والرئيس السابق للجنة دعم الإنتاج السينمائي الوطني، في تصريح لـ"هافينغتون بوست عربي"، إلى أن "أمر عدم مشاركة المغرب غير مستساغ وغير مقبول إطلاقاً؛ لأن الدولة تصرف أموالاً مهمة في دعم الإنتاجات السينمائية المغربية، وهو ما يتطلب حضورها في المهرجان لمشاهدتها، ولكي يبرّر المركز السينمائي المغربي الدعم الذي يقدّمه لإنتاج الأفلام".

ومن جهته، اعتبر محمد اشويكة، الناقد السينمائي، أن غياب السينما المغربية عن هذه الدورة من مهرجان مراكش، "نكسة للسينما المغربية وضربة لتطورها وريادتها على المستوى العربي والإفريقي".

وتساءل اشويكة: "لماذا لا نقول إن المهرجان لم يشكل محطّة جاذبة للسينمائيين المغاربة الطموحين الذين تركوا أفلامهم وأعطوها لمهرجانات أخرى خارج المغرب؟".

فالمغاربة الذين أنجزوا أفلاماً في المستوى، "لاحظوا أن مهرجان مراكش لن يقدم لهم أي شيء، ومن ثم ذهبوا إلى ما سواه من المهرجانات وهذا من حقّهم؛ لأنها مهرجانات تقدّم لهم شبكة من المنتجين والموزعين، وتخلق فضاء مهنياً بامتياز، وهو ما لم يستطع مهرجان مراكش أن يحققه لحد الآن"، يوضح الناقد السينمائي، في حديث لـ"هافينغتون بوست عربي".

هناك ملاحظات يقف عندها العديد من الفاعلين، من إعلاميين وسينمائيين ومثقفين عموماً، تتعلق بالطابع الفرنسي الذي يطغى على كل دورة من المهرجان الدولي للفيلم في مراكش -اعتباراً أن مديرة المهرجان وعدداً كبيراً من اللجنة المنظمة له فرنسوين- حتى إن المخرج المغربي محمد الشريف الطريبق، دعا في تدوينة على فيسبوك

، إلى "تحرير مهرجان مراكش من الاستعمار الفرنسي والدفاع عن الوحدة الترابية للوطن سينمائياً"، مضيفاً أنه يجب أن يكون "المغرب هو صاحب البيت بسينمائييه ومثقفيه وفنانيه بامتياز وليس فقط بجيبه".

بدوره، يرى حميد اتبانو، الناقد السينمائي وأستاذ الإنتاج السينمائي والسمعي البصري بالكلية متعددة التخصصات بمدينة ورزازات (جنوب المغرب)، أن "مسار المهرجان منذ البداية، هو كما لو أنه يقام للآخرين. فدائماً كان هناك حديث عن إهانات وعن استثناء فنانين، وحديث عن برمجة أفلام مغربية لم يكن عليها إجماع، أو لم تبرمج نهائياً كما في هذه الدورة".

كما أكد صاحب كتاب "هوية السينما المغربية.. فتنة اللامرئي وقلق المغلوبين"، في تصريح لـ"هافينغتون بوست عربي"، أن تنظيم "مهرجان دولي في المغرب، فكرة إيجابية وجيّدة، بشرط أن تكون خادمة لصورة المغرب وللسينما المغربية والثقافة السينمائية المغربية".

وأضاف أن "استقدام أسماء عالمية مسألة مهمة، وإتاحة الفرصة للجمهور وللسينمائيين لمشاهدة أفلام بقيمة كبرى مسألة مهمة أيضاً، ولكن أن يكون هناك احتقار للمغاربة وللفن المغربي في مهرجان يُنظم بالمغرب فهي مسألة مرفوضة، وأن يستمر الفرنسيون في الإشراف على هذا المهرجان مسألة غير مفهومة كذلك! لأن لدينا كفاءات في مجال السينما والثقافة والتنظيم بإمكانهم تنظيم أشياء هائلة لو أتيحت لهم هذه الإمكانات أو أقلّ منها".

لذلك "يجب إعادة النظر في المهرجان، فهو مكسب حضاري وثقافي للمغرب لا يجب التفريط فيه، ويجب إنقاذه لأنه على شفا الانهيار"، يقول محمد اشويكة، الناقد السينمائي.

وعاد اشويكة ليشدد، على أن "هناك هيمنة فرنسية كلية على المهرجان، فكل من يتفحص الورقة التقنية للأفلام، يلاحظ غلبة الأفلام الفرنسية عليها، أو أن فرنسا مشارِكة في إنتاجها، أو تدخل في سلسلة التوزيع الفرنسية".

كما لاحظ صاحب "السينما المغربية.. قضايا الفرادة والتعدّد"، أن الأفلام المشاركة هذه السنة "ضعيفة ما عدا أفلام قليلة، وهي نقطة ضوء تمثّلت في برمجة بعض الأفلام الروسية، إضافة إلى أن هذه الدورة لم يحضرها نجوم كبار".

الفيلم المغربي.. سؤال الكم والكيف

لحد الآن، لم يُصدر المركز السينمائي المغربي حصيلة السينما المتعلقة بالسنة المشرفة على نهايتها، لكن بحسب الحصيلة السينمائية لسنة 2015

، فقد تم إنتاج 28 فيلماً طويلاً، استفاد 12 منها بدعم المركز السينمائي المغربي

وقد أشار صارم الفاسي الفهري، رئيس المركز السينمائي المغربي،

بخصوص الإنتاج السينمائي المغربي، إلى أنه على المستوى الكمي أصبح اليوم الحديث "عن إنتاج 20 و25 فيلماً في السنة، يستفيد 15 فيلماً منها من الدعم".

أما فيما يخص الكيف، فأوضح المسؤول المغربي أنه "لا يمكن أن نطلب أن تقدم لنا كل هاته الأفلام نتيجة مبهرة من حيث الجودة السينمائية، لكننا واثقون بأننا سنصل تدريجياً إلى المستوى المطلوب".

هنا، يؤكد عبد الكريم برشيد، الكاتب والرئيس السابق للجنة دعم الإنتاج السينمائي الوطني، أن "تاريخنا في السينما ليس طويلاً، لكن نحن نصنع سينما مغربية، وهناك أموال تُصرف لذلك، كما لدينا بعثات للخارج ومعاهد للسينما، ما يعني أن السينما المغربية موجودة بالفعل والقوة".

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل