المحتوى الرئيسى

بُناة القاهرة الخديوية.. من كليات الهندسة فى أوروبا إلى شوارع وسط البلد | المصري اليوم

12/08 21:44

مع قيام ثورة 1919 تولدت فكرة القومية المصرية والرغبة الوطنية فى التحرر من الاستعمار الأجنبى، وبرزت محاولات جادة لبناء قاعدة اقتصادية وطنية تزعمها الاقتصادى طلعت حرب. وسط ظروف السيطرة الأجنبية على كل مجالات الحياة، مدفوعة بالإرادة الشعبية والرغبة فى الاستقلال، وأوفدت مصر طلابها للخارج لدراسة مختلف أنواع العلوم والفنون، لاسيما المعماريين لكبرى مدارس العمارة فى ذلك الوقت، كمدرسة «ليفربول» فى إنجلترا، ومدرسة الفنون الجميلة فى فرنسا، لتبدأ مرحلة جديدة من العمارة والعمران فى مصر بأيدى مصريين. وكان المعماريون أمثال سيد كريم، رمسيس واصف، شريف نعمان ومحمود رياض.. وغيرهم، من أبرز رواد العمارة المصريين الذين تركوا بصماتهم على المبانى المختلفة فى منطقة وسط البلد، لتضيف إليها لمسة حضارية وحداثية. فى السطور التالية نستعرض تاريخ أشهر المعماريين وأبرز أعمالهم بمنطقة وسط البلد.

تخرّج رياض فى قسم العمارة بجامعة القاهرة عام ١٩٢٧، ثم نال درجتى الماجستير فى العمارة وتخطيط المدن من جامعة ليڤربول عامى ١٩٣١ و١٩٣٢ تباعاً. تدرّب فى مكتب «شريڤ ولامب وهارمُن» أثناء إقامتهم صرحين فى مانهاتن، بناية الإمباير ستيت، وبناية ٥٠٠ فيفث أڤينيو. عاد إلى مصر عام 1934 ليؤسس مكتبه الخاص، قبل التحاقه بوزارة الأوقاف التى تقلّد فيها إدارة قسم العمارة والهندسة عام ١٩٣٩. عام ١٩٥٣ عُين مديراً عاماً لبلدية القاهرة، حتى أواخر الستينيات، ومن أشهر أعماله فى منطقة وسط البلد، عمارات مصر للتأمين فى شارع لاظوغلى -١٩٤٦، وفى التوفيقية -١٩٤٨، وفى شارع طلعت حرب بوسط القاهرة-١٩٥، ومقر بلدية القاهرة – ١٩٥٩، الذى تحوّل بعد ذلك إلى مقر الاتحاد الاشتراكى ثم مقرا للحزب الوطنى، ومقر جامعة الدول العربية -١٩٥٥.

تخرج سيد كريم فى جامعة القاهرة عام 1933، حيث حصل على دبلوم العمارة، ثم حصل على بكالوريوس العمارة من جامعة زيورخ عام 1935، ثم درجة الدكتوراة من نفس الجامعة، وكان أول معمارى مصرى يحمل درجة الدكتوراة.

وضع برنامجاً لتخطيط القاهرة الكبرى يحوى إقامة أماكن انتظار السيارات أسفل العمارات، بالإضافة إلى الجراجات متعددة الطوابق أسفل الميادين الرئيسية، واشتمل تخطيط المدن الذى وضعه سيد كريم على إقامة المسارح ودور السينما، ومن بينها سينما أوبرا وريفولى ومترو سينما قصر النيل. فضلاً عن إسهاماته الصحفية، فقد أصدر وأشرف على تحرير أول مجلة للعمارة والفنون عام 1939، كما وضع تخطيطاً معمارياً للعديد من الصحف، ومنها جريدة دار مطابع المصرى، ومجلة «روز اليوسف» و«آخر ساعة».

مهندس مصرى من أصول لبنانية، تلقى مراحل تعليمه الأولى بمدرسة «الفرير» بالقاهرة، حتى أرسله والده إلى باريس ليلتحق بكلية الفنون الجميلة ويحصل منها على شهادة الهندسة عام 1932. وفى عام 1936 استقر أنطوان فى مصر، التى كانت تشهد انتعاشا معماريا واقتصاديا، ومن أشهر مبانيه بمنطقة وسط البلد، عمارة عزيز بحرى المطلة على ميدان التحرير وهى عمارة مزدوجة، أحدثت ضجة حينذاك لارتفاعها الشاهق وغرابة تصميمها عام 1934، عمارة الشمس بجاردن سيتى، وعمارة دوس 1935 تقاطع شارع سليمان باشا مع شارع فؤاد، كنيسة قصر الدوبارة خلف مجمع التحرير، عمارة فرانسوا تاجر شارع كورنيش النيل، وعمارات مترى 14 و16 شارع النباتات حى جاردن سيتى، عمارة ليون شارع سليمان باشا مع شارع بهلر، عمارة شوشة شارع فؤاد، عمارة شقير بـ13 شارع شريف، عمارة وهبة شوشة شارع شريف باشا.

برزت أعمال رمسيس ويصا واصف بشكل كبير كإحدى الفنون المعمارية التراثية فى العصر الحديث، هو معمارى مصرى حاز شهادة دبلوم فى الفنون المعمارية عام 1935 من الأكاديمية الفرنسية للفنون الجميلة فى باريس، ثم مارس الهندسة المعمارية فى مصر. كانت بداية أعمال رمسيس ويصا واصف مباشرة بعد عودته من فرنسا، حيث شيد منزله فى منطقة العجوزة بالقاهرة، وأسس قسم العمارة بكلية الفنون الجميلة فى القاهرة بالتعاون مع المعمارى حسن فتحى، ومن الأبنية التى وضع تصميمها بمنطقة وسط البلد متحف النحات محمود مختار، عام 1960 بحديقة الحرية، ومدرسة ليسيه باب اللوق عام 1939، المدرسة الابتدائية الإنجيلية للبنات ودار الطائفة الإنجيلية بالفجالة 1958، بالإضافة إلى عمارة الشرق للتأمين بوسط البلد 1944، وعمارة سكنية بشارع الشيخ ريحان عام 1945.

تخرج المعمارى محمد شريف نعمان فى مدرسة المهندسخانة العليا عام 1925، ثم سافر إلى إنجلترا، وحصل على درجة بكالوريوس العمارة مع مرتبة الشرف، المعادلة لشهادة الدكتوراة، من جامعة ليفربول عام 1928، كما حصل على شهادة جمعية المهندسين المعماريين البريطانيين فى نفس العام. تدرج نعمان فى كثير من الوظائف بكلية الهندسة جامعة القاهرة، حتى أصبح عميداً لكلية الهندسة عام 1962. اعتمدت عمارته فى الخمسينيات على الحداثة المتأخرة فى تصميم وتأسيس مبانيه، ومن أبرز إسهاماته وأعماله المعمارية الحداثية بمنطقة وسط البلد، عمارة الشرق للتأمين بشارع 26 يوليو، وعمارتا ليلى مراد، وزبيدة هانم بيرم بجاردن سيتى، بالإضافة إلى تخطيط منطقة ميدان الأوبرا والعتبة والمنطقة المجاورة، تمهيدا لإنشاء الأوبرا، ووضع دراسة جدوى لمشروع مستشفى قصر العينى الجديدة، بعد هدم القديمة.

كان أصغر من يحمل درجة الدكتوراة فى العمارة من مدرسة بوزال الفرنسية عام 1933، التى التحق بها بعدما حصل على درجة البكالوريوس فى جامعة فؤاد الأول، وحقق الدكتوراة الثانية فى الإنشاءات بعدها بسنوات قليلة قبل أن يعود إلى مصر ويلتحق للعمل بمصلحة المبانى الأميرية التى سيشغل منصب مديرها بدءًا من 1948، وخلال عمله بالمصلحة صمم ونفذ وأشرف على بناء العديد من الهيئات الحكومية منها؛ دار القضاء العالى، ومصلحة التليفونات، ومجمع المصالح الحكومية الشهير بمجمع التحرير، الذى أنشئ عام 1951بتكلفة 200 ألف جنيه بالنسبة للإنشاءات، ومليون جنيه للمبانى التى بلغ ارتفاعها 14 طابقا، على شكل قوس يحد ميدان التحرير من الجنوب. وعبر هذا القوس الضخم تشكلت خريطة الشوارع المؤدية من وإلى ميدان التحرير.

أثرى نعوم شيبوب المعمار المصرى بأفكار تقدمية غير مألوفة على عصره، حصل شبيب ذو الأصول اللبنانية على بكالوريوس فى الهندسة المعمارية من جامعة القاهرة، وفى عام 1940 أنشأ شركته الخاصة، ثم سافر إلى كندا عام 1956 ليحصل على عضوية الجمعيات المهنية، وكان عضوا بقصر سام كيبيك للمهندسين بولاية كيبييك.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل