المحتوى الرئيسى

حكايات من شرق حلب.. الهروب من الموت

12/08 20:54

بعد فشل ست محاولات للفرار من المعارك في شرق حلب، تمكَّن "عبد الحميد" اليوم الخميس من الخروج من حي الصالحين مع أسرته، أسوةً بمئات العائلات التي اعتبرت أنَّ عمرًا جديدًا قد كتب لها بعد نجاتها.

لوكالة الأنباء الفرنسية، يقول عبد الحميد - البالغ من العمر 41 عامًا - بعد وصوله مع زوجته وأولاده العشرة إلى منطقة العزيزة جنوب شرق حلب بعد السير لساعات: "حاولت الخروج ست مرات منذ شهر ونصف شهر والحمد لله نجحت اليوم بالخروج".

وأضاف - بعد تمكنه من مغادرة حي الصالحين غداة استعادة الجيش السوري السيطرة عليه: "كنت كلما تقدمت على الطريق، أشعر بأنني اقترب من الحياة".

ومحاطًا بأطفاله وعدد من جيرانه الذين كانوا ينتظرون في حقل موحل تمهيدًا لنقلهم إلى مراكز إيواء حكومية أو وصول أقربائهم الذين يقيمون في الشطر الغربي من حلب، يروي عبد الحميد كيف اتخذ قراره بالمغادرة.

يقول: "سمعنا أنَّ معابر فتحت وقال معظم الناس حولي نحن ميتون في كل الأحوال، فلنخرج معًا وتشجعت. تركت منزلي.. لكنني ربحت حياة أولادي، مع استمرار المعارك العنيفة في الأحياء المجاورة".

وعلى غرار عبد الحميد، خرجت مئات العائلات، الخميس، ومعظم أفرادها من الأطفال والنساء سيرًا من الأحياء التي تمكن الجيش السوري من السيطرة عليها في شرق حلب، حيث أحرز تقدُّمًا سريعًا وبات يسيطر على أكثر من 85% من مساحة الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة الفصائل المقاتلة.

وحملت معظم العائلات ما تمكنت من حمله داخل حقائب أو أكياس ملونة من القماش وجرتها على عربات أطفال أو أخرى حديدية كانت تستخدم في نقل البضائع.

ويقول ياسر "40 عامًا" - منهكًا خلال جره عربة جلست عليها والدته المقعدة وسط البطانيات والأكياس والحقائب، وإلى جانبه زوجته وأطفاله الثمانية: "أحاول الخروج منذ أسبوع من حي الصالحين".

ويضيف الرجل - الذي تغطي التجاعيد وجهه الأسمر: "الآن كتب لي عمر جديد"، بعد أن يروي كيف قتل أحد أبنائه "15 عامًا" جراء قذيفة سقطت على منزله وأدَّت إلى دماره.

ودفعت المعارك التي يشهدها شرق حلب إثر هجوم بداه الجيش منتصف شهر نوفمبر الماضي، أكثر من 80 ألفًا من سكان الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة الفصائل المقاتلة منذ العام 2012، إلى الفرار، وتوجَّه معظمهم إلى أحياء تحت سيطرة قوات النظام.

واضطر النازحون للسير لساعات طويلة قبل وصولهم متعبين إلى معبر العزيزة، حيث كان بعضهم يجلسون أرضًا وآخرون يستريحون على الحقائب والأكياس، فيما يلازم الأطفال المتعبون عائلاتهم من دون حركة.

ومن حي الفردوس الذي لا يزال تحت سيطرة الفصائل المقاتلة، تمكَّنت نور "19 سنة" من الفرار مع والدتها وشقيقتها.

وتقول - وهي ترتدي وشاحًا ومعطفًا أسودين فيما تجر عربة أطفال وضعت حقائبها عليها: "مشينا خمس ساعات، حتى وصلنا إلى هنا".

وتضيف: "أشعر بسعادة غامرة، كنت أموت جوعًا حتى أنني أصبحت أرى الطعام في حلمي".

وجرَّاء النقص في المواد الغذائية في شرق حلب، تروي نور: "كنا نطبخ الأرز بدون سمنة أو زيت ونشتري نصف كيلو جرام للوجبة الواحدة".

وقبل أن تجهش والدتها خديجة "37 سنة" بالبكاء، تقول بحرقة: "بقي زوجي على -50 سنة- في الحي وبدأوا يطلقون الرصاص في الهواء لمنعه من الخروج معنا"، في إشارة إلى مقاتلي الفصائل.

كانت خديجة تنتظر مع ابنتيها وصول شقيقتها لاصطحابهم للسكن معها في حي سيف الدولة الذي يتقاسم الجيش والفصائل السيطرة عليه.

وتقول الوالدة بتأثر: "لم ألتق شقيقتي منذ أربع سنوات.. أشتقت إليها كثيرًا".

وعلى غرار كثير من العائلات التي كانت مقسومةً بين شرق حلب وغربها، تنتظر لمى مليس "34 عامًا" بشوق رؤية والدها المقيم في حي صلاح الدين الذي يتقاسم الجيش والفصائل السيطرة عليه.

وتقول - بعد وصولها إلى العزيزة من حي الصالحين: "لم أر والدي منذ عام، حتى إن والدتي توفيت من دون أن أراها".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل