المحتوى الرئيسى

جونسون: السعودية وإيران تشعلان "حروبا بالوكالة" في الشرق الأوسط

12/08 13:10

وخلال لقاء في روما الأسبوع الماضي قال جونسون الذي عينته رئيسة الوزراء تيريزا ماي وزيرا للخارجية في يوليو تموز الماضي إن غياب قيادة حقيقية في الشرق الأوسط أتاح للناس تحوير المفاهيم الدينية وإشعال حروب بالوكالة.

وقال جونسون في لقطات بثها موقع الغارديان "السعوديون وإيران والجميع يتحركون.. يحركون الدمى ويشعلون حروبا بالوكالة. ورؤية هذا مأساة". وقال جونسون "هناك سياسيون يحرفون الدين ويسيئون استخدامه و(يقدمون) تفسيرات مختلفة لنفس الدين من أجل تحقيق أهدافهم السياسية الخاصة. هذه واحدة من أكبر المشاكل السياسية في المنطقة برمتها".

يذكر أن بريطانيا حليف قديم للسعودية التي تعد عميلا رئيسيا لشركات الدفاع البريطانية. وعلاقات لندن مع طهران يشوبها التوتر منذ الثورة الإسلامية في 1979.

تواصلت ردود الفعل على الأزمة السعودية الإيرانية خصوصا بعد قيام الرياض بقطع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع طهران. واشنطن وعواصم غربية أخرى حثت البلدين على التحلي بضبط النفس، فيما قدمت موسكو نفسها وسيطا بينهما. (04.01.2016)

هيمن ملف العلاقات الأميركية الايرانية على أعمال منتدى أمريكا والعالم الإسلامي التي انطلقت في الدوحة. المنتدى تزامن مع انطلاق محادثات أمريكية إيرانية في جينيف حول الملف النووي وصفت بـ"البناءة". (09.06.2014)

ولم يتضح من التغطية ما إذا كان يتهم تحديدا السعودية أو إيران بتحوير المفاهيم الدينية لكن الغارديان ذكرت أن جونسون اتهم السعودية بإساءة استغلال الإسلام.

من جانب آخر، قال متحدث باسم الخارجية البريطانية إن لندن حليفة للرياض وإن أي تلميح بعكس ذلك غير صحيح. وأضاف المتحدث "كما أوضحت وزارة الخارجية يوم الأحد بما لا يدع مجالا للبس.. نحن حلفاء للسعودية ونساندها في جهودها لتأمين حدودها وحماية شعبها. وأي تلميح بعكس ذلك غير صحيح وإساءة لتفسير الحقائق".

يشار إلى أن السعودية تدعم المعارضة في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية وتقود في نفس الوقت تحالفا عربيا في الحرب في اليمن ضد جماعة الحوثيين التي تمثل الطائفة الزيدية المحسوبة على المذهب الشيعي.

فيما تدعم إيران نظام بشار الأسد في سوريا وتقدم المساعدات العسكرية للحوثيين في اليمن وتشرف على الميليشيات الشيعية في العراق إلى جانب دعم حزب الله اللبناني الذي تعتبره السعودية منظمة إرهابية. كما تعتبر إيران المذهب الوهابي السلفي المهين في السعودية توجها تكفيريا وتصفه بالإرهابي.

قطعت السعودية الاحد 3 يناير/كانون الثاني 2016 علاقاتها الدبلوماسية مع إيران ردا على الهجوم على بعثاتها الديبلوماسية فيها وعلى الموقف الإيراني المنتقد بشدة لإقدام الرياض على إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر. وليست هذه هي الأزمة الدبلوماسية الأولى بين البلدين.

شهدت سنة 1943، أول أزمة دبلوماسية بين البلدين إثر إعدام السعودية لأحد الحجاج الإيرانين بعد إدانته بتهمة إلقاء القاذورات على الكعبة وغيرها من التهم الأخرى. وبعد هذا الحادث قطعت العلاقات الدبلوماسية بشكل رسمي عام 1944، لتعود بعد عامين من جديد.

توترت العلاقات بين السعودية وإيران في يوليو تموز عام 1987 عندما لقي 402 حاجا مصرعهم ومن بينهم 275 حاجا إيرانيا، أثناء أدائهم فريضة الحج، في منى في صدامات مع الشرطة السعودية.

خرج محتجون إلى شوارع طهران واحتلوا السفارة السعودية وأشعلوا النار في السفارة الكويتية. وتوفي الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي في طهران متأثرا بجروح أصيب بها عندما سقط من نافذة بالسفارة واتهمت الرياض طهران بالتأخر في نقله إلى مستشفى في السعودية. وهو ما دفع الملك فهد بن عبد العزيز الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أبريل نيسان عام 1988.

اعيدت العلاقات بين البلدين عام 1991 بعد لقاء بين الملك عبد الله بن عبدالعزيزآل سعود بالرئيس الإيراني هاشمي رافسنجاني في العاصمة السنغالية داكار في ديسمبر 1990 خلال مؤتمر القمة الإسلامي السادس، ثم فتحت سفارتيهما في الرياض وطهران في مارس 1992.

زار الرئيس الإيراني محمد خاتمي(يمين الصورة) السعودية عام 1999بعد عامين من توليه منصبه، خلفا للرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني. وكانت تلك أول زيارة يقوم بها رئيس إيراني للمملكة منذ قيام الثورة عام 1979. وتوج البلدان تحسن العلاقات باتفاق أمني في أبريل نيسان عام 2001.

هنأ الملك فهد الرئيس الايراني محمد خاتمي لفوزه في الانتخابات عام 2001 وقال إن هذا الفوز يمثل إقرارا لسياسته الاصلاحية. وكان خاتمي وهو من رجال الدين الشيعة قد سعى من أجل تقارب البلدين بعد فوزه الساحق الأول عام 1997 وإنهاء ما يقرب من 20 عاما من توتر العلاقات بينهما في أعقاب قيام الجمهورية الاسلامية عام 1979.

أبلغت السعودية مبعوثا إيرانيا في يناير كانون الثاني عام 2007 أن إيران تعرض منطقة الخليج للخطر وذلك في إشارة للصراع بين للجمهورية الاسلامية والولايات المتحدة حول العراق وعلى البرنامج النووي الايراني. بعدها وتحديدا في شهر آذار/ مارس من نفس العام قام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بزيارة للرياض لتهدئة الأوضاع بين البلدين.

منذ عام 2012 أصبحت السعودية الداعم الرئيسي لقوات المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد حليف إيران. واتهمت الرياض الأسد بارتكاب "إبادة جماعية" وايران بأنها أصبحت قوة محتلة. هذا فيما اتهمت طهران الرياض بدعم الارهاب.

في 14 تموز/ يوليو 2015 تم في فيينا التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني بعد أكثر من 10 سنوات من المفاوضات. وهو ما أثار حفيظة القيادة السعودية، التي عبرت عن قلقها من هذا الاتفاق، معتبرة أن من شأنه تعزيز نفوذ إيران في المنطقة.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل