المحتوى الرئيسى

نهاية عصر الحريم.. نساء السعودية يكسرن حاجز الصمت في وجه المعاناة المرة.. "إكسري صمتك وقولي" هشتاج يروي حكاوى التحرش الممنوعة.. وقيادة السيارة والسفر للخارج والزي أبرز تحديات المجتمع

12/08 12:40

يسير وضع المرأة في المملكة العربية السعودية من سيء إلى أسوء بمرور السنوات، فلا توجد أي امرأة ‏في العالم تعيش مثل معاناتها أو تتعرض لضغوط وقيود مثلها، حتى داخل القانون والدستور لم تأخذ حقها ‏كاملًا، فهناك الكثير من الممنوع والقليل فقط هو المسموح.

بأعلى التغريدات، ظل هاشتاج "إكسري صمتك وقولي" ضمن قائمة الأكثر تداولًا على موقع "تويتر" لمدة ‏يومين، بعدما أطلقته نساء سعوديات، يروين من خلاله الضغوضات التي يتعرضن إليها على أرض ‏السعودية، وسرد كثيرات منهن حكايات ممنوعة وتعتبر ضمن الخطوط الحمراء بالمملكة.‏

وتعالت أصواتهن من خلال الهاشتاج تطالب بالمساواة في التعامل، ومنح المرأة مزيدًا من الحقوق ‏الاجتماعية، لا سيما مطالبات إسقاط الولاية أو السماح للمرأة بقيادة السيارة في شوارع المملكة، وعدم ‏إجبارهم على ارتداء الزي الإسلامي‎.‎

إلا أن بعضًا منهن اتجهن إلى سرد حكايات من نوعًا آخر، تحدثوا فيها عن وقائع تحرش واغتصاب ‏واعتداءات جسدية وقمع حدثت لهن في منازلهن وعلى يد آبائهن أو إخوانهن أو أزواجهن، الأمر الذي مثل ‏صدمة للكثير من رواد "تويتر" وشككوا في الهدف الحقيقي للوسم المُتصدر.‏

فكتبت "سارة": "تحرش بي أخي جنسيًا وقام أبي بصفعي، كنت حينها في الـ٨ من عمري، علمني أن ‏أصمت في كل مرة أتعرض فيها للتحرش"‏‎.‎

وقال حساب باسم "‏Dot‏": "اغتصبني والدي مدة ثلاث سنوات، وعندما علمت والدتي حبستني في البيت ‏سنه كامله بلا شمس وبلا ناس، وحاليًا اتعالج من اكتئاب مزمن".‏

وروت "امرأة بين حريم": "أنا أخلص محاضرتي الساعه 4 العصر، مع الباص وزحمة وتنزيل البنات، ‏أوصل البيت 6 المغرب، أبي ضربني وقال غيري جدولك لأفصلك".‏

وقالت "رهف العتيبي": "تم تهديد أختي الدكتورة بفصلها من العمل من قبل أخي فقط لأنها أرادت الذهاب ‏لمؤتمر بالكويت"، أما "آمل" فكتبت: "ليتني لم أُخلق في السعودية"، مدونة جانبها هاشتاج "إكسري ‏صمتك وقولي".‏

بالرغم من أن كثيرون شككوا في الحملة وزعموا أنها ممنهجة وكاذبة، إلا أن الوضع السيء للمرأة في ‏السعودية لا يختلف عليه إثنان، إذ تصنف الممكلة الدولة رقم 127 عالميًا ضمن 136 دولة في المساواة ‏بين الجنسين.‏

كما أنها كانت آخر دولة تعترف‎ ‎بحق المرأة بالتصويت‎ ‎والترشح، وذلك حين أعلن المللك "عبدالله بن ‏عبدالعزيز" خلال عام 2011 من أن النساء سيتمكن من المشاركة في‎ ‎الانتخابات البلدية السعودية عام ‏‏2015، بالإضافة إلى التعيين في‎ ‎مجلس الشورى السعودي.‏

ويشكل النساء السعوديات العاملات نسبة 20% فقط من القوة العاملة، ويمثلون 30% من مجلس ‏الشورى، ويبلغ معدل عمر المرأة أثناء الزواج الأول في السعودية 25 عامًا، ووفقًا لتقرير المؤشر العالمي ‏للفجوة بين الجنسين عام 2009، فإن السعودية كانت البلد الوحيد الذي حصل على صفر في فئة التمكين ‏السياسي. ‏

وفي عام 2008، أصدرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" تقرير بعنوان: "قاصرات إلى الأبد"، اعتبرت ‏فيه السعودية واحدة من أسوأ البلاد بشأن حقوق المرأة، بسبب تطبيقها نظام "ولاية الأمر"، أي ولاية ‏الرجل على المرأة.‏

إذ يتعين على المرأة السعودية الحصول على تصريح من ولي أمرها (الأب أو الزوج) لكي تتمكن ‏من‎ ‎العمل أو‎ ‎السفر‎ ‎أو‎ ‎الدراسة‎ ‎أو‎ ‎الزواج، أو حتى الحصول على الرعاية الصحية، وفي البيع والشراء لا ‏تستطيع بيع عقار أو شراءه إلا بوجود معرف رجل من محارمها ويسمى (المعرف). ‏

والأخطر من ذلك أنه من المستحيل على ضحايا العنف المنزلي البحث بشكل مستقل عن الحماية أو ‏الحصول على استشارة قانونية، ذلك أن الشرطة تصر على حصول النساء والبنات على إذن ‏الوصي عليهن قبل التقدم بشكوى جنائية، حتى وإن كانت تلك الشكوى ضد الوصي نفسه.

أما على صعيد الممنوعات، فإن المملكة لازالت تحظر على المرأة قيادة السيارة، بل أفتى‎ ‎رجال دين ‏سعوديون بأن قيادة المرأة للسيارة حرام شرعًا، وقد أفتى بذلك أيضًا مفتي السعودية الشيخ "عبد العزيز آل ‏الشيخ"، بدعوى أن قرار منع المرأة من قيادة السيارة هو حماية للمجتمع من الشر، داعًيا إلى عدم اعتبار ‏هذه المسالة الهم الشاغل للمجتمع‎.‎

وخاضت نساء المملكة حروبًا كثيرة من أجل كسر هذا الحظر، كان منها إطلاق ناشطات سعوديات ‏عر‎يضة في سبتمبر الماضي تدعو النساء إلى قيادة السيارات، وقادت بضعة نساء عدة السيارات في مدن ‏المملكة ما دفع الشرطة إلى تحرير مخالفات بحقهن‎.‎

وأطلقا مبادرة أخرى أكثر عنفًا، حين هددوا مطلع العام الحالي بإرضاع سائقيهن إذا لم يسمح لهن بقيادة ‏السيارات، واستثمار فتوى "إرضاع الكبير"، وأطلقوا الحملة بشعار: "إما أن تسمحوا لنا بقيادة السيارات أو ‏سنرضع الأجانب".‏

وليست السعودية هي البلد الوحيد في العالم الذي يمنع النساء من قيادة السيارات، لكنها أيضًا الدولة ‏الوحيدة التي تمنعهن من السفر إلا بموافقة "محرم" أو ولي أمر، والد أو شقيق أو زوج أو ابن عم للسفر، ‏وفي حالة رفضه طلبها السفر أو إصدار جواز سفر، أصبح بإمكانها أن تلجأ لقاضي الأمور المستعجلة.‏

المرأة السعودية أيضا محرومة من فتح الحساب البنكي أو إجراء أي معاملات مالية من دون حضور ولي ‏أمرها، وفي السنوات الأخيرة، تصاعدت أعداد النساء اللواتي فتحن حساباتهن في البنوك، إلا أن البعض ‏يواجه مشاكل وصدامات بسبب إلزامهن بحضور ولي الأمر.‏

ووفقًا صحيفة "إندبندنت"‏‎ ‎البريطانية فإن المرأة ممنوعة أيضًا من بعض الإجراءات الطبية من دون وجود ‏محرم.‏

يُمنع على المرأة في السعودية الجلوس أو مقابلة رجال يقعون خارج دائرة عائلتها، فالمرأة مجبرة على ‏اصطحاب ولي أمرها إلى الإدارة والعمل، في حالة كان مقتصرًا فقط على الرجال من دون النساء‎.‎

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل