المحتوى الرئيسى

كيرى أبقى الباب مفتوحا أمام تحرك أوباما فى الأمم المتحدة

12/07 22:12

طوال ساعة جلس (الأحد) وزير الخارجية الأمريكى المنتهية ولايته جون كيرى، على المنصة فى منتدى سابان فى واشنطن، وعرض صورة قاتمة للوضع الحالى لعملية السلام الإسرائيلية ــ الفلسطينية. لم يحضر كيرى خطابا مكتوبا، وتحدث من القلب وكمن يخاف على مستقبل إسرائيل، وأسهب فى وصف إحباطات أربعة أعوام حاول خلالها مرات عدة إحياء وإنعاش حل الدولتين الذى يكاد يلفظ أنفاسه.

انتقادات كيرى الموجهة ضد سياسة حكومة إسرائيل الاستيطانية ورئيسها بنيامين نتنياهو كانت غير مسبوقة فى حدتها. قبل 50 يوما من انتهاء مهماته وافق كيرى على الاعتراف علنا بالواقع والقول إن حكومة إسرائيل ليست معنية فعلا بحل الدولتين. وقد أوضح فعلا أن من يريد أن يعرف سياسة إسرائيل، فمن الأفضل له أن يصغى لما يقوله ويفعله رئيس حزب البيت اليهودى نفتالى بينت، وليس إلى ما يقوله نتنياهو ويفعله.

لقد وصف وزير الخارجية الأمريكى واقعا تستغل فيه مجموعة صغيرة داخل حكومة إسرائيل عدم اهتمام الجمهور الإسرائيلى بما يجرى فى الضفة الغربية، كى تمرر بصمت ومن وراء الكواليس قرارات تكرس وقائع على الأرض، وتحول نشوء دولة فلسطينية إلى مهمة مستحيلة. إن قانون «تنظيم الوضع القانونى للبؤر الاستيطانية»، وتعزيز المواقع الاستيطانية غير القانونية، والهدم الكثيف لمنازل الفلسطينيين فى منطقة ج، ونقل المزيد من اليهود إلى المستوطنات الواقعة خارج شرقى جدار الفصل، هى جزء فقط من الخطوات التى عددها كيرى.

لقد رفض كيرى رفضا قاطعا الوصف الذى عرضه نتنياهو أمام المنتدى قبله بساعة ومفاده أن التهديد الإيرانى يتيح لإسرائيل تحقيق سلام منفرد مع دول عربية من دون علاقة بالفلسطينيين. ووصف وزير الخارجية كلام نتنياهو بأنه يتأرجح بين الوهم والسراب وبين الخداع والكذب. وقال كيرى إن «هذا لن يحدث، كلا وألف كلا. من دون سلام مع الفلسطينيين لن يكون هناك سلام بين إسرائيل والدول العربية».

لكن النقطة الأكثر أهمية فى كلام كيرى هى المتعلقة بالأسابيع الستة المقبلة، فقد أبقى وزير الخارجية الباب مفتوحا أمام تحرك أمريكى فى مجلس الأمن قبل أداء الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب القسم فى 20 يناير. وأوضح أن الشائعات التى تتحدث عن أن الرئيس أوباما سيغادر البيت الأبيض من دون أن يهتم بالموضوع الإسرائيلى ــ الفلسطينى سابقة لأوانها، مشددا على أنه لم يُتخذ قرار بهذا الشأن. وكان كيرى دقيقا عندما قال إن القرار بشأن هذا الموضوع يمكن أن يتخذ فى البيت الأبيض خلال هذا الأسبوع. وكأن كيرى بوده أن يرى الولايات المتحدة تدفع قدما بقرار فى مجلس الأمن يستند إلى تقرير اللجنة الرباعية الصادر فى يوليو، وهو قرار يتناول النشاطات السلبية للطرفين ــ المستوطنات، هدم منازل وشرعنة البؤر الاستيطانية من الجانب الإسرائيلى، والتحريض والعنف من الجانب الفلسطينى.

ليس من العبث اشارة كيرى إلى أن الولايات المتحدة ستعارض أى قرار سيكون «غير متوازن» حيال إسرائيل. وإذا كان القرار ينتقد الفلسطينيين، فهو ليس غير متوازن.

ثمة خيار آخر أمام أوباما هو الامتناع عن استخدام الفيتو ضد اقتراح قرار فى موضوع المستوطنات، يطرحه الفلسطينيون فى مجلس الأمن. وإذا أزال الفلسطينيون بندا إشكاليا واحدا من مسودتهم الحالية، فإن النص سيبدو كأنه نسخة من خطب أوباما، وسيكون من الصعب على الرئيس الأمريكى فرض الفيتو على قرار كهذا. يدعم جميع مستشارى أوباما تقريبا تحركا أمريكيا ما فى مجلس الأمن فى الموضوع الإسرائيلى ــ الفلسطينى. وإذا قرر أوباما القبول بموقفهم أو رفضه، فإنه سيكون لذلك أهمية لا يستهان بها على إرثه.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل