المحتوى الرئيسى

الشعراوى.. ومفيد فوزى.. وعلاولة

12/07 19:24

لا أستطيع أن أمسك بالقلم وأتوجه بالنقد إلى من علمنى حرفاً من حروف المهنة.. وقد سبق أن وقعت فى هذا الخطأ من قبل، ونال أستاذى وملاذى مفيد فوزى بعضاً من الطيش الذى حلَّ بى وقتاً ما.. ولكن حكاية الأستاذ مع الشعراوى جعلتنى لا أتردد فى أن أقول كلمتى وأتوكل على الذى لا ينام ولا تضيع عنده الحقوق.. وأعود إلى الوراء إلى أول اجتماع ضمنا فى مجلتنا التى عشقتها منذ الطفولة «صباح الخير» كان أول اجتماع يدعونا إليه «رئيس التحرير» الجديد أستاذنا مفيد فوزى وجدته غاضباً من الشيخ الشعراوى، وفى تلك الأيام كان الغضب يحكم العلاقة بينى وبين الأستاذ الكبير مفيد فوزى، ولذلك اتخذت موقف الشعراوى لا حباً فى الداعية الإسلامى الكبير ولكن بدافع الغضب الذى كان يتحكم فى العلاقة مع الأستاذ هذه الأيام، وهو الغضب الذى أشعله بعض محبى نيرون روما الذين يرقصون ويفرحون ويصبحون فى أفضل حالاتهم النفسية كلما ارتفعت ألسنة اللهب وطال الحريق كل شىء تماماً كما هو حال أخونا المشعللاتى فى قناة دريم.. المهم أن الشعراوى ومن الثمانينيات لم يكن شخصاً محبباً لدى مفيد فوزى. والحق أقول إن الشعراوى فى بعض أحاديثه كان عنيفاً تجاه، لا أقول شركاء الوطن ولكن أصحابه من إخوانى الأقباط مسيحيى مصر، ولم يكن مفيد فوزى وحده هو الذى تألم لهذا الأمر ولكن أقباط مصر من المسلمين أيضاً كان لهم نصيب من هذا الألم وكنت أحد هؤلاء بالتأكيد. وبالمناسبة عندما عرض علىَّ حماى اللواء حسن رفعت أن يقوم الشيخ الشعراوى بعقد القران رفضت الأمر وقلت هذا لن يحدث على الإطلاق، وعليه قام الولد الشقى بطلب مفتى الديار المصرية فى ذلك الوقت الشيخ طنطاوى ليتولى المهمة، رحم الله الجميع، والحق أقول إن العلاقة أيضاً بين السعدنى الكبير والشيخ الشعراوى لم تكن على ما يرام.. حتى وقع للشيخ أمر مكروه وتوجه إلى عاصمة الضباب، هناك تولى أمره وملفه الطبى رجل يندر أن تجد له مثيلاً، وهو الدكتور «فايز بطرس» طبيب مصرى هرب إلى خارج الديار المصرية فى عصر جمال عبدالناصر، ولكنه هرب بجلده فقط، أما حلمه فقد كان فى مصر، وأيضاً همه وأمله وعقله، كان الرجل محباً لبلاده وعاشقاً لها يقدم إلى كل أهل مصر بما يفوق طاقته، وعندما قابله الولد الشقى للمرة الأولى شعر الرجلان أنهما أصدقاء منذ الطفولة، وعند فايز بطرس اجتمع كل عابر مصرى وكل مقيم مصرى يطلب المشورة والعلاج، وذات يوم قال للسعدنى الكبير، يا عم محمود جت لى ست من يومين فى العيادة.. وكانت عيادته فى شارع هارلى ستريت رقم «34» وتمددت لكى أكشف عليها وأشارت إلى قدميها وقالت: إنت عارف دول تمنهم كام.. ويضيف الرجل اندهشت جداً وقلت فى نفسى هى الرجلين للبيع هذه الأيام.. وعاد ليقول لها.. لأ ما أعرفش يا أفندم.. فأجابت دول بملايين.. وملايين كتير أوى كمان.. ويضحك فايز بطرس وهو يقول للسعدنى الكبير طلعت راقصة كبيرة.. اسمها «عبده»، كما مرت الست اللى هى بمائة رجل أيام الشدة فيفى عبده على فايز بطرس ومر أيضاً الشيخ الشعراوى رحمه الله.. ويومها سأل فايز بطرس السعدنى.. هو الشيخ كدة عمل حاجة غلط يا محمود ويضيف، يعنى ربنا مش يحاسبه أن قبطى مسيحى هو اللى ح يتولى علاجه وضحك فايز بطرس ضحكته الصافية.. واتفق مع السعدنى الكبير على زيارة الشيخ بعد أن يمن الله عليه بالشفاء.. وبالفعل توجه الرجلان فى الموعد المحدد ويا سبحان الله التقى الشعراوى بالسعدنى وفتح الرجلان ذراعيهما بالمراحب الحارة وكأنهما الشتيتان اللذان تلاقيا بعد أن ظنا كل الظن أن لا تلاقيا.

وكان السعدنى قد هاجم الشعراوى كثيراً على بعض تصريحاته فى حق ناصر.. وفى النكسة والتى قال عنها الشيخ.. انه سجد لله شكراً لوقوعها ومع ذلك لم يفسد هذا الأمر قصة الود بينهما، وقال السعدنى مداعباً الشيخ.. عمك فايز بطرس بيقول إنهم نقلوا لك دم فاسد يا عمنا.. فانتفض الشيخ مرعوباً وقال: إيه.. بتقول إيه يا عم محمود.. وأضاف السعدنى بيقولك أخذت دم واحد اسمه جون.. والثانى بيتر ينفع ده يا عمنا.. فضحك الشعراوى وقال جاااااك ايه يا محمود هو ده وقته فقال فايز بطرس: ده دم مسيحى يا مولانا ويمكن بتاع ناس مالهمش دين، حضرتك عارف إن فى ناس هنا لا تؤمن بالأديان.. فاعتدل الشعراوى وقال: الناس كلها خلق المولى عز وجل.. يعنى الدم بتاع ربنا سبحانه وتعالى. ونظر الشعراوى إلى السعدنى وقال يا عم محمود قلمك قاسى أوى عليا. ورد السعدنى قائلاً علىَّ الطلاق لو ظلمتك.. ليك عندى حق عرب.. ح اشتم نفسى فى المقال الجاى، وتطرق الحديث إلى عصر ناصر والسادات ولهذا الحوار مجال آخر.. ولكن السعدنى عندما عاد كتب عن الشيخ الشعراوى كأحد أعظم المفسرين للغة العربية فى تاريخها وهو أمر انشكح له الشيخ وغضب أيضاً، المهم أن العلاقة بين السعادنة وبين الشيخ لم تكن على ما يرام. ومع هذا أجدنى اليوم فى موقع المدافع عن مولانا الشيخ الشعراوى فى أمر أنا أعلم تفاصيله جيداً، فالرجل لم يسع على الإطلاق إلى أهل الفن لا رجال ولا سيدات من أجل اعتزال الفن بالعكس فقد كان الشعراوى صديقاً لأهل الفن محباً للقاء معهم، وأذكر أنه ذات يوم قابل العزيزة رجاء الجداوى ودار بينهما حديث عجيب. فقال لها أنت لما كنت صغيرة بتحبى شاب فى سنك.. مش كنت لما تروحى تقابليه تلبسى أجمل حاجة عندك فى الدولاب وتقفى قدام المراية بالساعات تحطى روج وترسمى رموشك وتحطى أحمر الخدود فأجابت رجاء بنعم، ويقول الشيخ طيب لما يكون عندك لقاء مع الخالق الأعظم عز وجل عاوزك تبقى مستعدة للقاء فى الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء تماماً كما لو كنتِ رايحة تقابلى الحبيب الأعلى.. من ذلك اليوم ورجاء الجداوى تعمل بنصيحة الشيخ وتنشرها لكل من حولها، حكاية أن الرجل مهد الطريق للدواعش والإرهاب وهذه الأشياء التى فى حاجة إلى أجهزة مخابرات وناس عندها آبار بترول وغاز، لا أعتقد أن الشعراوى يملكها، صحيح أنه يشترك مع أصحابها فى لقب «شيخ»، ولكن ما أبعد الفارق بين رجل فسر القرآن الكريم فإذا بأمة محمد كلها العالم منهم والجهول، المثقف والأمى يجتمعون حول الرجل وينجذبون إليه.. والفارق بين بعض «الشيوخ» الذين قاموا بمهمة إنتاج فيلم الرعب الذى اجتاح أمة العرب وخلف وراءه الخراب فى سوريا والعراق وليبيا واليمن ولبنان، ما أعظم الفارق بين خادم القرآن وخادم الشيطان.. الشعراوى يا أستاذى وملاذى ومعلمى الأكبر مفيد فوزى لم يسع لكى ينشر الحجاب فى أوساط أهل الفنون والجنون، ودعنى أصارحك بكل المحبة والعشرة الطيبة التى جمعتنا فإن من فعل هذا الأثم لا يزال حياً بينا له ندوات ويقيم له بعض الفضائيات احتفالات وليالى ملاح، هذا الرجل شاهدته بأم عينى وهو لا يعلم بأمرى وهو يتولى عملية إغراء فنانة جميلة كانت قريبة إلى قلبى وعقلى وعرفتها من صباى المبكر، وكانت الإغراءات عظيمة، ولكن موقفها كان أعظم وكان هو الموقف الصحيح. فالفن رسالة والفن مهمة والفن يصل إلى الناس ويعشش فى القلوب وتخلده الذاكرة والفنان أثره هو الأبقى وهو الأقوى كل الأفلام التى أنتجت عن الإسلام كان لها الأثر الأعظم والأبلغ من كل المقالات والندوات والخطب، أدهشتنى فنانتى المفضلة وصديقتى الغالية «م» رحمها الله وهى تجادل الشيخ «علاولة» وفى النهاية يجرجر الرجل أذيال الخيبة ويمضى وقد ضاعت منه صفقة كان سيجنى من ورائها الشىء الكثير وبالمناسبة هو شيخ غير المشايخ الذين أشرنا إليهم. فهو تاجر مثله مثل تاجر الشنطة.. ولكن مع الأسف فإنه تاجر بالدين، هذا البلاء الذى حل علينا من أمثال هذا الشيخ هو الذى جر البلاد والعباد إلى ما نحن فيه من مصائب.. نرجو المولى سبحانه وتعالى أن ينجينا من أمثالهم.

وبالطبع.. لم تكن الهداية هى هدف الشيخ ولكن بعض المال القادم من خارج الحدود تم استغلاله من أجل هدف سامٍ وهو أن تنطفئ الشعلة المنيرة فى القاهرة، ولم تكن هناك غيرها بعد أن فقدنا فى عصر مبارك كل القوى الناعمة ولم يتبق لدينا سوى شعلة الفنون.. اتجهوا لإطفاء هذا الضياء حتى لا يغنى العالم العربى بلسان أهل مصر وحتى لا يستسلم الوجدان العربى لشعراء مصر وحتى لا يكون الهوى العربى.. على هوى مصر وحتى لا يكون الفنان المصرى هو فنان العرب الأكبر إنها مؤامرة شاركنا نحن جميعاً فيها مع شدة الأسف.. واليوم، فإننا نتمنى من الدولة المصرية أن تعيد لهذه الشعلة البهاء والضياء من خلال تدخل مؤسسات وزارات الدولة فى عملية الإنتاج الفنى.. فهذه مهمة وطنية.. بل إنها أمن قومى فى المقام الأول.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل