المحتوى الرئيسى

عمار الشريعي "أنشودة القمر في ظلامه الخالد".. احتضنه كمال الطويل وذاع صيته مع بليغ حمدي.. خلف موسيقار الأجيال في أعياد عمان.. وألحان الشاشة الصغيرة تأشيرة نجاحه

12/07 18:38

"غواص في بحر نغم".. هكذا كان اسم برنامجه، وعنوان حياته أيضًا، فعلى الرغم من غياب بصره إلا أن موهبته كانت طاغية الحضور في كل لحن من ألحانه الخالدة، فاستطاع أن ينبت من ظلمته نبراس موسيقي خالص، أضاء بأنغامه العديد من الأعمال الفنية المحفورة في أذهان محبيه بفضل روائعه الموسيقية الفريدة من نوعها.. هو عمار الشريعي الذي تحل الذكرى الرابعة لوفاته في مثل هذا اليوم عام 2012.

في مدينة سمالوط بمحافظة المنيا، ولد المسيقار الراحل عمار الشريعي في 16 ابريل عام 1948، لعائلة من أصول عائلة هواره بالصعيد، ونجح منذ طفولته في حفظ خمسة أجزاء من القرآن الكريم، فاشترى والده بيانو ليعزف عليه، إلا أن مواهب عمار فحسب، بل كان سباحاً محترفاً أيضًا.

وفي إطار برامج التعليم الخاصة للطلاب المكفوفين، تلقى عمار علوم الموسيقى الشرقية على يد مجموعة من الأساتذة الكبار بمدرسته الثانوية، وفي أثناء الدراسة، تعرف عمار على الموسيقار كمال الطويل الذي تبناه فيما بعد، ثم تعرف على الموسيقار بليغ حمدي ورأس فريق الموسيقى وعمل مع الكثير من الفرق الموسيقية بعدها.

ودرس الشريعي بمدرسة المركز النموذجي لرعاية وتوجيه المكفوفين، وعن طريق المراسلة، درس عمار التأليف الموسيقي عن طريق مدرسة "هادلي سكول" الأمريكية لتعليم المكفوفين، كما التحق بالأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى، وحصل على ليسانس الآداب، قسم لغة إنجليزية، كلية الآداب، جامعة عين شمس، عام 1970.

وفي عام1970، بدأ عمار حياته العملية عقب تخرجه من الجامعة مباشرةً كعازف لآلة الأكورديون في عدد من الفرق الموسيقية التي كانت منتشرة في مصر آنذاك، ثم تحول إلى الأورج الذي بزغ نجمه فيها كأحد أبرع عازفي جيله، وكان عمار نموذجاً جديداً في تحدى الإعاقة نظراً لصعوبة وتعقيد هذه الآلة واعتمادها بدرجة كبيرة على الإبصار.

واتجه عمار إلى مجال التلحين والتأليف الموسيقي، فكانت أول ألحانه أغنية "إمسكوا الخشب" للفنانة مها صبرى عام 1975، كما تولى الشريعي وضع موسيقى وألحان احتفاليات أكتوبر طيلة 12 عامًا منذ عام 1991 وحتى عام 2003، وتخطت ألحانه حاجز الـ150 لحن لمعظم مطربي ومطربات مصر والعالم العربي.

وفي عام 1995، عُيِن الشريعي أستاذًا غير متفرغ بأكاديمية الفنون المصرية، وتناولت أعماله العديد من الرسائل العلمية لدرجتي الماجستير والدكتوراه في المعاهد والكليات الموسيقية، وبلغت أعماله 7 رسائل ماجستير و3 رسائل دكتوراه من مصر في كلية التربية الموسيقية، جامعة حلوان، وكلية التربية النوعية، جامعة القاهرة، ومعهد الموسيقى العربية بأكاديمية الفنون، ورسالة دكتوراه من جامعة السوربون بفرنسا.

وفي عام 1980، كون الشريعي فرقة "الأصدقاء" التي كانت تضم كل من؛ منى عبد الغني، وعلاء عبد الخالق، وحاول عمار من خلال هذه الفرقة، مزج الأصالة بالمعاصرة وابتكار نموذج الغناء الجماعي الذي يتصدى لمشاكل المجتمع في تلك الفترة.

ولم تتجه ألحان الشريعي إلى مخاطبة المجتمع الشاب فحسب، وإنما ولى عمار شطر اهتمامه إلى أغاني الأطفال، فقدم كوكبة فريدة وخالدة من أغانى احتفالات عيد الطفولة، بمشاركة مجموعة من كبار الممثلين والمطربين، وفي مقدمتهم عبد المنعم مدبولى، نيللى، صفاء أبو السعود، لبلبة، وعفاف راضى.

وتميز الشريعي، في وضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية والمسرحيات والتي نال معظمها شهرة ذائعة، وحصل العديد منها على جوائز على الصعيدين العربي والعالمي، إذ تجاوزت عدد أعماله السينمائية 50 فيلماً، وأعماله التليفزيونية 150 مسلسلاً، وما يزيد على 20 عملاً إذاعياً، وعشر مسرحيات غنائية استعراضية.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل