المحتوى الرئيسى

عذراً.. اسمها أرض فلسطين

12/07 18:23

إسرائيل، ذلك المسمى لكيان ليس له أرض في حيز الوجود، وهذا العَلَم الدال على دولة لا مكان لها على خريطة العالم، فكيف تتداول الصحف العربية عنوان "حرائق إسرائيل"، أيُّ إسرائيل؟!

إن الحقيقة التي نقر بها وندركها جميعاً أن مجموعة الأشخاص المسمّين "إسرائيليين" يقيمون في أرض ليست ملكاً لهم، وإنما هي أرض لدولة عربية اسمها "فلسطين".

ونحن بزمان تختلط فيه الحقائق ويتناسى صاحب الحق حقه الضائع ونتراجع إلى الوراء؛ لنتنازل عن حق أصيل ونسمع أصواتاً عربية تنادي بالشراكة على الأرض بين مالك ومغتصب؛ حيث يريدون العودة إلى حدود تقتطع من الأرض جزءاً يقيم عليه مجموعة من المحتلين.

ثم يتبع التراجع والخنوع تلك العناوين الإخبارية وعلى شاشات الإعلام العربي التي تقر وتعترف وهي تدري أو لا تدري بأن حرائق نشبت بإسرائيل، ثم ينقلها الشباب والصغار ويصبح المسمى عادياً لاسم دولة حدث على أرضها حريق، بينما الحقيقة تحترق بالعقل اللاواعي عند شباب العرب بأن الحريق إنما على أرض فلسطين.

دعني أقول إن الهوية تتمزق بفعل أبناء العروبة وبأيديهم، حتى تكاد تتلاشى وتصبح ماضياً نتذكره كلما ابتعدنا بالزمن عن ماضينا القريب، ننقل أتفه الأشياء عن غيرنا ونأخذ من هنا ومن هنا حتى صرنا أشلاء مجمعة أنتجت لنا مسوخاً لا تعرف تاريخها.

سؤال أطرحه على شباب وبنات العرب والمسلمين: "كيف يمكنك الرد على شاب إسرائيلي يقول لك إنه صاحب الأرض الأصلي ويشهد التاريخ والتوراة والقرآن بذلك؟"، هل تملك الدليل الذي ترد به لتثبت أن فلسطين أرض عربية، وأن القدس حق للمسلمين؟

نحن في أزمة ثقافة وهوية تزداد حدتها يوماً بعد يوم، وداخل العالم الأزرق "فيسبوك" الملون بلون علم ذلك الشيء المسمى إسرائيل، نتداول كل شيء نفكر فيه ونفعله ونعتقده حتى أصبح العرب كتاباً مفتوحاً لا يحتاج معه الموساد لتجنيد مزيد من جواسيسه وأسرار العرب متداولة على الصفحات أمام الجميع؛ ليتم استبدال اختراق الدولة باختراق المواطن العربي نفسه.

ولنا في إعلام العرب ومصطلحاته المستخدمة خير دليل على ما وصلنا إليه من مسوخ بلا هوية، أما حكام وقادة العرب فلم نسمع لأحدهم صوتاً يحذر الكنيست من إصدار قوانين تغرم من يرفع صوت الأذان عبر مكبرات الصوت، وكأن الأمر لا يعنيهم، ثم نرى العنوان المتداول بعد تلك الحرائق بأنها على أرض إسرائيل، عذراً.. اسمها أرض فلسطين.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل