المحتوى الرئيسى

عون التقى جعجع: هدفنا بناء الدولة العادلة والقوية

12/07 16:58

شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمام زواره اليوم في قصر بعبدا، على “أهمية تحصين الوحدة الوطنية التي تشكل الرادع الاساسي للعاملين على ضرب الاستقرار الداخلي”، مؤكدا في الوقت نفسه “تعاون جميع المواطنين مع الدولة ومؤسساتها لمعالجة المشاكل العالقة والمساعدة في مكافحة الفساد”. واعتبر أن “أي نجاح لشخص أو لمؤسسة هو نجاح للوطن كله لأن هدفنا الأسمى هو بناء الدولة العادلة والقوية والقادرة، وهذه ورشة وطنية تتسع للجميع، ولا مجال لاستثناء أحد منها”.

وكان قصر بعبدا شهد قبل ظهر اليوم، سلسلة استقبالات تناولت مواضيع سياسية واجتماعية وإنمائية وإقليمية.

سياسيا، استقبل عون رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع وبحث معه في الأوضاع الراهنة والاتصالات لتشكيل حكومة جديدة.

وبعد اللقاء، تحدث جعجع إلى الصحافيين فقال: “أنا مسرور جدا لأن قصر بعبدا أصبح عامرا بعد سنتين ونصف سنة من الفراغ، وقد عادت الآن الحياة الى الجمهورية وإن شاء الله ستعود الجمهورية”.

أضاف: “نحن اليوم في بداية مسار طويل، وفي بداية الطريق الفعلي لهذا المسار. وكان لي شرف لقاء فخامة الرئيس، وقد تداولنا كل الامور المطروحة التي ستستقيم شيئا فشيئا، وسنصل الى تحقيق ما يتمناه كل مواطن. ولاحظت أن هناك بحثا جديا لرفع الحظر عن مجيء الرعايا العرب الى لبنان، وهذا كله طبعا بفضل العهد الجديد والتوجه الجديد، وما لمسته الدول العربية من وجود لدولة في لبنان تتحمل المسؤولية. وهذا العامل، هو في ذاته كاف ليرفع إنتاجنا الاقتصادي ودخلنا القومي، وهو ما يمكن الى حد ما انتاجنا من تغطية الدين العام من دون اللجوء الى الاستدانة”.

وقال: “إنطلاقا من ذلك، أنا متفائل وأتمنى ان تشكل الحكومة قبل الاعياد، وأعتبر أن الامور بدأت تأخذ مسارها الطبيعي الفعلي والحقيقي، الذي سيوصل الى نتيجة”.

سئل: تعتبرون أنفسكم في إنطلاقة العهد الجديد “أم الصبي”، التي تقدم بعض التضحيات، فإلى أي مدى “القوات اللبنانية” مستعدة لتقديم تضحيات لتشكيل الحكومة ثم وضع قانون انتخاب جديد، فينطلق العهد الجديد بزخم؟

أجاب: “ليس في هذا العهد “ام الصبي” . فالعهد هو “ام وبي الصبي”. وفي ما يتعلق بالتضحيات وتشكيل الحكومة، أنتم تعلمون أن القوات اللبنانية لم تقف في يوم من الايام عند مكاسب صغيرة وتفاصيل. ولكن في الوقت نفسه، هناك حد أدنى يجب احترامه والوقوف عنده. وأرى اننا، خلال عملية تشكيل هذه الحكومة، نحن أكثر من قدم التضحيات، والموضوع هو خارج هذا الاطار ولا يتعلق بحقائب وتضحيات”.

سئل: من برأيكم يجب ان يقدم التضحيات؟

اجاب: “الجميع يعلم أن الموضوع سياسي ولا يتعلق بالحقائب”.

سئل: هل لا يزال البحث قائما من حيث الشكل بحكومة من 24 وزيرا او اصبح بـ 30؟

اجاب: “لم ألاحظ وجود أي تغيير في التركيبة. وما زلنا نتحدث عن حكومة من 24 وزيرا”.

سئل: تقول أوساط “حزب الله” و”أمل”، ان القوات اللبنانية هي من تقف عائقا أمام التسريع في تشكيل الحكومة، ما رأيكم في ذلك؟

اجاب: “نحن لسنا العائق أمام تشكيل الحكومة، والجميع يعلم ذلك ويعلن عن مكان وجود العقبات التي أتمنى أن يتم تذليلها في اقرب وقت ممكن. على أي حال، ان فخامة الرئيس متفائل من هذه الناحية، ولديه وعود بأن العقبات سيتم تذليلها”.

سئل: من هي الجهات التي تنوي الإبقاء على قانون الستين؟

أجاب: “اعتقد اننا ما زلنا بعيدين قليلا عن البحث في قانون الانتخاب، الا انني لم أر احدا يريد هذا القانون او الابقاء عليه. وعندما سيتم تشكيل الحكومة، نحن ذاهبون بكل تأكيد الى بحث جدي، ارجو ان يكون نهائيا هذه المرة ويتم التوصل الى قانون انتخابي جديد”.

سئل: في ما خص وزارة الاشغال التي يقال انها تشكل حاليا العقدة الاساسية التي تتمسكون بها، فيما الرئيس بري يقول ان العقدة تحل مع وزارة الاشغال. هل تقبلون بوزارة الصحة بدلا من الاشغال؟

اجاب: “المسألة ليست مسألة حقائب، بل الحجم الذي يأخذه العهد الجديد”.

سئل: هل تحل الامور من خلال التواصل بين بعبدا وبنشعي؟

اجاب: “صراحة، هذه المعادلة غير مطروحة بالنسبة إلي، على هذا النحو. فبعبدا هي بعبدا، وبنشعي، مع كل احترامي، هي بنشعي. هناك رئيس مكلف وهو يقوم باتصالاته ولا يزال. وما من احد يمكنه القول: أما تعطونا هذا وإما لا أقبل. في نهاية المطاف، انا اتمنى ان يتم تذليل هذه العقبات”.

سئل: هل المشكلة تكمن في التفاهم المسيحي-المسيحي وقانون الانتخاب وما سيجري في الانتخابات المقبلة؟

اجاب: “في الاصل، لم يكن تفاهمنا منذ البداية مسيحيا-مسيحيا، بقدر ما كان تفاهما قائما على خطة وطنية ككل. وأكبر دليل، رأيتم كيف تمدد تفاهمنا اكثر فأكثر ليصل الى تيار المستقبل. وآمل ان يصل الى عين التينة، فليس لدينا اي امر مقفل ولسنا ضد احد. جل ما في الامر ان لدينا نظرة معينة للبنان، وآمل ان يصل هذا التفاهم الى عين التينة ومنها الى الضاحية أيضا، لأن لا فيتو على أحد ولا سر بوجه احد”.

سئل: من هي الجهة التي يجب أن تقدم تضحيات؟

أجاب: “إذا مع العهد الحالي لم نعتد على ان هنالك دستورا وعلينا ان نبدأ بالعمل تبعا لهذا الدستور، فلن يأتي هناك عهد آخر سنعتاد فيه على هذا الامر. منذ 26 سنة ونحن نقفز فوق الدستور والنصوص والامور تجري وفق الطريقة التي تركها عهد الوصاية. هناك دستور، وتبعا لهذا الدستور، يقوم رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، ونقطة على السطر. فمن يحب يقبل بالامر، ومن لا يحب فليعارض. هذه هي الحياة السياسية، وبالتالي فإن الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية يشكلان الحكومة ويقدمانها الى مجلس النواب. ولكل كتلة نيابية الحق في ان تتخذ الموقف المناسب”.

سئل: حكومة أمر واقع إذا؟

اجاب: “لا، لا، بالعكس! لقد جرت العادة ان يفرض امر واقع معين، لكن الحكومة تشكل وفق هذه الطريقة. كيف تشكل الحكومات في العالم؟ أليس وفق هذه الطريقة؟ رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة يشكلانها ويضعانها امام البرلمان”.

سئل: ماذا لو وصلنا الى مرحلة إسقاط المهل ولم تشكل الحكومة؟

اجاب: “لن نصل الى هنا”.

سئل: إذا ما وصلنا الى وضعية اجراء الانتخابات وفق قانون الستين او عدم اجرائها، ما سيكون موقفكم؟

اجاب: “هذا سؤال افتراضي نتركه لوقته”.

سئل: أعلن الرئيس بري أن هناك اتفاقا مع “التيار الوطني” على اساس قانون اكثري وفق القضاء ونسبي وفق المحافظات الخمس، هل تسيرون وفق هذا المشروع؟

واستقبل عون وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم وعرض معه الأوضاع العامة. ونقل إليه وزير الاقتصاد أيقونة تذكارية من عائلة الموسيقار الراحل ملحم بركات تسلمها خلال تمثيله رئيس الجمهورية في القداس والجناز الذي اقيم لراحة نفس الموسيقار الأحد الماضي.

واستقبل أيضا النائب محمد الصفدي الذي أوضح أنه تشاور مع الرئيس في الأوضاع العامة والتطورات الإقليمية، وأطلعه على أوضاع الشمال عموما وطرابلس خصوصا من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية. وأكد الصفدي أن عون “يولي أوضاع الشمال اهتمامه كما سائر المناطق اللبنانية وفق ما جاء في خطاب القسم”.

كذلك التقى النائب غازي العريضي الذي أوضح أنه أجرى جولة أفق مع رئيس الجمهورية تناولت الأوضاع العامة في البلاد في ضوء التطورات السياسية.

ومن زوار قصر بعبدا، الدكتور فؤاد مخزومي على رأس وفد من “حزب الحوار الوطني” ومنتدى الحوار الوطني ومؤسسة مخزومي وجمعية بيروتيات ومجموعة المستقبل لصناعة الانابيب وشركة أمن المستقبل، الذين قدموا التهنئة بانتخاب العماد عون رئيسا.

وشكر عون الوفد على تهنئته، مؤكدا أهمية تعاون المواطنين مع الدولة ومؤسساتها لمعالجة المشاكل العالقة ولا سيما قضية الفساد. واشار إلى أنه على ثقة بأن “التضامن هو الاساس في النجاح، ولا سيما عندما يكون الهدف الاسمى هو بناء الدولة لأن أي نجاح لشخص أو مؤسسة هو نجاح للوطن كله”.

وإثر اللقاء قال مخزومي: “إننا نستبشر بعهد ينهض بالمؤسسات ويرفع اسم لبنان امام العالم ويعيد الثقة بالاقتصاد. وتمنى تشكيل الحكومة بأسرع ما يمكن”، شاكرا للرئيس عون مساعيه بين مختلف القوى بإطلاق العهد مع حكومة فاعلة.

واستقبل عون مفتي الجمهورية العربية السورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون يرافقه السفير السوري علي عبد الكريم علي.

وبعد اللقاء أدلى حسون بالتصريح التالي: “نأتي الى قمة لبنان، الى لبنان الامن والايمان والامان الذي يقوده اب حبيب وقائد اراد ان يكون دائما، في السلام رجلا، في الحكمة رجلا وفي المعركة رجلا: فخامة الرئيس الجنرال عون، وفقه الله وسدد خطاه لما فيه رضاه. لقد جئنا نهنئ لبنان بأنه على طريق المحبة والخير والايمان والامان بدأ يسلك طريقه بكل اطيافه. فما كان لبنان، وما عرفناه يوما الا كما كنت اعرفه في الستينيات. كنا نأتي الى لبنان لنتكلم بحرية، ونتنفس بحرية، ولا نصطدم مع احد طائفيا او مذهبيا. كنت أشعر ان لبنان كان واحة للوطن العربي والعالم الاسلامي، يأتي اليه الكتاب والفنانون والسياسيون فيجعلوا من هوائه متنشق الحب، ومن ابنائه نموذجا للاخاء بين المسجد والكنيسة، بين كل مؤسسة من مؤسساته الروحية. لذلك انا سعيد جدا ان لبنان يقف اليوم على شاطىء الامان، وهذا ما يسعد سوريا، وهي تنطلق اليوم الى الامان والسلام والنصر. فشكرا للشعب اللبناني وللبرلمان اللبناني الذي اختار هذا الرئيس الذي يقود لبنان في ساحة الصراعات، الى ساحة الامان والحب والخير والأمة الواحدة”.

وردا على سؤال هل تنتظر سوريا من الرئيس العماد عون، أجاب: “ما كان الرئيس عون في موقف من مواقفه الا معتدلا، ونموذجا للحكمة والاعتدال. فيوم قاتل قاتل بشرف ورجولة، ويوم سامح سامح بأخلاق وسمو، ويوم صالح صالح بسمو اخلاق. لذلك اتمنى على القيادات اللبنانية السياسية ان ترى في هذا الرجل نموذجا، وعلى الشعب اللبناني ان يرى فيه قائدا لأنه قد انتخب من الشعب قبل البرلمان. وهذا ما شعرت به يوم جاء عشرات الآلاف يحملون فقط العلم اللبناني ليهنئوا لبنان. فلذلك ننتظر من لبنان في سوريا ما كنا نعرفه قبل الاحداث، ما كنا نعرفه ايام كان لبنان وسوريا عائلة واحدة روحيا وفكريا وثقافيا وايمانيا. فنحن أمة واحدة في فلسطين وفي لبنان وفي سوريا وفي شرق الاردن. نحن عائلتنا واحدة لأن السماء اختارتنا لنستقبل جميع رسلها. فلماذا أرسل الله جميع الرسل في سهول فلسطين وجبال لبنان وهضاب سوريا، ولم يرسلهم في باريس او اوروبا او افريقيا؟ لقد ارسلهم جميعا في الارض المباركة. فيا جبال لبنان كم استودعت فيك من حبيب طاهر! احب ان تكون قلوب الشعب اللبناني والشعب السوري هي هذه القلوب الطاهرة وتستثمر الآن قيادة فخامة الرئيس عون الذي اراد هذه الحكمة. ويستثمر ايضا سيادة الرئيس بشار الاسد الذي احب لبنان من كل ذراته كما احب سوريا”.

وهل سيلتقي قيادات لبنانية تخاصم سوريا، أجاب: “ليس لدينا مخاصمة مع احد. نحن لم نخاصم احدا ولن نخاصم احدا. من خاصمنا هو ابن عمنا. فلذلك قومي هم قتلوا اخي، فاذا ضربت يصيبني سهمي. كل من خاصمنا في لبنان وفي غير لبنان ندعوه الى المصالحة والمسامحة والمصافحة، فحالة العالم اليوم تدعونا لأن نستيقظ، قيادات روحية وسياسية: كفى لبنان! اعيدوا له الجمال والنور والضياء. وكفى سوريا! اعيدوا لها العز الذي حملت رايته لكم جميعا”.

واستقبل عون رئيس المحكمة الشرعية الجعفرية العليا الشيخ محمد علي كنعان على رأس وفد من المحكمة للتهنئة. وقال: “نهنئ فخامتكم لتوليكم سدة الحكم في البلاد في هذا الوقت العصيب. والمأمول من فخامتكم أن تتعزز الحالة القضائية العامة في لبنان بما في ذلك المحاكم الشرعية التي تشكل جزءا من السلطة القضائية، خصوصا أننا أمام المادة التاسعة من الدستور التي نصت على أن الدولة بتأديتها فروض الإجلال لله تعالى تضمن للأهلين على اختلاف مللهم حريتهم الدينية ونظامهم الخاص بالأحوال الشخصية”.

ورد عون شاكرا الشيخ كنعان والوفد المرافق، مؤكدا أن التنوع في لبنان هو مصدر غنى للبنانيين، لافتا إلى أن الوحدة لا تصان إلا باعتراف كل واحد بالآخر، والاعتراف أيضا بحق الاختلاف الذي يعتبر حقا طبيعيا. وأكد عون درس حاجات المحاكم الجعفرية وتصحيح أي خلل يمكن أن يؤثر على أدائها.

واستقبل أيضا رئيس مجلس أمناء جامعة الجنان في طرابلس الدكتور سالم فتحي يكن مع وفد من الجامعة هنأه بانتخابه، مؤكدا أن اللبنانيين يعلقون الآمال الكبيرة على رئاسته. وقال: “إننا من باب أهمية الاطلالة على التعليم العالي في لبنان، نأمل من فخامتكم إعطاءه ما يستحق من اهتمام ودعم، فالدستور كرس الشراكة بين الدولة والمؤسسات التربوية الخاصة في هذا المجال، والشراكة تتطلب أمرين: المبادرة من المؤسسات التربوية والاحتضان من الدولة بتسريع البت باحتياجاتنا لكن دون تسرع”.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل